«حماس» وحراس الثورة... أليست غزة أفضل؟!

نشر في 09-08-2017
آخر تحديث 09-08-2017 | 00:19
 صالح القلاب ليس ضرورياً أن تعلن حركة "حماس"، بلسان رئيس وفدها إلى طهران للمشاركة في تنصيب حسن روحاني رئيساً، للمرة الثانية، بعد لقاء لم يُعرف ما دار فيه مع "مسؤولين كبار" في الحرس الثوري الإيراني، فَتْحَ صفحة جديدة مع إيران، فهذه الصفحة بقيت مفتوحة على مدى ثلاثين عاماً وأكثر، وهذه "الصفحة" هي التي أحبطت اتفاقية مكة المكرمة بينها وبين فتح في عام 2007، وهي التي نفذت الانقلاب العسكري الذي قامت به في غزة ضد منظمة التحرير، وضد السلطة الوطنية، وضد حركة "فتح" في هذا العام نفسه، وألقت بمن يُفترض أنهم رفقاء سلاح وإخوة "جهاد" من أجل تحرير فلسطين، من فوق الأبراج العالية لـ "تدخل بهم الجنة"!

لم يكن خافياً، إلا على متواطئ أو "أهبل طلطميس"، أن حركة "حماس" بقيت جناحاً سرياً في الحرس الثوري الإيراني، حتى بعد رحيلها "الاستعراضي" من دمشق، عندما كان نظام بشار الأسد آيلاً للسقوط، وإلا فما معنى أنْ يصبح مقرها الرئيسي والفعلي في ضاحية بيروت الجنوبية، التي كانت ولا تزال تشكل دولة، لا دويلة، داخل الدولة اللبنانية، تابعة مباشرة وبالنسبة إلى كل شيء إلى طهران والولي الفقيه؟ وما معنى أنْ يبقى تحالفها هو تحالف أولياء نعمتها الذين حولوها إلى أحد أرقام التنظيمات الإرهابية، عربية وغير عربية؟

الآن، وبعد كل هذه "المستجدات" تحاول حركة "حماس" أن تلعب لعبة "رِجْل في الفلاحة ورِجْل في البور"، وأن تكون هناك "حماس" غزة، المتفاهمة مع القاهرة على أشياء كثيرة، بعضها معروف وبعضها غير معروف، والمنددة بالإرهاب الذي يواصل استهدافه لمصر. وهناك أيضاً "حماس" ضاحية بيروت الجنوبية و"حماس" الخارج، حيث لا يزال خالد مشعل هو الآمر الناهي، وهو عملياً كل شيء، و"حماس" التي ذهبت إلى طهران للمباركة بتنصيب روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية، لكنها أمضت وقتها في اجتماعات سرية متواصلة في مبنى حراس الثورة الإيرانية، وربما بحضور الجنرال قاسم سليماني... ما غيره!

لقد مرّ على تشكيل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لهذه الحركة ثلاثون عاماً وأكثر، وكانت أهم إنجازاتها في هذه الفترة الطويلة أنها أظهرت منظمة التحرير على أنها لم تعد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأنها دمرت وشوهت أول تجربة ديمقراطية فلسطينية، وأنها أبعدت قطاع غزة عن الضفة الغربية، وأنها أقحمت الفلسطينيين في صراعٍ جانبي، ليس هو صراعهم، بدعمها الإرهاب الذي استهدف مصر ولا يزال يستهدفها، وأنها انحازت، ولا تزال، لـ "الإخوان" المصريين الذين فقدوا حكماً ما كانوا يستحقونه، وأنها لا تزال تحاول العودة بالوضع الفلسطيني إلى ما قبل قرار الرباط عام 1974، وإلى وضعية أقرب إلى وضعية عندما كانت كل منظمة فلسطينية تابعة لنظام عربي وغير عربي.

كان بإمكان "حماس"، لو أنها تنظيم فلسطيني مستقل بالفعل، أن تذهب كلها إلى غزة، هذا إنْ لم تستطع الذهاب إلى الضفة الغربية، عندما استجد كل هذا الاهتزاز في المعادلات العربية والإقليمية، فـ"القطاع المحاصر"، وبين أبناء شعبها المكافح العظيم، أفضل لها ولقادتها "الميامين" من التنقل بين العواصم العربية وغير العربية، وأفضل لقادتها أصحاب القرارات الفعلية من يجلسون في مقرات حراس الثورة الإيرانية كـ"الأيتام على مآدب اللئام"... والله من وراء القصد.

back to top