«مرور العاصمة»... زحمة وفوضى وعدم مبالاة
● الجريدة. رصدت العديد من التجاوزات أبرزها في قسم إصدار رخص القيادة
● موظف بالإدارة متخصص في كيل التهم لكل من يعترض
تحولت إدارة مرور العاصمة إلى نموذج للفوضى والازدحام وعدم المبالاة وتعطيل معاملات المراجعين تحت ذريعة "النظام متعطل".
«لا حياة لمن تنادي»، شعار أو مقولة تنطبق بالحرف على وضع إدارة مرور محافظة العاصمة، التي تشكل مثالاً حياً للفوضى والزحمة وعدم المبالاة، بل أصبحت رمزاً يشار له بالبنان في آلية انجاز المعاملات، التي تعيدك الى العصور الغابرة، لأن كلمة «النظام متعطل»، او «النظام بطيء» لا تسقط من شفاه مسؤولي وموظفي الادارة التي يتعطل بها النظام بشكل مستمر، دون أي ادارات اخرى في وزارة الداخلية.
البداية في مواقف المعاقين
المراجع لإدارة مرور العاصمة، منذ دخوله من البوابة الرئيسية، يدرك انه داخل إلى المجهول، وإلى عالم يعج بالفوضى، نظرا لما يشاهد عند المدخل الرئيسي، والمثل يقول: «الجواب باين من عنوانه»، وعنوان هذه الادارة هي استباحة سيارات الأجرة الجوالة وبعض المراجعين، لمواقف المعاقين، على مرأى ومسمع من المسؤولين.وفي ما يتعلق بما يدور في قسم رخص القيادة، فحدث ولا حرج، كلمات جارحة من مسؤولي القسم وموظفيه للمراجعين، وطريقة تعامل لا تحدث حتى في «شبرة الخضرة»، وإذا ما احتج المراجع على هذه الطريقة في التعامل يتم إسماعه موشحاً من الاهانات البذيئة، قبل ان يتولى موظف بالإدارة كتابة التقارير، وكيل الاتهامات، ويحيل المراجع الى المخفر، بتهمة اهانة موظف أثناء تأدية الواجب، بالرغم من أن الموظف لم يكن يؤدي واجبه، بل حضر لتعطيل مصالح المراجعين، وطبعا هذا الإجراء يحدث مع المراجع المواطن، واذا كان المراجع وافداً فإنه سوف يندم على اليوم الذي قرر فيه مراجعة قسم رخص القيادة، أو احتج على تأخير معاملته، واحتمال يحيله ذلك الموظف الى السجن المركزي بتهمة لا يستطيع أعتى المحامين ان يخلصه منها. «الجريدة» ذهبت إلى هناك ورصدت العديد من التجاوزات، أبرزها في قسم اصدار رخص القيادة، حيث الفوضى والزحمة التي يرجعها مسؤولو اي قسم الى خلل في نظام الشركة المتعاقدة مع الوزارة في اصدار رخص القيادة واستمارات التعليم، وهو كلام غير منطقي وعار من الصحة تماما، حسب مسؤول الشركة المتعاقدة مع وزارة الداخلية، الذي أكد أن هذا النظام معمول به منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يواجه اي مشاكل بتاتا، ويعمل بكفاءة عالية، ولكن اذا ما أرادت الوزارة البحث في هذه المشكلة فعليها سؤال مسؤولي القسم بإدارة مرور العاصمة، ولماذا هذا القسم بالذات؟ مشيرا إلى ان هناك 6 ادارات اخرى تعمل بكل كفاءة، ودون اي شكاوى، واذا عرف السبب بطل العجب.
المركبات أخف وطأة
ويختلف الوضع في قسم المركبات، إذ يحاول مسؤولوه إنجاز المعاملات الخاصة بالمراجعين في أسرع وقت، ولم يشتكوا او يختلقوا المشاكل مثل القسم الآخر، ويحسب لهم أنهم قصروا معاملات القسم على سكان محافظة العاصمة، وبهذه الطريقة قضوا على الزحمة وعلى اختلاق الأعذار الواهية التي تعطل مصالح المراجعين. وكلمة حق تقال أن المسؤولين في قسم المركبات على درجة عالية من الخلق وحسن التعامل مع المراجعين، والتنظيم والإنجاز هما شعار القسم، فشتان بين الرخص والمركبات.وأخيرا، وحتى لا يكون هناك أي تجنّ على أي مسؤول، فإن إدارة مرور العاصمة يترأسها أحد افضل قيادات القطاع المروري، ومن المشهود لهم بحب النظام والتنظيم، ولكن السر يبقى في عدم اتخاذه أي اجراء حقيقي وملموس في قسم الرخص، الذي شوه كل ما هو جميل في عمل إدارته.
احتلال أماكن المعاقين سمة بارزة في مواقف «الإدارة»