إجراءات مصرية تؤهل معبر «رفح» لدور أكبر
توسعات تجعله قادراً على استيعاب حركة البضائع والوقود بعد «الأضحى»
قال مصدر قبلي مطلع يقيم في مدينة رفح الحدودية بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني، لـ"الجريدة"، إن "الشريط الحدودي بين مصر والقطاع يشهد نشاطاً مكثفاً، يعكس حجم الترتيبات التي توافقت عليها مصر و"حماس" أخيراً"، موضحاً أن معبر "رفح" يشهد حالياً ترميمات وتوسعات كبيرة، تمهيداً لجعله قادراً على استيعاب حركة دخول وخروج البضائع وحاملات الوقود ومواد البناء، وتابع قائلا: "السلطات المصرية تعمل على تهيئة المعبر للعمل الدائم وفق الاستخدامات الجديدة عقب إجازة عيد الأضحى في أكتوبر المقبل".ولفت المصدر أيضاً إلى أن الاتفاق بين القاهرة و"حماس" تضمن استمرار العمل في المعبر مدة 18 ساعة يومياً عقب "عيد الأضحى"، موضحاً أن المعبر منذ إنشائه عام 2005 كان مخصصاً فقط لإدخال المواد الطبية ونقل المصابين، لذلك تعكف الأجهزة في مصر حالياً على توسعته لاستخدامه في نقل البضائع. وكانت القاهرة و"حماس" دخلتا في نقاشات مطولة، مؤخراً، نتج عنها تفاهمات وصفت بالمهمة، خصوصاً فيما يتعلق بدور جديد لمعبر "رفح"، وضبط الشريط الحدودي من الجانب الفلسطيني، في حين أشار مراقبون إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، اطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أبومازن) على طبيعة تلك التفاهمات، وأنها لن تكون على حساب الموقف المصري من الشرعية الفلسطينية، التي تمثلها حركة "فتح".
وعلى الجانب الآخر، قال المصدر القبلي، إن الشريط الحدودي الفلسطيني بات يشهد وجوداً مكثفاً وانتشاراً على مدار الساعة لعناصر أمنية تتبع "حماس"، وأن الحركة بدأت في تدشين جدار أمني بطول 3 كيلومترات على الشريط الحدودي مع مصر، لمنع تسلل أي عناصر إرهابية. وتابع: "يبدو أن حماس عازمة على الحفاظ على الزخم الذي تشهده علاقتها مع مصر، فالحركة ضبطت الأنفاق الحدودية، وبات المعبر النافذة الشرعية الوحيدة للدخول والخروج". وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى دفع "حماس" للقيام بمهامها وضبط الشريط الحدودي، منعاً لاستغلال الجماعات الإرهابية الأنفاق المنتشرة على طول الشريط في التنقل، والحصول على دعم لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل المصري، كما تسعى مصر إلى تقريب وجهات النظر بين فرقاء المشهد الفلسطيني.وقال مدير "مركز مقدس للدراسات"، النائب البرلماني، سمير غطاس لـ"الجريدة": "الإجراءات المصرية تستهدف في الأساس إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشجيع الأطراف المتناقضة على ذلك، لكن تبقى التحديات الأمنية المقبلة من قطاع غزة قائمة، فالقطاع يشهد عدداً كبيراً من الحركات السلفية الجهادية، التي بايعت زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي"، لافتاً إلى أن تغيير قيادة "حماس"، وقدوم إسماعيل هنية على رأس المكتب السياسي للحركة ساعد مصر على إحداث تفاهمات بعينها مع "حماس"، لكن ستظل التساؤلات حول علاقة الحركة بجماعة "الإخوان" قائمة على أن تثبت الحركة شكل هذه العلاقة. يذكر أن منطقتي "رفح" و"الشيخ زويد" تعانيان انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه، إلى جانب انعدام خدمات الهواتف النقالة منذ شهر، تزامناً مع الحملة الأمنية التي شنها الجيش المصري، على تخوم مدينة العريش، والشريط الحدودي الملاصق للحدود مع غزة، لملاحقة العناصر الإرهابية، التي تتخذ من الجبال الوعرة ملاذاً لها.