أكد المخرج المسرحي عبدالعزيز صفر الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان الكويت المسرحي 17، أنه لن تكون له أي مشاركة في مهرجان "ليالي مسرحية كوميدية"، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في شهر سبتمبر المقبل، بسبب ضيق الوقت وعدم وجود النص الذي يلائم رؤيته الإخراجية.وأوضح أنه بصدد الاتفاق على أعمال مسرحية جديدة تنفذ في العام المقبل، حيث تلقى أكثر من عرض لإخراج مسرحيات من فرق وشركات إنتاج، لكن الأمر برمته إلى الآن مجرد كلام لم يرتق الى مرحلة التوقيع والتنفيذ.
وشدد صفر على أنه رفض كثيرا من العروض في الفترات الماضية، لأن معظم أحداثها قائم على التراجيدي وتغلف أجواءها الكآبة، وهو ضد ما يؤمن به بأن المسرح رسالة وهدف وبهجة من خلال أعمال تقدم متعة بصرية وتوليفة كوميدية تحترم عقلية الجمهور ولا تتذاكى عليه، وتجعله يضحك حتى "القهقهة" مقابل ثمن التذكرة والوقت المستقطع من حياته.وذكر أن هدفه من دون مواربة هو إسعاد الجماهير، ولا شيء يسعده هو شخصيا إلا سماع ضحكاتهم في المسرح، وهو هدف سام في زمن عزّت فيه الضحكة، ولا يسمح بلحظات مفرحة.
قلة النصوص
وقال إن المشكلة الرئيسة التي تواجهه دائما في الاختيار لتحقيق ما يؤمن به قلة النصوص الكوميدية المحلية التي يكتبها المؤلفون من هذا الكتابة الراقية الجميلة الذي تخاطب العقول والأفئدة في آن واحد، وهذا ما يجعلها من أصعب ألوان التأليف لأن النص، لو لم يكن متقنا ولها فكرة جيدة ورسالة فلن يصل إلى المتلقين، ومن أجل هذا، مع الأسف، نلجأ الى النصوص العالمية ونعالجها لتكون الأقرب الى روحنا، وفي كل الأحوال أنا مؤمن بأن المسرح ليس نصاً عربياً أو عالمياً، بل هو حالة إنسانية إما أن يتواصل معها المتفرج أو لا.وبين أنه نجح في تنفيذ ما يؤمن به عندما قدم مسرحية "العائلة الحزينة" في إطار كوميدي، لكسر "تابوهات" الأعمال المسرحية في المهرجانات التي تدور جميعها في حلقة واحدة، وتتسم بطابع سوداوي كئيب مثل أغلب الأعمال الدرامية، رغم أن سياقها به حزن، وقد حقق بها ومن خلال ممثليها جائزة مهرجان "الكويت المسرحي"، بعدما اشتغل على تفاصيها، سواء في الإعداد لها كثيرا من خلال مصممي الديكور والأزياء، ولكل منهم ما يميزه، والبحث عن ديكور فخم راق دقيق التفاصيل، واكسسوارات مكملة مثل الساعات، حيث رمزت الى الزمن، وأيضا البراويز الفارغة لتحث الجمهور على التفكير، علاوة على منظومة السينوغرافيا بالإضاءة الجريئة.وشدد صفر على أن فريق عمل المسرحية كان يعمل على تقديم الأفضل للظهور بالصورة التي ترضي رواد المسرح بعيدا عن المنافسة على الجوائز، وحرصنا على استطلاع آراء من حولنا تجاه العرض قبل أن يقدم ضمن فعاليات المهرجان، وكشف عن جرأة تقديم العرض جماهيريا باللهجة العامية.ولفت إلى أنه يحرص دائما عند التصدي لأي عمل على البحث عن الممثل الذي تتوافر فيه أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الكوميديان، ومنها أن يكون على طبيعته، وألا يكون متكلفا ويتمتع بروح مرحة، وسرعة البديهة، وأنه قادر على تقديم دوره بعيدا عن الإسفاف، لأن الكوميديا المسفة ليس لها عمر، ربما يضحك عليها الجمهور في ساعتها، ولكنها لا تبقى أو تدوم.وذكر أن الأعمال الكوميديا في الوقت الحالي من أصعب الأعمال على المسرح لحدوث طفرة ونقلة نوعية في تناولها من خلال الإلقاء و"الإفيهات" وكوميديا الموقف، بعدما كانت في السابق تعتمد على الشكل والهيئة، وربما المكياج.