«سيلفي» نواب إيران مع موغيريني يتحول إلى أزمة سياسية
ترقب لإعلان روحاني حكومته غداً... وزعيم السُّنة اعتبر دعوته لحضور التنصيب إهانة
وسط ترقب لإعلان الرئيس حسن روحاني تشكيلة حكومته لعرضها على البرلمان غدا، تحول تزاحم بعض نواب مجلس الشورى من أعضاء لائحة "أميد" لأخذ صور سيلفي مع رئيسة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فردريكا موغيريني إلى أزمة سياسية كبيرة.وقام عدد من هؤلاء النواب الموالين لروحاني بالاعتذار للشعب بسبب هذه الصور التي نشرت في وسائل الإعلام الأصولية بداية، وبدت فيها موغيريني متعجبة من تصرفهم وهم يلتمسون منها أخذ "السيلفي".وفي اعتذاره، قال نائب مدينة شيراز فرج الله رجبي إن بعض النواب حاولوا التودد لموغيريني كي يعطوها صورة جميلة وودية عن زيارتها الى طهران، ولكن الأمور خرجت عن السيطرة، بعد أن زاد عددهم بصورة غير لبقة.
وحاول مساعد وزير الخارجية للشؤون البرلمانية، السيد قشقائي، لملمة الموضوع بجمع من يريد أخذ صورة مع الضيفة في صف واحد وأخذ صورة جماعية لهم، ولكن النواب لم يكتفوا وأصروا على أن يأخذوا صورا شخصية، مما أدى الى تدخل مرافقي موغيريني من الأمن الإيراني ومنعهم من التقرب منها.وتحولت هذه الصور الى ورقة بيد الأصوليين لمهاجمة الإصلاحيين، وطالبوا بإعادة دراسة أهلية هؤلاء النواب، في المقابل انتقد حسام الدين آشنا مستشار الرئيس روحاني تصرف هؤلاء النواب، حيث اعتبر أن هؤلاء يواجهون فقرا ثقافيا. وفي ظروف نادرا ما تحصل في إيران، قام معظم الجمهور الإصلاحي والأصولي في صفحات التواصل الاجتماعي بمهاجمة هؤلاء النواب على تصرفهم الرخيص تجاه ضيفة أجنبية، معتبرين أن تصرفهم قلل من شأن الرجال الإيرانيين، وطالبت بعض النائبات في المجلس زوجات هؤلاء النواب بسد باب منازلهم عليهم اعتراضا على تصرفهم، في حين طالب صادق خرازي أحد زعماء الإصلاحيين رئيس المجلس بإحالة هؤلاء النواب الى صف تأديبي ليتعلموا كيف يتصرفون أمام الضيوف الأجانب، خاصة السيدات منهم، ولا يفقدوا سيطرتهم بمجرد أن يروا أوروبية شقراء أمامهم، إذ إن الانتقادات بدأت مع الأصوليين، لكن الجمهور الإصلاحي كان أكثر غضبا من النواب الذين كانوا يمثلونه في المجلس.وفي سياق متصل، أكد المولوي عبدالباسط درازهي لـ "الجريدة" أن سبب عدم حضور زعيم أهل السنة المولوي عبدالحميد، في مراسم حلف الرئيس روحاني، كان أنه لم يتلق دعوة لحضور هذه المراسم.وأضاف درازهي أن المولوي عبدالحميد اتجه الى طهران على الرغم من عدم تلقيه الدعوة، وقمنا بالاتصال مع السيد شريعتمدار مساعد روحاني التنفيذي للتكلم معه عن هذا الموضوع عبر النواب السنة في المجلس، وأخبرناه بأن المولوي عبدالحميد يمثل أكثر من 17 مليونا من أهل السنة الإيرانيين، ومن الضروري أن يكون موجودا في هذه المراسم، خاصة أنه كان ضمن أكبر الداعمين للرئيس في الانتخابات.وقال دزاهي إن شريعتمدار أخبرهم بأن اسم المولوي عبدالحميد كان ضمن لائحة ضيوف الحكومة، ولكن مراسم مجلس الشورى الإسلامي الذي كان يتولى إرسال الدعوات أخطأ بعدم إرسال الدعوة، وبما أن جميع مقاعد الساحة الأصلية في المجلس محجوزة، فإن المولوي عبدالحميد يستطيع أن يجلس في قاعة الناظرين.وأضاف المولوي عبدالباسط أن المولوي عبدالحميد اعتبر حضوره في هذه المراسم بهذا الشكل إهانة له وللمجموعة التي يمثلها، خاصة أن زعماء المذاهب والأديان المختلفة الذين يمثلون أقليات أقل بكثير من أهل السنة في إيران حاضرون في الصحن الأصلي للمجلس، وعليه، فإنه فضل عدم الحضور في المراسم.إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الهيئة الرئاسية في مجلس الشورى بهروز نعمتي أن روحاني سيقدم وزراءه المقترحين الى البرلمان غدا الثلاثاء.