دخلت أزمة قطر، التي تواجه مقاطعة دبلوماسية وعقوبات اقتصادية من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، شهرها الثالث، أمس، دون بوادر على إمكانية تحقيق اختراق لحل الخلاف الذي اندلع في 5 يونيو الماضي.

وفي وقت تصر الدول الأربع على تطبيق قطر قائمة مطالب تضمنت 13 بندا، رفضتها الدوحة واعتبرتها ملغاة، من أجل إعادة العلاقات وإلغاء المقاطعة التي تضمنت إغلاق الحدود البرية والبحرية، دعا وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد السلطات القطرية إلى فتح تحقيق مستقل إذا كانت تصر على وصف الإجراءات المتخذة ضدها بـ "الحصار".

Ad

طوكيو والجزائر

ووسط أنباء عن عقد وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة اجتماعا في المنامة، لمتابعة "الجهود الجارية لوقف دعم الدوحة للإرهاب"، بحث أمير قطر تميم بن حمد، مع وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، الذي يزور الدوحة، في إطار جولة بالمنطقة تشمل 8 دول عربية، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والأزمة الخليجية ومكافحة التطرف والإرهاب.

وكان بيان سابق للخارجية الجزائرية أشار إلى أن مساهل يحمل رسالة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى رؤساء وملوك السعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت ومصر والعراق والأردن.

وفي وقت سابق، أكد المستشار الخاص لرئيس الوزراء الياباني كنتارو سنوؤرا دعم اليابان للوساطة الكويتية التي يقودها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية، مشددا على أهمية حل القضية عبر الحوار.

وجاء ذلك قبل اجتماع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا بنظيره القطري محمد عبدالرحمن في الدوحة أمس.

الدرع التركي

في هذه الأثناء، أعلنت الدوحة اليوم انتهاء مناورات "الدرع الحديدية" البرية مع القوات التركية الموجودة في قطر.

وقالت وزارة الدفاع القطرية، في "تغريدة"، إن تمرين "الدرع الحديدي" اختتم بعدما نفذته القوات البرية الأميرية القطرية بالتعاون مع القوات التركية لمدة يومين.

وكان حساب الوزارة غرد قبل أيام حول زيارة قائد القوات البحرية الأميرية القطرية، اللواء الركن بحري محمد المهندي، للفرقاطة التركية (جوكوفا) بميناء حمد، تمهيدا لبدء التمارين البحرية المشتركة بين البلدين.

اجتماع طهران

من جانب آخر، شهدت طهران اجتماعا ثلاثيا اليوم الأول بين إيران وقطر وتركيا، تناول المشاركون فيه "سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران وأنقرة والدوحة"، إذ يشكل البلدان اليوم المصدر الرئيسي لتوريد السلع إلى قطر منذ بدء مقاطعة الدول الأربع لها.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية، شبه الرسمية، بأن الاجتماع الثلاثي شارك فيه وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، محمود واعظي، ووزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، ووزير الاقتصاد والتجارة القطري، أحمد بن جاسم.

وبحث المشاركون في الاجتماع سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين طهران وأنقرة والدوحة، ونقل السلع التركية إلى قطر عبر الأراضي الإيرانية.

وكان زيبكجي أكد الجمعة الماضية أن هناك "رغبة مشتركة بين تركيا وقطر وإيران في نقل الصادرات التركية إلى قطر عبر الأراضي الإيرانية"، مؤكدا صعوبة الاستمرار في استخدام طائرات الشحن لنقل المنتجات.

وقال زيبكجي: "نرغب بشكل ثلاثي في بحث مسألة نقل المنتجات إلى قطر، بشكل عملي وبأقل كلفة".

نفي سوداني

من جهة أخرى، نفى رئيس حزب الأمة السوداني الصادق المهدي تقارير إعلامية اتهمته بـ"التآمر" مع قطر ضد السعودية، وطالب بايجاد "مخرج عادل" للأزمة دون الانحياز لطرف ضد طرف.

وكانت قناة "الاخبارية" السعودية الرسمية نشرت تقارير، نقلا عن مصادر لم تكشفها، قالت فيها إن "المعارض السوداني اتفق مؤخرا مع سفير قطر بالخرطوم على العمل معا، من أجل تأليب الرأي العام في السودان ضد المملكة".

من جهة ثانية، أفادت تقارير لوكالة بلومبرغ بأن بنوكا خليجية تعتزم سحب ودائعها في المصارف القطرية لدى استحقاقها.

وأودعت المصارف الخليجية الأموال لدى المصارف القطرية قبل المقاطعة الرباعية، لأن سعر الفائدة بين المصارف القطرية كان قد سجل أعلى مستوى في الخليج.

وتمثل الودائع الأجنبية لدى البنوك القطرية 22 في المئة من إجمالي الودائع، التي تراجعت بـ7.5 في المئة إلى 47 مليار دولار في يونيو الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه.