مع تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي، يعمد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حشد أنصاره الأكثر تأييدا له، سعيا لحماية رئاسته المهددة بالتحقيق المتشعب في القضية الروسية وبمعارضة متزايدة في صفوف حزبه الجمهوري.

وأثارت تقارير إعلامية عن تشكيل المدعي الخاص روبرت مولر هيئة محلفين كبرى مخولة توجيه اتهامات في إطار تحقيقه حول احتمال وجود تواطؤ بين فريق حملة المرشح ترامب وموسكو، مخاوف في البيت الأبيض من صدور اتهامات تفضي إلى ملاحقات جنائية واستدعاء أشخاص للإدلاء بشهاداتهم، ما قد تكون له انعكاسات كارثية على إدارة ترامب.

Ad

وهذه ضربة جديدة قاسية للرئيس بعد إقالة سلسلة من المسؤولين في البيت الأبيض وانتكاسات شديدة في الكونغرس في عمليات تصويت حول مواضيع جوهرية له.

وبالرغم من اقتصاد قوي، أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته جامعة كوينيبياك أن شعبية الرئيس لا تتخطى 33 في المئة، وهو مستوى مماثل لشعبية ريتشارد نيكسون في خضم فضيحة ووترغيت أو شعبية جورج بوش خلال حرب العراق.

وحيال المخاوف من أن تطارده القضية الروسية طوال مدة ولايته، يعول ترامب على دعم قاعدته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، والتي اجتذبتها مواقفه اليمينية وخطابه الشديد اللهجة.

وفي شأن التعيينات، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن البيت الأبيض قد يعين مستشارا كبيرا للشؤون السياسية له آراء متشددة بشأن الهجرة في منصب مدير الاتصالات.

وأصبح اسم ستيفن ميلر أحد كبار مساعدي ترامب وكاتب خطبه مطروحا ليقود فريق الاتصالات بالبيت الأبيض، بعد سلسلة من التغييرات في الموظفين منذ تولي ترامب الرئاسة قبل أكثر من ستة أشهر.

ولم يذكر المسؤول الكبير عدد المرشحين في القائمة القصيرة، إلا أن موقع أكسيوس الإخباري أفاد بأن ميلر ليس المرشح الأول.

وكان ترامب عزل الأسبوع الماضي مدير الاتصالات بالبيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي بسبب عبارات بذيئة وردت خلال حديث مع صحافي في مجلة نيويوركر بعد 10 أيام فقط من تعيينه في المنصب الذي أصبح الآن شاغرا.

من جهة أخرى، أشاد ترامب أمس الأول بتصميم وزير العدل في إدارته جيف سيشنز على مكافحة تسرب معلومات سرية من البيت الابيض، وذلك بعد أن كان اتهمه سابقا بأنه ضعيف.

وكتب ترامب على "تويتر" من ناديه للغولف في بدمينستر بنيو جيرسي، حيث يقضي عطلة "بعد سنوات من التسريبات في واشنطن، إنه لأمر جيد جدا أن نرى وزير العدل يتخذ إجراءات!".

وأضاف: "بالنسبة الى الأمن القومي كلما أظهرنا قسوة، كان ذلك أفضل!".

وكان سيشنز قد وعد الجمعة باتخاذ إجراءات قوية ضد الموظفين الذين كشفوا لوسائل الاعلام معلومات سرية أو حساسة، وذلك بعد سلسلة من التسريبات التي كان تأثير معظمها سلبيا على ادارة ترامب.

كما نفى ترامب أن يكون وجوده في ولاية نيوجرسي الأميركية لقضاء إجازة، بل للعمل في ظروف أفضل، مشيرا إلى أنه يقيم في أحد نوادي الغولف التابعة له. وفي تعليق على إجازته، قال ترامب "أنا الآن مستمر في العمل في بريدمينستر بنيوجرسي، فيما يشهد البيت الأبيض في هذه الأثناء أعمال صيانة وترميم كانت مقررة منذ أمد. لا يمكن اعتبار إجازتي هذه عطلة، حيث أقضي معظم الوقت في إجراء الاتصالات وعقد اللقاءات".

دوليا، كثفت الولايات المتحدة والصين، أمس، ضغوطهما على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها للصواريخ البالستية، إثر تبني مجلس الأمن قرارا يشدد العقوبات، ويمكن أن يكلف بيونغ يانغ مليار دولار سنويا.

وغداة تصويت مجلس الأمن بالإجماع على حظر جزئي لصادرات بيونغ يانغ بهدف خفض عائداتها بالعملات الاجنبية بنسبة الثلث، التقى كبار الدبلوماسيين من الدول الرئيسية المعنية في مانيلا.

جاء هذا بعد أن أعلن البيت الأبيض، في بيان أمس الأول، أن ترامب يقدر لروسيا والصين دعمهما لمشروع القرار الأميركي بتعزيز العقوبات على كوريا الشمالية.