هددت كوريا الشمالية أمس بقصف محيط جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ، في حين توعد الرئيس دونالد ترامب نظام بيونغ يانغ بـ"النار والغضب".وأعلنت بيونغ يانغ أنها "تبحث الآن بشكل دقيق خطة العمليات لإقامة غلاف ناري في المناطق المحيطة بجزيرة غوام بواسطة صاروخ باليستي متوسط المدى هواسونغ 12"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.وأضافت الوكالة أن هذه الخطة سيتم إنجازها وقد يتم تطبيقها "في أي لحظة، فور اتخاذ كيم جونغ أون القائد الأعلى للقوة النووية لكوريا الشمالية القرار بذلك".ورد ترامب أمس في تغريدة على "تويتر" ملوحا بهجوم نووي "أول أمر لي كرئيس كان إعادة تجديد وتحديث ترسانتنا النووية. هي أكثر قوة من أي وقت مضى". وأضاف: "آمل ألا نستخدم هذه القوة ولكن لن يأتي وقت لم نكن فيه الأمة الأقوى في العالم".
الغضب والنار
قبل ساعات من التهديد الكوري، وجه ترامب تحذيرا بالغ الشدة إلى النظام الشيوعي، متوعداً بالنار والغضب. وقال من نادي الغولف الذي يملكه في بدمنستر بولاية نيوجيرسي حيث يقضي عطلة، "سيكون من الأفضل لكوريا الشمالية ألا توجه مزيدا من التهديدات إلى الولايات المتحدة".وأكد أن هذه التهديدات إذا ما تواصلت "ستواجه بالنار والغضب"، ملوحاً برد "لم يعرفه العالم سابقا".وتؤوي جزيرة غوام، البالغ مساحتها 550 كيلومتراً مربعا ويقطنها 162 ألف نسمة، قاعدتي أندرسون الجوية وغوام البحرية الأميركيتين وتنشر الولايات المتحدة فيهما 6 آلاف جندي.وقلل حاكم غوام ادي كالفو من أهمية التهديدات الكورية الشمالية، الا انه شدد على ان الجزيرة "مستعدة لكل الاحتمالات".من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الأول عن تقرير سري أنجزته وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية الشهر الماضي أن النظام الشيوعي نجح في تكييف حجم رؤوسه النووية لتثبيتها على صواريخ عابرة للقارات، مما يمكنه من التهديد بشن هجوم نووي على القوة الأولى في العالم.وبحسب التقرير الذي يحمل تاريخ 28 يوليو فإن "أجهزة الاستخبارات تعتبر أن كوريا الشمالية صنعت أسلحة نووية يمكن تثبيتها على صواريخ باليستية، بما في ذلك صواريخ باليستية عابرة للقارات".وفي حديث للصحافيين على متن الطائرة، التي أقلته إلى جزيرة غوام، قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون إن "الرئيس استخدم لغة سيفهمها كيم جونغ- اون لأنه يبدو أنه لا يفهم اللغة الدبلوماسية".أما في واشنطن، فارتفعت عدة أصوات منددة بتصريحات الرئيس. وانتقد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الديمقراطي إليوت إنغل الخط الأحمر السخيف الذي رسمه ترامب إزاء تهديدات بيونغ يانغ المتواصلة.وشكك السيناتور الجمهوري جون ماكين في رد ترامب، فقال ان "القادة العظماء لا يهددون أعداءهم إلا إذا كانوا جاهزين للتحرك".ورأى الأمين العام السابق للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن تصريحات ترامب "تهدف إلى إخافة بكين وبيونغ يانغ على السواء"، محذرا "لكن الخطوط الحمر الرئاسية التي تبقى حبرا على ورق تولد سوابق خطيرة".إلا أن عضو الكونغرس عن غوام مادلين زد بوردالو تقول، إنها واثقة بقدرة القوات الأميركية على حماية الجزيرة من التهديدات النووية المزعجة للغاية.15 دقيقة
من جهته، زعم الجنرال الأميركي المتقاعد توم ماكينرني أن الجيش الأميركي قادر على سحق كوريا الشمالية وتسويتها بالأرض في غضون 15 دقيقة فقط في حال فكرت في شن هجوم نووي ضد بلاده.وعن الخطط العسكرية التي يمكن أن تستخدم، قال ماكينزني، إنه يتم عادة تسمية أي عملية عسكرية يمكن استخدام أسلحة نووية بها باسم "قبة الكروم"، والتي يتم بناء باقي القوات على أساسها، وتكون قادرة على إبادة كوريا الشمالية في 15 دقيقة. وطالب ماكينرني، بضرورة تشكيل هيئة دولية للتعامل مع مثل تلك المخاطر المحدقة. دوليا، دعت الصين التي اتهمها ترامب بالتقصير بالتعامل مع بيونغ يانغ أمس إلى الهدوء. وأعربت وزارة الخارجية الصينية في بيان عن أن "الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية شديد التعقيد والحساسية". وعبرت فرنسا عن قلقها على لسان وزير خارجيتها، كريستوف كاستانير الذي دعا جميع الأطراف للتحلي بالمسؤولية. أما الحكومة الألمانية فقد دعت الصين وروسيا إلى تحمل مسؤوليتهما على صعيد التوصل لحل للأزمة. داخليا، وعد ترامب بالانتصار في المعركة على وباء الأفيون في الولايات المتحدة، لكنه لم يعرض خطوات جديدة للقيام بذلك، ولم يتخذ قرارا بشأن توصية من لجنة رئاسية بأن يعلن حالة طوارئ على مستوى البلاد.وقال ترامب إن الولايات المتحدة ليس أمامها بديل عن وقف انتشار استخدام الأفيون، مضيفا "نحن كذلك نتعامل بصرامة شديدة مع الحدود الجنوبية التي يأتي عبرها الكثير من هذه المواد، ونتحدث مع الصين التي تأتي منها أنواع معينة من هذا المخدر".