«طالبان» تمول عملياتها من صناعة المخدرات

السلطات الأفغانية أغلقت 46 مصنعاً سرياً والضبطيات لا تتجاوز 10% من الإنتاج

نشر في 08-08-2017
آخر تحديث 08-08-2017 | 20:15
No Image Caption
باتت حركة طالبان، التي منعت زراعة الخشخاش عندما حكمت أفغانستان، تسيطر الآن بشكل واسع على إنتاج الهيرويين في البلد الذي تمزقه الحرب، ما يوفر لها مليارات الدولارات، وفق مسؤولين دوليين.

وفي عام 2016، صنعت أفغانستان، التي تنتج 80 في المئة من أفيون العالم، نحو 4800 طن من المخدر، محققة بذلك عوائد تقدر بثلاثة مليارات دولار، وفق الأمم المتحدة.

ولطالما فرضت "طالبان" ضرائب على مزارعي الخشخاش، لتمويل تمردها المستمر منذ سنوات، إلا أن المسؤولين الغربيين باتوا قلقين من أن الحركة المتطرفة تدير حاليا مصانع خاصة بها، حيث تحول المحصول المربح إلى مورفين وهيرويين ليتم تصديره.

وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المخدرات وإنفاذ القانون، وليام براونفيلد، للصحافيين في العاصمة الأفغانية (كابول)، أخيرا: "لدي شعور قوي بأنهم يقومون بمعالجة كل المحصول". وأضاف: "جميع المحاصيل التي يحصدونها تعالج في حينها. يحصلون على عائدات أكبر إذا صنَّعوها قبل إرسالها إلى الخارج".

وتابع: "من الواضح أننا نتعامل مع أرقام فضفاضة للغاية، لكن عوائد تهريب المخدرات تقدر بمليارات الدولارات كل عام، تأخذ طالبان نسبة كبيرة منها".

وتشكل نبتة الخشخاش، زهيدة الثمن وسهلة الزراعة، نصف إجمالي الناتج الزراعي في أفغانستان. ويُدفَع للمزارعين نحو 163 دولارا للكيلوغرام من العصارة السوداء، وهي الأفيون الخام الذي يخرج من غلاف بذور الخشخاش عند قطعها بالسكين.

وعند تحويلها إلى هيرويين، تبيعها "طالبان" في أسواق المنطقة بثمن يتراوح بين 2300 و3500 دولار للكيلوغرام الواحد. وإلى حين وصولها إلى أوروبا، تباع بالجملة بـ45 ألف دولار، وفق خبير غربي يقدم الاستشارة لقوات مكافحة المخدرات الأفغانية، والذي طلب عدم الكشف عن هويته.

وأفاد الخبير بأن زيادة عثور السلطات على المواد الكيميائية التي يتطلبها تحويل الأفيون إلى مورفين، وهي الخطوة الأولى قبل تحويله إلى هيرويين، يشير إلى تصاعد نشاط "طالبان" في مجال المخدرات.

وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، تمت مصادرة 50 طنا من هذه المواد الكيميائية، مقارنة بـ66 طنا صودرت العام الماضي بأكمله، وفق الخبير. وصادرت السلطات في مطلع يوليو 15 طنا في غرب أفغانستان قرب الحدود مع إيران نقطة انطلاق طريق المخدرات الرائج إلى أوروبا عبر تركيا، وفقا للمصدر ذاته.

وازدادت كذلك مصادرة المورفين، حيث تم العثور في النصف الأول من العام على 57 طنا، مقارنة بـ43 طنا عثر عليها خلال عام 2016 بأكمله، وفقا للخبير، الذي أضاف أن ما يتم ضبطه لا يساوي إلا نحو 10 في المئة من مجموع ما يتم إنتاجه.

وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، أن السلطات أغلقت 46 مصنعا سريا للمخدرات بين يناير ويونيو، مقارنة بـ16 أقفلت خلال النصف الأول من العام الماضي. وتقدر إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أن الحملة الأمنية حرمت المهربين من دخل بقيمة 300 مليون دولار منذ بداية العام.

back to top