إجازة قصيرة أقضيها لكسر الروتين، أكثر ما يزعج فيها هو مطار الكويت، التقيت شابين من المملكة العربية السعودية جمعنا طابور المقهى، فدار حوار قصير جداً ذكرا فيه أنهما سعيا قدر المستطاع إلى تجنب الهبوط في مطار الكويت كمحطة ترانزيت، إلا أن مساعيهما خابت، فكان لزاماً عليهما أن يقضيا ساعتين في مطارنا الدولي. أعلم جيداً أن هناك اسطوانة ستلوكها ألسن المسؤولين بأن الدولة بصدد تشييد مطار جديد ومبنى مساند كذلك، وما علينا سوى الانتظار كي نحظى بواجهة تليق بالكويت كدولة ثرية ورائدة في مجال الطيران على مستوى المنطقة، إلا أنني وبكل تفاؤل لا أعتقد أن المبنى المساند أو حتى المطار سيخلقان الفرق إلا من حيث السعة، أما الفوضى والعشوائية وسوء الإدارة فستستمر مادامت العقلية ثابتة لا تتغير ولا تتعلم من التجارب الناجحة حتى في دول الجوار.
فالعقلية التي تحوّل المطار إلى مجمع تجاري يبيع أشرطة كاسيت ودراجات نارية وأحذية وخمسين مطعماً ومحلات بخور قبل النقطة الأمنية للمغادرين ستفكر في تحويل المطار الجديد إلى مجمع تجاري أكبر قد يضم قاعات سينما أيضاً.والعقلية التي لا تستطيع التحكم في المرور عند بوابات المطار فتتكدس السيارات في مواسم السفر بجانب مجمع ٣٦٠ لن تفلح طبعاً في تنظيم السير وإن تغير المبنى.والعقلية العاجزة حتى عن توزيع تدفق هواء المكيف بشكل مريح في أرجاء المطار، ستجد مشقة أكبر في تحقيق ذلك في المطار الأكبر.وعقلية نقاط الجوازات التي تنظر إلى المسافرين غير الخليجيين بدونية وتعاملهم كأنهم عبيد لهم فتصرخ عليهم بحجة التوجيه إلى النقاط المخصصة لهم سيكون الأمر أصعب عليها إن زادت حركة المغادرة والوصول في مطارنا الجديد... ولن أتطرق إلى مواقع استلام الحقائب قبل أن أعود من السفر وأشاهد وعثاء الوصول وكآبة المنظر.تتغير الإدارات في المطار ولا تتغير العقلية، وهو ما يدفعني إلى القلق من المستقبل، فإما تسليم الإدارة لعقليات واعية (مو شرط يكون شيخ) أو تسليم زمام الإدارة لجهات أجنبية قادرة فعلاً على الارتقاء بواجهة الكويت وصانعة الانطباع الأول عن البلد لدى الناس.
مقالات
مع اثنين سعوديين
09-08-2017