وضعت شركة نفط الكويت خططاً تنفق بموجبها 19.7 مليار دينار خلال السنوات الخمس المقبلة هدفها رفع الطاقة الإنتاجية للشركة إلى 3.650 ملايين برميل من النفط يومياً عام 2020، وإبطاء استنزاف الاحتياطيات من الحقول القائمة.

وبينما تهدف خطة شركة "نفط الكويت" إلى رفع القدرة الإنتاجية على مراحل وصولاً إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2020، والاستمرار فيها إلى عام 2030. ستكون هناك حاجة لما لا يقل عن نصف الاستثمارات من أجل حفر آبار جديدة وتطوير تكنولوجيا بترولية متقدمة.

Ad

وفي ظل المعطيات الحالية فإن السؤال يطرح نفسه: هل الكويت قادرة على إنتاج 4 ملايين برميل يومياً؟ علماً أن هناك خطة وضعت منتصف التسعينيات على أن تصل عام 2005 الى إنتاج 3 ملايين برميل يومياً، وهو ما لم يتحقق، فما الأسباب؟

يرى بعض المتابعين لشؤون النفط في الكويت أن هناك جملة عوامل مرتبطة بشروط مثل تطوير حقول الشمال، وعدم التعرض لتدخلات من خارج الشركة التي لم تنته بل هي في ازدياد، ويجب أن يكون هناك استقرار وحرية التصرف في المناقصات، بينما يتوقع آخرون أن بالإمكان الوصول إلى هذا الرقم لوجود الإمكانات المالية، لكن لا توجد إمكانات بشرية بل إنها محدودة، ووسائل التكنولوجيا أيضاً ليست متوافرة، ورأوا أن هدف الوصول إلى هذا الرقم يستوجب الاستعانة بالشركات الأجنبية.

النفط الثقيل الكويتي

منطقة شمال الكويت واعدة جداً من حيث الاستكشافات النفطية، ويعتبر تطوير النفط الثقيل ركيزة أساسية من أجل الوصول إلى استراتيجية الكويت 2030، ونظراً إلى توافر المورد بكميات كبيرة، فإن الوصول إلى الأهداف وتثبيت إنتاج هذا المورد يتطلب إثبات نجاح عمليات معقدة في طرق الاستخلاص المحفز للنفط.

وتعتبر طريقة الاستخلاص الحراري المحفز للنفط الأولى من نوعها لشركة نفط الكويت، والأكثر تحدياً في تاريخ الشركة، حيث تخطط مجموعة تطوير النفط الثقيل للوصول إلى أهداف إنتاج النفط حسب استراتيجية 2030 وسيتم البدء في إنتاج النفط الثقيل في نهاية 2018 على أن يصل الإنتاج إلى 60 ألف برميل يومياً خلال ستة أشهر من بدء الإنتاج.

وتقوم شركة نفط الكويت بعمل الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف، حيث تم حفر ما يزيد على 700 بئر، وتم الانتهاء من عمل التصاميم الهندسية الأولية (FEED) لبناء المنشآت اللازمة لإنتاج ونقل مستويات الإنتاج المستهدفة، وتم اختبار تقنية الإنتاج الحراري المتعاقب من خلال المشاريع التجريبية.

القدرة لا تناسب الطموح

يقول أحد المسؤولين في القطاع النفطي - رفض ذكر اسمه- ان الكويت لديها قدرة معينة في القطاع على إنجاز الأعمال، لكن هذه القدرة لا تتناسب مع الطموح، إذ إن الطموح يتجاوز إنتاج أكثر من 4 ملايين برميل يومياً، وهذا الفارق يجب أن يعالج وإلا فلن يتحقق شيء.

وأكد أن أحد أسباب عدم تحقيق مستوى إنتاج 4 ملايين برميل يومياً هو توقف مشروع الشمال في السابق، والأمر الآخر أن أداء القطاع النفطي خلال السنوات الماضية لم يكن على المستوى المطلوب، حيث عملت الاستراتيجية ورصدت لها الميزانيات، ومن خلال متابعة الاستراتيجية وقياس أداء القطاع النفطي مع أداء الشركات الوطنية في دول الخليج والشركات العالمية، جاءت النتيجة أن الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية كانت تحقق 40 في المئة من تنفيذ مشاريعها، بمعنى أن هناك تأخيراً في مشاريعها نسبته 60 في المئة، بينما ترى أن الشركات الأخرى في دول الخليج تحقق معدلاً أكثر من مؤسسة البترول، والشركات العالمية تحقق ميزانياتها كاملة وللأسف إنجازنا 40 في المئة.

أما في ما يتعلق بالنفط الثقيل، قال المصدر النفطي إنه لا يمكن أن تحقق الكويت الـ 4 ملايين برميل في اليوم دون إنتاج النفط الثقيل، حيث إن الكميات متوافرة لكن خبرتنا في إنتاجه محدودة وبحاجة إلى الاستعانة بالخبرات الأجنبية وهو ما تم أخيراً مع شركة "شل"، موضحاً أن هناك كميات من النفط الثقيل لا تحتاج إلى تقنيات عالية، وهذا ما ستبدأ به الشركة، مما سيمكننا من إنتاج كميات محدودة، وهي ما يطلق عليه اسم "الإنتاج البارد" من النفط الثقيل، حيث إن المرحلة التي تلي الإنتاج البارد تتطلب استخدام البخار وتقنيات عالية لاستخراج النفط الثقيل.

ورد المصدر على كل من يشكك في عدم إمكانية الوصول إلى انتاج 4 ملايين برميل يوميا قائلاً: سنصل إلى هذا الإنتاج دون أدنى شك، لكن لن أقول إنها سهلة وهو تحد كبير والقدرة موجودة لدى الشركة، ولكن نحن دائماً نتحدث عن قدرة إنتاجية وليس عن الإنتاج، فالأخير يخضع لسياسة دولة، فالدولة هي التي تحدد إذا كانت ترغب في إنتاج 4 ملايين برميل يوميا أم لا، لكن قدرتنا الانتاجية وفي جميع المراحل على أتم الاستعداد، كما أن هذه القدرة تساعد في حال كانت هناك أي معوقات طارئة يمكن تعويضها من خلال هذه القدرة والامكانات.

في إحدى المراحل كان هدف شركة نفط الكويت أن يصل النفط الثقيل إلى ربع إنتاج البلاد بحلول عام 2020، والذي كان يتوقع له أن يبلغ 4 ملايين برميل في اليوم. لكن التكلفة العالية لإنتاج نفط 14-18 API وظهور بدائل أرخص أفضت الى إعادة التفكير لدى شركة نفط الكويت.

ونتيجة لذلك، فسوف يكون من الصعب تحقيق حتى تلك الأهداف بدون مساعدة من شركات عالمية ذات خبرة في أمور النفط الثقيل، وتبين أن مثل تلك المساعدة محيرة وصعبة ويرجع ذلك في جزء منه إلى العوائق السياسية من جانب مجلس الأمة الكويتي.

وفي عام 2007 وقعت "إكسون موبيل" اتفاقية أولية للمساعدة في تطوير النفط الثقيل من تشكيلات lower fars في عدة مناطق من شمالي الكويت بما في ذلك حقل الرتقة، لكن الاتفاق النهائي لم يتحقق، كما أن محاولات إشراك "شيفرون" و"بي بي" وغيرهما من الشركات للمساعدة في عمليات حقول كويتية أخرى عبر عقود خدمة فنية متقدمة أخفقت أيضا بسبب المأزق السياسي في البلاد.