الأسد يحشد بالغوطة ويتوعد الأكراد... وانتشار روسي في حمص

• أنباء عن مقتل 100 طفل بمعسكر في دير الزور
• موسكو تختبر مروحية جديدة
• السعودية موقفها ثابت

نشر في 07-08-2017
آخر تحديث 07-08-2017 | 21:15
صبي يحمل بقايا قذيفة في درعا الجنوبية أمس الأول (رويترز)
صبي يحمل بقايا قذيفة في درعا الجنوبية أمس الأول (رويترز)
مع بدء تمركز الشرطة العسكرية الروسية في ريف حمص الشمالي، ورفعها العلم على حواجز النظام، أمطرت قوات الأسد الغوطة الشرقية المشمولة باتفاق خفض التصعيد بأكثر من 40 صاروخاً، بعد أن توعد نائب وزير خارجيته بالسيطرة على مناطق الأكراد ومنعهم من تهديد وحدة سورية.
وسط أنباء عن مقتل 100 طفل جندهم تنظيم "داعش" في قصف للتحالف الدولي في معسكر في دير الزور، صعّد الرئيس السوري بشار الأسد أمس الحملة على حيي جوبر وعين ترما شرق العاصمة دمشق، قبل أن يرسل تعزيزات عسكرية جديدة، في مقدمتها "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة التي يقودها شقيقه ماهر.

ووفق مصادر مقربة من "جيش الإسلام"، التي تتمكن من السيطرة على كتل واسعة من مزارع منطقة الأشعري، بعد اقتتال دام مع "هيئة تحرير الشام" في المنطقة الغوطة الشرقية، فإن النظام استهدف جوبر وعين ترما ليل الأحد- الاثنين بأكثر من 40 صاروخاً من نوع أرض أرض (جولان- فيل)، ما تسبب في دمار كبير، مؤكدة أن طائراته أعادت الكرة صباح أمس، وشنت أكثر من 16 غارة على تلك المناطق، مع اشتباكات عنيفة على محور وادي عين ترما.

وأكدت المصادر أن المناطق المستهدفة بالصواريخ والغارات الجوية، مناطق خاضعة لتخفيف التوتر، مؤكدة أن النظام دفع بالمزيد من القوات الى جبهة جوبر لحسم المعركة المستمرة منذ أربع سنوات، ومنها "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بعد سحبها من محافظة درعا إثر توقيع اتفاق خفض التوتر، الذي رعته روسيا في يوليو الماضي.

وتنفيذاً لبنود اتفاق وقف التصعيد في المنطقة الثالثة، تمركزت الشرطة العسكرية الروسية أمس على حواجز لقوات النظام في ريف حمص الشمالي، ورفعت العلم الروسي على معبر قرية الدار الكبيرة، وهو المنفذ الوحيد للمدنيين والموظفين باتجاه مناطق النظام، ومن المتوقع أن تدخل منه، قريباً، أول قافلة مساعدات.

وبحسب موقع "زمان الوصل"، فإن وفداً من 15 شخصاً، يمثلون الفصائل والمجتمع المدني والمحاكم الشرعية سيجتمع مع الشرطة الروسية لرسم خريطة دقيقة لمناطق خفض التصعيد بريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، ومناقشة قضايا أخرى، أهمها بند المعتقلين وإدخال المواد الغذائية والطبية.

وفي حلب، وقع انفجاران داخل ثكنة طارق بن زياد في حي مساكن السبيل، ما تسبب في سقوط جرحى واشتعال حرائق داخل الأبنية المحيطة بالمنطقة، التي تعتبر حلقة وصل جبهات النظام الشمالية ومركز تدريب عناصره والميليشيات الداعمة له.

وخلال استقباله وفدا يضم نوابا تونسيين، أكد الرئيس السوري أن نقاط الضعف في الأقطار العربية متشابهة والاستهداف الخارجي لها واحد، ولكن تحت عناوين ومسميات مختلفة لتبديل الهوية والتقسيم، معتبرا أن دور البرلمانات أساسي من أجل تبادل الخبرات وخلق حوار حول المستقبل.

