الدوحة تفتح أبوابها لمواطني 80 دولة وتقيّم مساراً جوياً قصيراً

• الأمير تميم يستقبل لندركنغ وزيني
• قرقاش: هواجس واشنطن غير كافية
• السعودية لم تفتح الأجواء

نشر في 09-08-2017
آخر تحديث 09-08-2017 | 21:30
وسط تزايد الحراك الذي تقوده الكويت لاختراق جدار أسوأ أزمة لها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قررت قطر فتح أبوابها أمام مواطني أكثر من 80 دولة، للدخول دون ترتيبات مسبقة والحصول على تأشيرة يمكن استخدامها لعدة زيارات، في وقت بدأت خطوطها الجوية تقييم مسارات جوية دولية أكدت منظمة «إيكاو» فتحها وسط العقوبات المفروضة من الدول الأربع.
بعد استحداثها في نوفمبر الماضي نظاماً جديداً للتأشيرات السياحية، يمنح مسافري الترانزيت عبر مطار حمد الدولي، فرصة دخول أراضيها مدة تصل إلى 96 ساعة (4 أيام) دون فيزا، أعلنت هيئة السياحة في قطر أمس إعفاء مواطني 80 دولة من رسوم تأشيرة دخول قطر، في خطوة تهدف إلى تشجيع السياحة، إلى البلد الذي يعاني مقاطعة شاملة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ أكثر من شهرين.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، وممثل وزارة الداخلية العقيد محمد المزروعي، أكد رئيس قطاع تنمية السياحة حسن الإبراهيم أن الدوحة أطلقت خدمة جديدة لتيسير الحصول على تأشيرات الدخول، موضحاً أن قرار الإعفاء دخل حيز التنفيذ بشكل فوري، والدول المعفاة تنقسم إلى قائمتين، الأولى تتضمن 47 دولة، وبإمكان مواطنيها دخول قطر دون ترتيبات مسبقة، ويمكنهم الحصول على تأشيرة سارية المفعول مدة 30 يوما لدى وصولهم، يمكن استخدامها عدة مرات.

وأشار حسن الإبراهيم إلى أن القائمة الثانية، تتضمن 33 دولة يمكن لمواطنيها الحصول أيضاً على تأشيرة لدى وصولهم، تبلغ مدتها 180 يوما ولعدة زيارات، وتمنح حاملها الحق للبقاء في قطر مدة 90 يومياً.

وقال الإبراهيم: "مع وجود 80 جنسية يستطيع مواطنوها الحصول على تأشيرة مجانا لدى وصولهم، أصبحت قطر أكثر دول المنطقة انفتاحاً، ويسعدنا دعوة الزوار لاكتشاف الضيافة الشهيرة والتراث الثقافي والكنوز الطبيعية في قطر".

من جانبه، أوضح مدير إدارة الجوازات العقيد محمد راشد المزروعي "أن مواطني تلك الدول لن يدفعوا رسوماً أثناء الدخول"، مبيناً أن "اختيار تلك الجنسيات بناء على نوعية المسافر، سواء من الناحية الأمنية والاقتصادية؛ وتجربة وزارة الداخلية مع تلك الجنسيات في مطار حمد منذ افتتاحه".

وغداة تأكيد المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو) أن البحرين والإمارات وافقتا على فتح ممرات جوية أمام الدوحة، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، إن شركته تقيم ما إذا كانت ستستخدم هذه المسارات، التي أغلقتها أمامها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في إطار عقوبات اقتصادية فرضتها في يونيو.

وقال أكبر الباكر، في مؤتمر صحافي، إن الخطوط القطرية تدرس "مرونة وفائدة" مسار واحد "قصير جداً"، لم يفصح عن موقعه، معتبراً أن مساراً آخر قبالة السواحل المصرية "عديم الفائدة" للشركة.

أجواء المملكة

وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الطيران المدني في السعودية أمس، أنه لا صحة لاستخدام الخطوط الجوية القطرية لأجواء المملكة، مؤكدة أن المقاطعة مستمرة ومنع الطائرات المسجلة بقطر من استخدام مطارات المملكة سار وما يتم تداوله غير صحيح.

وشددت الهيئة على أن "أجواء المملكة من الغرب أجواء سيادية وقطر ممنوعة من عبورها"، مشيرة إلى أن الدول المقاطعة لقطر عكفت منذ البداية على إيجاد طرق جوية إضافية لتخفيف اختناق الحركة الدولية وضمان سلامتها.

وبعدها، نفت شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات فى مملكة البحرين ما تم نشره عن فتح المنامة مجالها الجوي للخطوط القطرية، مؤكدة أن تلك الأخبار "غير صحيحة، ومخالفة للواقع".

في غضون ذلك، قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكغي أمس، إن تركيا تخطط لاستخدام مسار بري عبر إيران لتصدير السلع إلى قطر.

وقال زيبكغي، الذي عقد محادثات في طهران يوم السبت، بشأن فتح مسار عبر إيران، لرجال الأعمال والصناعة، إن الوفود الفنية ستلتقي في الأسبوع الحالي لمناقشة الخطط.

بدورها، تعتزم مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك)، والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، البدء بتطبيق الجزء الخاص بمجال الأمن الإلكتروني من اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقعة بينهما خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى الدوحة في ديسمبر 2015.

مكافحة الإرهاب

إلى ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمس وفداً أميركياً ضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، تيم لندركنغ، والجنرال المتقاعد، أنطوني زيني.

وعشية اللقاء، بحث وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن مع مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي، أمس الأول، جهود بلديهما المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن بن عبدالرحمن أوضح أن مكافحة الإرهاب تتطلب إعطاء الأولوية لقضايا مكافحة تمويله والمنظمات الإرهابية، والمزيد من التعاون بين وحدات الاستخبارات المالية، مؤكداً التزام دولة قطر نحو ذلك، والذي تجسد في توقيع مذكرة التفاهم مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب في 11 يوليو الماضي.

وشدد وزير الخارجية القطري على أهمية الإرادة والقدرة والتنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب، معرباً عن تأييد دولة قطر ودعمها لكل الجهود الدولية التي من شأنها تعزيز التعاون في مكافحة ظاهرة الإرهاب العابر للحدود.

مكاشفة وتجاوب

في المقابل، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أمس، ضرورة أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع، بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، وألا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية.

وكتب قرقاش، على "تويتر"، إنه من المنطقي أن تتعامل الدوحة مع ملف تدخلها وتحريضها في الشأن الداخلي لجيرانها ومحيطها، مشيرا إلى أن ذلك من أساسيات خروج قطر من أزمتها.

وتابع: "الشجاعة والمكاشفة ضرورية في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض"، لافتا إلى أن نجاح الدبلوماسية يرتكز إلى مراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون الآخرين.

وأوضح أن "ارتجاء الحل من الضغط (البعيد) لن يجدي، فالحل في شجاعة مواجهة الأزمة".

تركيا تخطط لاستخدام مسار بري عبر إيران في التجارة مع قطر
back to top