ذكرى الغزو... يوم حمى الكويتيون نظام الحكم
تجاوز الكويتيون في محنة الغزو الآثم وفي لحظات من الصفاء والنقاء الإنساني النادر كل العثرات السياسية والاجتماعية التي عانوها قبل الثاني من أغسطس، وقدموا مصالح بقاء الوطن واسترداده على كل ما سواها من الحظوظ التي حاول البعض مساومتهم عليها واستغلال حالة الضعف والانكسار الرهيبة التي مررنا بها.
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
الكويتيون في الداخل وفي الخارج قدموا التضحيات لحماية الكويت وحماية نظام الحكم، لم يتخلَّ الكويتيون عن عهد آبائهم وأجدادهم قبل أكثر من ثلاثمئة عام بمبايعة أسرة الصباح لإدارة الدولة بالمشاركة وبالمشورة التي تم الاتفاق عليها، وتجاوز الكويتيون في محنة الغزو الآثم وفي لحظات من الصفاء والنقاء الإنساني النادر كل العثرات السياسية والاجتماعية التي عانوها قبل الثاني من أغسطس، وقدموا مصالح بقاء الوطن واسترداده على كل ما سواها من الحظوظ التي حاول البعض مساومتهم عليها واستغلال حالة الضعف والانكسار الرهيبة التي مررنا بها.في الداخل، نظم الصامدون مقاومة عسكرية أرعبت جنود الاحتلال وطردت النوم من أعينهم والتزموا عصياناً مدنياً بكل صلابة، فلم يستجيبوا لمحاولات النظام العراقي اليائسة بإعادة الحياة إلى مرافق الدولة أو تنفيذ القرارات الإدارية المضحكة التي كانت تصدر بين الفينة والأخرى، وأما في الخارج فيكفي أن نستذكر «مؤتمر جدة الشعبي» في أكتوبر 1990، وكفى به علامة فارقة في تاريخ الوطن.إن شعباً بهذا الوفاء والأمانة والصدق في العهد والفداء لهو شعب كبير يستحق أن يجازى بمثل ما قدم وأن يعامَل كما تفانى يوم الشدة، فماذا يريد الكويتيون في بلادهم إلا احترام مشاركتهم في الحكم كما ورد في الدستور والعدالة الحقة وتطبيق القانون واستغلال موارد الدولة بالشكل الأمثل ومحاربة فساد الكبير قبل الصغير، ورعاية قيمنا وديننا لنحافظ على بلادنا الغالية ونسلمها لمن بعدنا كما ورثناها من السابقين؟ والله الموفق.