أعلنت قوات الأمن المصرية الاستنفار، أمس، مع بدء المسيحيين المصريين صوم العذراء، الذي ينتهي بقداس العيد 22 الجاري، واحتفالات الأقباط بمولد العذراء بجبل درنكة الغربي في محافظة أسيوط بصعيد مصر، على مدار أسبوعين، وزارة الداخلية تتحسب من استغلال عناصر تنتمي إلى تنظيم "داعش" فترة الاحتفالات لتنفيذ هجمات على تجمعات مسيحية، في ظل تصاعد حدة استهدافهم خلال الأشهر الماضية.

وقال مصدر رفيع المستوى لـ "الجريدة" إن وزارة الداخلية أعلنت الاستنفار وحالة الطوارئ، لتأمين الكنائس والأديرة المختلفة، بالتوازي مع الاحتفالات المسيحية بذكرى وفاة السيدة العذراء، التي تأتي بالتزامن مع الذكرى الرابعة لفض قوات الأمن اعتصامين لجماعة "الإخوان" في ميداني رابعة العدوية والنهضة، يوم 14 أغسطس 2013، عقب عزل الرئيس محمد مرسي، مطلع يوليو 2013.

Ad

وأشار المصدر إلى أن وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، وجه بضرورة التأكد من عمل جميع كاميرات المراقبة في محيط الكنائس، والعمل على تكثيف وجود قوات الانتشار السريع وخبراء الكشف عن المفرقعات، في محيط الكنائس والأديرة، والتعامل بسرعة وحزم مع المشتبه فيهم حال الاقتراب من دور العبادة، وأنه تم التنسيق مع قيادات الكنائس لتأمينها والكشف عن هوية المصلين، بالتعاون مع فريق الكشافة التابع للكنيسة.

وظهرت معالم التشديد الأمني قرب دير العذراء في جبل درنكة بمحافظة أسيوط، والذي يشهد الاحتفال الرئيس بمولد العذراء، إذ كثفت قوات الأمن من وجودها حوله، بينما صرح مدير أمن أسيوط، اللواء جمال شكر، بأنه تم الانتهاء من إعداد خطة أمنية محكمة، لتأمين الاحتفالات، وأن الخطة تعتمد أساسا على تكثيف الوجود الأمني داخل الدير وخارجه.

اعتراض برلماني

إلى ذلك، استقبل أعضاء في البرلمان، أمس، القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة، توماس غولدبيرغر، بناء على طلبه، في ضوء الخطاب الموجه من البرلمان إلى "الكونغرس"، احتجاجا على التحذيرات الأخيرة الصادرة من واشنطن، لرعاياها من زيارة مصر واعتبارها دولة غير آمنة.

وبحسب بيان النواب، فإنهم أبدوا اعتراضهم على صيغة البيان الأميركي، في ظل ما تواجهه القاهرة في حربها مع الإرهاب، وأن مثل هذا التحذير يضر بالسياحة، ويؤثر سلباً على الاستثمار في مصر، كما اعترضوا على استخدام البيان الأميركي وصف "المعارضة المسلحة"، وأكدوا أن هناك فارقا كبيرا بين المعارضة والإرهاب.

وأكد المسؤول الأميركي خلال اللقاء أن بيان واشنطن، لم يكن دقيقا في صياغته، علاوة على أنه لم يكن هناك تنسيق مع الحكومة المصرية قبل إصدار التحذيرات.

إضراب العمال

في غضون ذلك، دخل نحو 23 ألف عامل بمصانع شركة غزل المحلة (بدلتا مصر)، في إضراب عن العمل منذ صباح أمس، بسبب رفض رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، أحمد مصطفى، صرف علاوة الـ 10 في المئة المستحقة لجميع العاملين بالشركة، وطالبوا بصرف العلاوة الدورية المتأخرة التي اعتمدها رئيس الجمهورية وأقرها البرلمان.

وقال القيادي العمالي، جهاد طمان، لـ "الجريدة": "العمال أضربوا بشكل جزئي صباح أمس الأول، إلا أن تهديدات إدارة الشركة لهم بالفصل، حولت الأمر إلى إضراب مفتوح داخل محيط المصانع، وليس في ساحة الشركة كالمعتاد".

قضائيا، أصدرت محكمة جنايات المنيا أمس، حكما بإعدام 12 شخصا والسجن المؤبد ضد 140 متهما، وبراءة 238، والسجن 10 سنوات لحدثين، في قضية اقتحام مركز شرطة مطاي وقتل نائب المأمور، في أحداث عنف أعقبت فض قوات الأمن اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.

على صعيد ملف مياه نهر النيل، الذي تتصاعد مخاوف مصرية من أن يؤدي مضي إثيوبيا في بناء سد النهضة، إلى تقليص حصة القاهرة من مياه النهر المقدرة بـ 55.5 مليار متر مكعب، انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، أعمال الاجتماع الـ31 لوزراء المياه في دول حوض النيل الشرقي، (السودان وإثيوبيا وجنوب السودان)، وسط غياب مصري، بسبب تجميد أنشطتها في مبادرة حوض النيل، بعد اتفاقية "عنتيبي" التي ترفض القاهرة التوقيع عليها.

من جانبه، قال مصدر مصري في وزارة الموارد المائية والري، إن إثيوبيا لم تبدأ تخزين المياه خلف سد النهضة بعد، موضحا أن أديس أبابا لن تقوم بذلك خلال موسم الفيضان الحالي، لأن التقديرات الفنية أكدت عدم إمكان حدوث ذلك لاعتبارات إنشائية.

لقاء حفتر

عربياً، واصلت القاهرة جهود وساطتها في ملف الأزمة الليبية، بهدف إنهاء حالة الاقتتال الأهلي والانقسام الداخلي ووقف تمدد الميليشيات المتشددة، إذ استقبلت اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، برئاسة الفريق محمود حجازي، القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، والوفد المرافق له، في القاهرة مساء أمس الأول، وشهد اللقاء استعراض نتائج الجهود المكثفة التي تمت حتى الآن لحل الأزمة الليبية، وصولا إلى تسوية سياسية شاملة تحقق طموحات الشعب الليبي.