في محاولة لإحياء تقليد قديم، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم ، في احتفال الدولة المصرية بعيد العلم، بحضور كبار رجال الدولة، مفضلاً إعطاء دفعة لمجال البحث العلمي الذي يعاني الإهمال في مصر، إذ قرر تكليف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب، يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدني بجزء من موازانتهم المخصصة للمسؤولية المجتمعية، على أن يتولى هذا الصندوق أيضاً، دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة.السيسي كلف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة عدد الجوائز التي تمنحها الدولة في جميع المجالات، ومضاعفة قيمتها المالية، فضلاً عن إنشاء أربع جوائز جديدة للابتكار في مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تخصص لشباب المبتكرين، على أن تكون قيمة الجائزة 250 ألف جنيه، وأن يتم بدء العمل بذلك اعتباراً من إعلان جوائز هذا العام.
الرئيس المصري قال إن مصر تنتظر الكثير من علمائها، وأضاف: "نجد أنفسنا اليوم مطالبين أكثر من أي وقت مضى، بتجديد قيمة العلم والمعرفة في حياتنا، واستلهام عظمة ماضينا، لبناء واقع جديد، لا يقل عما شيده أجدادنا إنما يزيد عليه. نجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية، تقضي بأن يتبوأ العلم مكانته في بلادنا، ويصبح على قمة هرم أولوياتنا ومنظومتنا القِيَمِية".وشدد على أن الدولة المصرية تعي تماماً دور العلم والعلماء، وحريصة كل الحرص على تكريم علمائها، الذين أفنوا حياتهم في خدمة هذا الوطن، والاستفادة من علمهم وخبراتهم، وخاطب الرئيس المصري العلماء والباحثين الشباب قائلاً: "الدستور مهّد الطريق أمامكم، فجعل التعليم حقاً للجميع، وكفل حرية البحث العلمي، ودعمت السلطة التنفيذية جهود وأنشطة البحث العلمي باستمرار، ففي السنوات الثلاث الأخيرة، زاد حجم الإنفاق الحكومي على البحث والتطوير من 11.8 مليار جنيه، إلى 17.5 مليارا، بزيادة قدرها 47%، بخلاف الدعم المباشر الموجه لبعض المشروعات القومية التي تدعم منظومة البحث العلمي في مصر، مثل مشروع بنك المعرفة".
هيئة الانتخابات
وبينما لم تعلن القاهرة موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها قبل يونيو المقبل، قال مصدر مطلع لـ"الجريدة"، إن "احتياطيات الموازنة العامة للدولة للعام المالي الحالي ستكون مصدر تمويل الحكومة لاستعداداتها وإجراءاتها التنفيذية للانتخابات الرئاسية، وان السيسي سيصدق على قانون "الهيئة الوطنية للانتخابات"، الذي وافق عليه البرلمان في 4 يوليو الماضي، لتتولى الهيئة للمرة الأولى مهمة إدارة الانتخابات في مصر، على أن تحدد الحكومة الاعتمادات المالية للهيئة".إلى ذلك، عاد رئيس الحكومة شريف إسماعيل لمباشرة مهام منصبه، اليوم ، بعد رحلة علاج سريعة استغرقت يومين في ألمانيا، عاد على إثرها للقاهرة مساء اليوم الأول، واستقبل إسماعيل وزراء الزراعة والصناعة والإسكان، لمناقشة الملفات المتعلقة بكل وزارة، ثم التقى وزير الداخلية لمتابعة الملفات الأمنية في ظل المواجهة المعلنة من قبل القاهرة ضد الإرهاب.مقتل إرهابيين
وفي سيناء، وفيما قال شهود عيان إن مجندين من قوات الشرطة أصيبا، إثر تعرض كمين أمني بشارع البحر في العريش لإطلاق نار من مجهولين اليوم الأول، ذكر المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد تامر الرفاعي، أن قوات الجيش تمكنت من قتل "تكفيريين" اثنين، وتدمير عربتي دفع رباعي، واكتشاف وتدمير جسم نفق رئيسي على الشريط الحدودي بشمال سيناء.في السياق، قال مصدر أمني إن قوات الجيش تواصل المرحلة الرابعة من عملية "حق الشهيد"، لتطهير المنطقة الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وأن الأيام الأخيرة شهدت حملات نوعية مكثفة في إطار جهود تطهير باقي البؤر الإرهابية أسفرت عن مقتل أكثر من 70 "تكفيرياً"، وتدمير عدد من البؤر الإرهابية.إعادة محاكمة مرسي
قضائياً، بدأت محكمة جنايات القاهرة، اليوم ، أولى جلسات إعادة محاكمة 22 متهماً من قيادات وعناصر جماعة "الإخوان"، يتقدمهم الرئيس السابق محمد مرسي، والمرشد العام للجماعة محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها، بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.واستهلت المحكمة جلسة اليوم بإثبات حضور المتهمين والدفاع، حيث قررت ندب المحامي ماهر عبدالله لتولي مهمة الدفاع عن مرسي، فيما تلت النيابة قرار الاتهام لقيادات "الإخوان" في ارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، خلال الفترة من 2005 إلى 2013، قبل أن تقرر المحكمة تأجيل الجلسة إلى 10 سبتمبر المقبل.