وسط احتفالية كبيرة في مدينة كيبل الألمانية، تسلم الجيش المصري ثاني غواصة حديثة من طراز "S240"، اليوم ، إيذاناً بدخولها الخدمة للعمل ضمن القوات البحرية، لتحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية في البحرين الأحمر والمتوسط، وتوفير الملاحة البحرية الآمنة.

وقال قائد القوات البحرية المصرية الفريق أحمد خالد، في كلمته التي ألقاها خلال رفع العلم المصري على الغواصة: "امتلاكنا هذا النوع من الغواصات يستهدف السيطرة الكاملة على سواحلنا الممتدة في البحرين الأحمر والمتوسط"، مؤكداً قدرة بلاده على الحفاظ على وحدتها وتماسكها.

Ad

الغواصة الجديدة قادرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، وهي مُزودة بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، بما يمكنها من أداء مهامها، وهي بمنزلة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية المصرية.

الخبير الاستراتيجي حسام سويلم، قال لـ"الجريدة": "القيادة لديها خطة تستهدف تحديث الأسطول البحري"، موضحاً أن القطعة الجديدة التي انضمت إلى الأسطول البحري تستهدف حماية البحر الأحمر وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب، مشيراً إلى أن الغواصة من الممكن استخدامها كحاملة طائرات، إلى جانب إمكانية استخدامها في أدوار تنموية آخرى، مثل التنقيب عن الغاز والبترول.

ميدانياً، وبينما قتل ضابطان وأصيب خمسة آخرون من قوات الشرطة، خلال حملة أمنية، في مركز أبوتشت التابع لمحافظة قنا أقصى جنوب مصر، خلال حملة لمطاردة عناصر إرهابية متورطة في حادثي تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، وحادث مدينة إسنا، قتل شرطيان وأصيب ثلاثة آخرون، في مركز شرطة قويسنا التابع لمحافظة المنوفية شمال القاهرة، اليوم ، خلال قيامهم بحملة أمنية لضبط أحد تجار المخدرات.

وفي سيناء، انفجرت، للمرة الثالثة خلال أسبوعين، عبوة ناسفة في مسار شارع البحر، في ساحل العريش، في شمال سيناء، دون حدوث إصابات، حيث أكدت المصادر الأمنية أن مدرعتين لقوات الشرطة تم استهدافهما بعبوة ناسفة في شارع البحر قرب فندق "سويس إن"، من دون أن تصاب المدرعتان أو أي من طاقمهما.

مهاجم الغردقة

في سياق قريب، بعد نحو شهر من التحقيقات المتواصلة حسمت نيابة أمن الدولة العليا في مصر مصير الشخص الذي هاجم عدداً من السائحات في أحد منتجعات مدينة "الغردقة" التابعة لمحافظة البحر الأحمر، في 14 يوليو الماضي، فقتل سائحتين ألمانيتين طعناً بسكين وأصاب أربع سائحات آخريات.

نيابة أمن الدولة العليا، أمرت مساء اليوم الأول، بإيداع مؤقت لمرتكب حادث الطعن مشفى الأمراض النفسية والعصبية، مدة 45 يوماً لإعداد تقرير يُفيد مدى سلامته العقلية والنفسية، وقال بيان النيابة: "القرار جاء للتأكد من سلامة القوى العقلية والنفسية للمتهم وتحديد مدى مسؤوليته عن ارتكاب أفعاله".

كان عدد من العناصر الأمنية المنتشرة على الشاطئ تمكن من توقيف المهاجم، قبل أن يستمر في عمليات الطعن، وانتشر وقتها على المواقع الإخبارية عبر خبراء أمنيين أن التحقيقات الأولية تظهر المهاجم يعاني اضطرابات نفسية وعقلية.

أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر محمد المهدي، قال لـ"الجريدة": "المضطربون نفسياً وعقلياً غالباً ما يكون سلوكهم عدوانياً، يدفعهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية"، فيما قال خبير الجماعات الأصولية، ماهر فرغلي إن "داعش" لم يتبن عملية الطعن التي شهدتها الغردقة، مما يؤكد أن المهاجم مريض نفسياً لا ينتمي إلى أي من الجماعات المتطرفة، لافتاً لـ"الجريدة" إلى أن أجهزة التحقيق لم تقرر إيداعه مشفى الأمراض العقلية، إلا بعد إخضاعه لسلسلة طويلة من التحقيقات.

اجتماع السيسي

داخلياً، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعاً مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل، ومحافظ البنك المركزي شريف عامر، وعدد من الوزراء بينهم الدفاع والخارجية والداخلية والمالية والتموين، ورئيسا جهازي المخابرات العامة والرقابة الإدارية، اليوم الأول، وقال الناطق الرئاسي السفير علاء يوسف: "الاجتماع تناول عدداً من الموضوعات المهمة بينها تطوير منظومة الرعاية الصحية، وإجراءات تأمين المطارات المصرية، ومتابعة الموقف الاقتصادي وتطورات سعر الصرف والانعكاسات الإيجابية لارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي".

الخبير في أسواق المال، مصطفى بدرة، برر ارتفاع الاحتياطي النقدي نتيجة زيادة تحويلات المصريين العاملين في الخارج، وكذلك من القروض والتمويلات المقبلة من صندوق النقد الدولي، إلى جانب الأموال التي حصلت عليها مصر من طرح سندات دولية في الأسواق العالمية، لافتاً في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن الدولة تتبع سياسات للحفاظ على الاحتياطي من خلال الصناعة والتصدير والزراعة وفتح المشاريع.

على جانب آخر، وفي إطار حرص مصر على التواصل والانفتاح على دول حوض النيل، بدأ وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي، زيارة إلى أوغندا، اليوم ، تستغرق ثلاثة أيام، في إطار ما تقوم به مصر من جهود لتنفيذ مشروع درء مخاطر الفيضان في مقاطعة كاسيسي، غرب أوغندا، والذي يتكلف نحو 4.5 ملايين دولار، إلى جانب إجراء مباحثات مع وزير المياه والبيئة الأوغندي تتعلق بالملفات الثنائية والإقليمية المشتركة.

وبينما، أكد عبدالعاطي حرص بلاده على استمرار ترسيخ علاقات التعاون الثنائي مع دولة أوغندا في مجال الموارد المائية والري، قال أستاذ العلوم السياسية في معهد البحوث والدراسات الإفريقية أيمن شبانة، لـ"الجريدة": "مصر وأوغندا بينهما علاقات تاريخية متميزة وقوية"، موضحاً أن هناك تفاهمات بين الجانبين لإقامة سدود صغيرة لتوليد الكهرباء وتخزين المياه للزراعة فضلاً عن تقديم مساعدات أساسية لتنقية مياه النيل وإقامة العديد من مشروعات الري.