المناطق الكردية

سياسياً، وصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس الأول، اعتزام الإدارة الكردية تنظيم انتخابات محلية ونيابية بين أواخر الصيف ويناير المقبل بأنها "مزحة"، مشدداً على أن الحكومة لن تسمح لهم أبداً بتهديد وحدة الأراضي السورية، وانفصال أي جزء من أراضيها، وستؤكد في النهاية سيطرتها على المناطق الخاضعة لهم.

وقال المقداد، في مقابلة مع "رويترز" وهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في دمشق، "من يعرض الوضع للخطر أو يتحرك باتجاه أي شكل من أشكال تقسيم سورية يعرف الثمن الذي سيتم دفعه"، معتبراً أن استعادة مناطق تسيطر عليها جماعات كردية حاليا ليست مسألة "رغبة" حكومية، ولكن "ينبغي عليها" أن تقوم بها.

وحث المقداد الولايات المتحدة، التي تدعم الأكراد على وقف أنشطتها داخل سورية، قائلا إنه يرى أن أفعالها غير قانونية وتتسبب في سقوط "آلاف الأرواح".

موقف سعودي

في السياق، أكدت السعودية أمس أن موقفها الثابت من الأزمة السورية لم يتغير وقائم على مبادئ إعلان (جنيف1) وقرار مجلس الأمن 2254، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد وصياغة دستور جديد والتحضير للانتخابات لوضع مستقبل جديد لا مكان فيه للأسد.

وشدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية مساء أمس الأول على "دعم المملكة للهيئة العليا للمفاوضات، والإجراءات التي تنظر فيها لتوسيع مشاركة أعضائها، وتوحيد صف المعارضة".

وأشار المصدر أيضاً إلى "عدم دقة ما نسبته بعض وسائل الإعلام لوزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير"، وذلك بعد تردد أنباء عن أنه أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات بأن الأسد باق وعليها الخروج برؤية جديدة، وإلا فستبحث الدول عن حل لسورية من غير المعارضة.

اجتماع الرياض

في المقابل، رفضت منصتا موسكو والقاهرة دعوة الهيئة العليا لحضور اجتماع 15 أغسطس الحالي في الرياض، بهدف تشكيل وفد موحد للمعارضة.

وبينما فضل رئيس منصة القاهرة فراس الخالدي أن استمرار اللقاءات في إطار مؤتمرات جنيف، اعتبر قدري جميل رئيس منصة موسكو أن سعي الهيئة لهذا اللقاء "أمر إيجابي"، لكنه أشار إلى أن العائق أمام تشكيل وفد موحد هو عدم التوافق على "سلة الحكم الانتقالي" وشرط رحيل الأسد.

إحباط أممي

وقبل تنحيها من لجنة تحقيق الأمم المتحدة، أعربت كارلا ديل بونتي رئيسة الادعاء العام السابقة بالمحكمة الجنائية الدولية عن إحباطها لعدم تحقيق أي تقدم في سورية، طوال خمس سنوات، مشددة على أنها لم تعد ترغب في القيام بدور.

وقالت ديل بونتي لصحيفة "بليك" السويسرية، "لم يعد هناك طرف جيد في سورية. الجميع سيئون. حكومة الأسد، ترتكب جرائم فظيعة ضد الإنسانية، وتستخدم الأسلحة الكيماوية، والمعارضة تتألف فقط من متطرفين وإرهابيين"، والمجتمع الدولي لم يتعلم شيئاً من فظائع رواندا.

روسيا وإيران

إلى ذلك، أعلنت شركة "مروحيات روسيا" أنه من المخطط إرسال مروحية حديثة من نوع "مي-28 أو ب" للاختبار إلى سورية. وقال المدير العام أندريه بوغينسكي لقناة "زفيزدا"، إن الهدف الأساسي من تحديث المروحية يتمثل في جعلها مروحية قتالية تدريبية يمكن قيادتها من قمرتي القيادة.

من جهة أخرى، كشف وزير الزراعة السوري أحمد القادري لـ"سبوتنيك" عن تخصيص إيران مبلغ 47 مليار دولار ضمن المرحلة الثانية من برنامج "الخط الائتماني الإيراني"، لإنشاء معمل للقاحات الحمى القلاعية بالمنطقة الساحلية، ومعمل للأعلاف في حماة، ومذبح آلي وبراد للدواجن بمنطقة ريف دمشق.

إيران تخصص 47 مليار دولار لوزارة الزراعة السورية
back to top