بمبادرة إنسانية كويتية انطلقت في مدينة أربيل بإقليم كردستان حملة لعلاج مدنيين عراقيين بترت أطرافهم جراء العمليات العسكرية في مدينة الموصل تزامنا مع احتفالات العراق بتحرير المدينة التاريخية من سيطرة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

Ad

وحضر حفل انطلاق المبادرة الانسانية في مستشفى (الطوارئ) يوم امس الأحد وفد إعلامي كويتي يضم نائب المدير العام لقطاع التحرير رئيس تحرير وكالة الانباء الكويتية (كونا) سعد العلي ورئيس تحرير جريدة (الانباء) الكويتية يوسف المرزوق ورئيس تحرير جريدة (الكويت تايمز) عبدالرحمن العليان وامين سر جمعية الصحفيين الكويتيين عدنان الراشد اضافة الى قنصل دولة الكويت في أربيل الدكتور عمر الكندري.

بعد ذلك تفقد أعضاء الوفد الاعلامي الكويتي الجناح الخاص الذي أنشأته الكويت بمستشفى الطوارئ في أربيل حيث كان في استقبال الوفد مدير المستشفى مريوان صالح الذي اطلعهم على طبيعة سير العمل.

وتقدم الدكتور صالح بالشكر الجزيل لدولة الكويت على مبادرتها الانسانية بعلاج ضحايا الارهاب في الموصل مؤكدا ان المبادرة جاءت في وقت يعاني الكثير من العراقيين الذين هم بأمس الحاجة الى تركيب أطراف صناعية تمكنهم من التأقلم مع إعاقتهم.

وقال في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المستشفى كان يستقبل الحالات من الموصل اكثر من طاقته الاستيعابية لدرجة ان العديد من المرضى والمصابين كانوا يتلقون العلاج في ممرات المستشفى الى ان جاءت مبادرة دولة الكويت بانشاء جناح خاص خفف العبء عن المستشفى.

من جهتهم اعرب أعضاء الوفد الإعلامي عن فخرهم الكبير بالدور الانساني والعمل التطوعي الذي تؤديه دولة الكويت وجمعياتها الخيرية في دعم الشعب العراقي متمنين ان تسهم المساعدات الكويتية في تخفيف معاناة الاشقاء في العراق.

واكدوا حرص الكويت على الوقوف الى جانب الاشقاء ترسيخا لثقافة العمل التطوعي والعطاء الانساني وتفعيل الشراكة بين المؤسسات الحكومية والاهلية لتبني مبادرات انسانية تخدم الشعوب العربية.

وبادرت دولة الكويت ومنذ انطلاق عمليات تحرير الموصل من قبضة ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بتوزيع المساعدات الغذائية على النازحين ولدى تحرير احياء المدينة أرسلت مئات الاطنان من المواد الغذائية ومياه الشرب الى الاحياء المنكوبة في الموصل.

يذكر ان القوات العراقية تمكنت من استعادة مدينة الموصل بشطريها الايسر والايمن من سيطرة تنظيم داعش بعد معارك عنيفة استمرت أشهرا ادت الى نزوح اكثر من مليون عراقي الى مناطق خارج سيطرة التنظيم فيما اعلنت جهات مسؤولة أن تكاليف إعادة إعمار المدينة ربما تصل الى نحو 100 مليار دولار.

وأعلن العراق في العاشر من يوليو الماضي تحرير كامل مدينة الموصل التي أعلن منها زعيم (داعش) أبوبكر البغدادي قيام ما سماها "دولة الخلافة" قبل ثلاث سنوات.

وانطلقت معركة الموصل في 17 من أكتوبر 2016 وفي أواخر يناير من العام الجاري انتزعت القوات العراقية الشطر الشرقي بعد مئة يوم من المعارك ثم هاجمت الشطر الغربي في الشهر التالي.

