ضريبة فقدان الثقة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
هنا إقرار واضح بأن العلاج بالخارج مجرد صورة من صور شراء الولاءات من قبل السلطة، فهي لا تستطيع أن تحيا وتستمر بدونه، فكيف يمكنها أن ترد طلباً بالتوسط من نائب أو متنفذ، وتشتري صمته ومباركته بحكم العادة المتأصلة في نهج الحكم؟ ومن أين يأتي الإصلاح والجماعات الجالسة على كراسي السلطة في هذه الحكومة ومعظم الحكومات التي سبقتها لم يتغيروا، أو تغيرت أسماؤهم لكن نهجهم "الريعي" الفاسد في الإدارة باق على حاله؟نقلت القبس من مجلة "يورومني" في أبريل الماضي عن مسؤول قام "... بسحب تقرير مكون من 130 صفحة من قبل شركة معروفة منذ 2010، يتحدث عن تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي متميز، وقال إنه يمكن كتابة التقرير ذاته اليوم دون أن تغير في المضمون...". وعند سؤاله عن المشاريع الضخمة المذكورة في الخطط السابقة أجاب: لا شيء موجود على أرض الواقع... لهذا السبب يشكك كبار المسؤولين في الشركات المالية حيال الجدول الزمني للإصلاح، ويقول رئيس أحد المصارف: "خطة إصلاح مدتها خمس سنوات تستغرق في الكويت 20 عاماً".الإصلاح وتغيير نهج الإدارة لمواجهة أزمة الاقتصاد لا يكون بتحميل فراش البلدية عبء المسؤولية، أو ملاحقة الوافدين العاملين في رواتبهم وعلاجهم الصحي، وإنما يبدأ من فوق ومن الأعلى، هناك أمل وبصيص من نور ظهر عندما وقف وزير الديوان الشيخ ناصر صباح الأحمد في رمضان الماضي، وتحدث بصراحة ووضوح عن الهم الكبير الذي يواجه الاقتصاد، وطرح تصوراً لتحقيق رؤية 2035 عبر طريق الحرير وتطوير الجزر، رغم أن الحكومة في ترويجها لمشروع رؤية 2035 وما تم إنجازه، لم تأت على ذكر مشروع طريق الحرير أبداً، ما السبب؟ لعل أولويات حل معضلة العلاج بالخارج استغرقت كل وقتها، مسكينة الحكومة، ومستقبل الديرة مسكين أكثر منها.