مشاهدة خطابات حسن الأخيرة تجعلك لا تشك لحظة في أن الرجل مصاب بـ"إكزيما" روح حادة، نعم حرفياً "إكزيما"، لا كما يروج محبوه بأنها "كاريزما" أو هبة إلهية وفق الترجمة الإغريقية، فالله، جل جلاله، أرحم من أن يهب عباده الأزمات والمذابح والخلايا التي تنخر أساس الأوطان، ولذلك لفظ "إكزيما" يوافق أطباع حسن أكثر من لفظ "كاريزما" التي يرفضها منطق الأشياء وعقل الأسوياء.

وكذلك الإكزيما معناها الإغريقي هو الغليان، والغليان توأم حسن السيامي، انظروا حولكم لتروا قِدر أرز لبنان يغلي منذ أعوام على نار حسن الهادئة، وتنّور سورية يفور منذ سنوات بفضل حطب جيش حسن، أما الخلايا، شاي طهران المفضل، والذي لا "يتعدل نافوخ" إرهابها إلا به، فلا "يتخدر" طبعاً إلا بيد حسن، هو للغليان أقرب من حبل وريد شهيد حلبي كان ينشد وصلاً بشريان حريته أو حبل مودة مهاجر دمشقي أوله في مرمرة وآخره في الغوطة، أو حبل مهرج ثورة ثرثار يتلاعب أعلاه كالسعدان ممسكاً بعصا المقاومة التائهة ليُضِحك جمهور سيرك الممانعة حتى الثمالة.

Ad

وللإكزيما أيضاً مع حسن علاقات أسباب وأعراض، فأول أسبابها الوراثة، وحسن ورث الإرهاب من أولياء نعمته ومَن شابه أباه فقد ظلم، يصدر الثورات يميناً وشمالاً ويقمع المستضعفين داخل نطاق تغطية مصالحه، يرسل القبل عبر الشاشات والقنابل عبر بشارات النصر الإلهي، يهدد حيفا وما بعد حيفا بالصواريخ، بينما عشرون مليون سوري يصرخون بعد رصاصه وما بعد صواريخه يا... "حيف"!

أما آخر أعراضها - أي الإكزيما- فهي تشويه لجمال الملامح وحسن بامتياز "ماستر" التشويه في الشرق الأوسط، شوه ملامح غزال القدس الشارد حينما جعله مجرد حصان طروادة اللئيم ليقتحم به أسوار الحريات المقدسة في بلاد العربان، وشوه جمال المقاومة وطهرها عندما أجرها مجاناً بالساعة وحتى قيام الساعة لأطماع أسياده السياسية، وشوه مكون الشيعة في الخليج وهم من هم مواطنون أصلاء وجزء مهم لا يمكن فصله عن نسيج شعوبنا من عمان إلى صفوان، كما شوه جمال بيروت ذاتها باريس الشرق، فجعلها أريس الشرق ربة الصراع والشقاق، باختصار شوه حسن معاني كل حسن، فكان اسما بلا مسمى ومجرد إكزيما روح لا كاريزما هبات إلهية، ولا هم يحزنون.