كما لن تغرق سفينة الحياة في بحر اليأس طالما ان هناك مساعي كويتية خيرة لبث روح الأمل والتفاؤل ورسم السعادة على وجوه ضحايا الارهاب في مدينة الموصل العراقية وغيرها من المدن العربية التي تشهد صراعات داخلية أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء.

ولم تتوان دولة الكويت عن تقديم الدعم والمساعدة لضحايا اعمال العنف والارهاب تماشيا مع مبادئها في دعم الاشقاء وترجمة حقيقية لرسالتها الانسانية السامية باعتبارها مركزا للعمل الانساني اذ تكفلت بعلاج نحو 100 عراقي بترت أعضاؤهم جراء العمليات العسكرية التي شهدتها الموصل لطرد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) الذي ظل جاثما على صدور العراقيين عدة سنوات.

وفي بادرة إنسانية تكفلت الكويت عبر الجمعية الكويتية للاغاثة بعلاج الطفلة شهد ذات الاعوام السبعة بعدما بترت رجلها اليمنى جراء قصف نفذه مسلحو داعش في الموصل لتعود البسمة على محياها بتركيب رجل صناعية حققت حلما كان يراودها بالمشي من جديد.

وبعدما فقدت الطفلة شهد الأمل في الحياة جاء بلد الانسانية ليتيح لها اشراقة جديدة في الحياة حالها حال الكثير من العراقيين الذين لم تتخل عنهم الكويت وبدأت علاجهم في مركز اهلي لصناعة الأطراف في مدينة أربيل.

وقال مدير مركز الاطراف الصناعية الدكتور غسان الالوسي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين ان المركز بدأ بمبادرة كويتية بمعالجة النازحين العراقيين ممن فقدوا اطرافهم حيث يستقبل الحالات المرضية بمعدل ثماني حالات يوميا.

وأشاد الالوسي بمبادرة دولة الكويت الانسانية لمساعدة المئات من المصابين في الموصل واعادة الامل اليهم والمشاركة في بناء بلدهم العراق الذي دمره الارهاب.

من جهته قال القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري ل (كونا) ان دولة الكويت تبذل جهودا حثيثة لمد يد العون والمساعدة للمتضررين والنازحين العراقيين في اقليم كردستان.

وأضاف ان الحملة الجديدة لدولة الكويت التي انطلقت يوم امس الأحد تهدف الى معالجة مئات العراقيين الذين تعرضوا لاصابات بالغة أدت الى بتر أطرافهم في الموصل.

وذكر ان دولة الكويت تكفلت بعلاج هؤلاء المصابين القادمين من الموصل لمعالجتهم في احد المراكز المتخصصة لصناعة الاطراف في اربيل لافتا الى ان هؤلاء المدنيين تضرروا جراء قصف مسلحي (داعش).

من جانبه قال وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان كريم سنجاري في تصريح مماثل ان مستشفيات الاقليم استقبلت اكثر من 35 الف جريح جراء العمليات العسكرية لتحرير الموصل في ضوء ما تعانيه من نقص شديد في المستلزمات الطبية ولاسيما مواد التخدير.

وأعرب عن تقديره البالغ لمبادرة دولة الكويت الانسانية من اجل تأمين المواد الطبية اللازمة الى الاقليم الذي استقبل مساعدات طبية عبر جسر جوي ساهم الى حد كبير في سد النقص الحاصل في الادوية والمستلزمات الطبية.

وكانت دولة الكويت في إطار اهتمامها بالسلامة الصحية للنازحين العراقيين في اقليم كردستان ارسلت عشرات الاطنان من الادوية والمستلزمات الطبية لمعالجة النازحين اضافة الى سيارات الاسعاف وكذلك مولت بناء خمسة مراكز طبية في المخيمات المخصصة لنازحي الموصل في اربيل ودهوك.

كما قامت الكويت عبر جمعياتها الخيرية بمعالجة اكثر من 500 نازح عراقي واجراء العمليات الجراحية وصناعة الاطراف لهم اضافة الى عمليات العيون.