قررت الحكومة اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، أمس، في السراي الحكومي حسم الجدل حول زيارة بعض الوزراء إلى سورية، مؤكدة أن "أي زيارة إلى سورية لن تكون بقرار منها".

وقال وزير الإعلام ملحم الرياشي بعد الجلسة، إن "رئيس الحكومة سعد الحريري أكد أهمية النأي بالنفس كسياسة عامة لحكومة استعادة الثقة وعدم توريط لبنان في صراع المحاور".

Ad

وأضاف: "إذا أراد الوزير زيارة سورية فليذهب بنفسه وليس بقرار من مجلس الوزراء، ومجلس الوزراء نأى بنفسه عن المحاور الإقليمية باعتبار أن الحكومة هي حكومة وحدة وطنية وأي زيارة ستتم لن تكون بقرار من مجلس الوزراء".

هذا الكلام لم ينسحب على وزير الصناعة حسين الحاج حسن، الذي تحدى القرار الحكومي وأكّد أنه ذاهب الى سورية بصفته وزيراً للصناعة. وقال الحاج حسن عقب انتهاء جلسة أمس إنه "تلقى دعوة لحضور معرض دمشق الدولي"، معلناً أنه سيذهب لحضوره وللمشاركة بالافتتاح، كما سيجري لقاءات اقتصادية مع وزراء وزملاء له.

وأكد الحاج حسن أن "للبنان وسورية علاقات دبلوماسية"، لافتاً إلى أنه "منذ أسبوعين تم تعيين سفير لبناني جديد في سورية"، قائلاً: "العلاقات قائمة".

وختم: "موقف حزب الله واضح ومعروف ونحن نشجع على العلاقة مع سورية"، معتبراً أنها "لمصلحة لبنان وسورية معاً".

في السياق، أكّد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "أنّنا لن نقبل بأي تعاطٍ رسمي بين الحكومتين اللبنانية والسورية، وأي وزير يريد زيارة سورية يستطيع بصفته الشخصية أن يبادر إلى ذلك، ولكن ليس رسمياً من قبل لبنان"، متمنياً على مجلس الوزراء أن "يأخذ موقفاً واضحاً تجاه هذا القرار في هذه الظروف".

وقال جعجع خلال مؤتمر صحافي عقده أمس: "اليوم طرح موضوع ليس الأول من نوعه في مجلس الوزراء منذ أن تشكلت الحكومة إلى اليوم، لذلك علينا العودة بالذاكرة، على أي أساس تشكلت الحكومة؟ وهو أساس واضح، نحن لدينا خلافات كبيرة في وجهات النظر على المستوى الاستراتيجي ونحن اتفقنا على أن هذه المشاكل الداخلية لن تحلّ لذلك قررنا تشكيل الحكومة وعلى هذا الأساس نتفق لاحقاً على إيجاد حلول لهذه المشاكل".

ولفت جعجع إلى أن "من يريد أن يعود إلى سورية يستطيع من هذه اللحظة أن يعود إلى مناطق الأسد ومن لا يفعل ذلك يعني أنه لا يستطيع أن يذهب الى مناطق الأسد".

وأشار جعجع إلى أنهم "لمّحوا للناس وحاولوا الضغط في مجلس الوزراء على أن عودة النازحين مربوطة بالتعاون مع الأسد".

وعن التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري في معركة الجرود، لفت جعجع إلى أنه "عندما بادر الجيش لمعركة جرود القاع وراس بعلبك قال البعض إنه يجب التنسيق مع الحكومة السورية فلم طرح هذا الموضع؟ لا حكومة سورية موجودة".

واعتبر جعجع أن "إعادة إعمار سورية بلا حل سياسي مستحيلة"، مشيراً إلى أنّ "الأمور في الحكومة ليست مقبولة ونحن لا نقبل بأي تعاط رسمي بين الحكومتين اللبنانية والسورية لأن الحكومة السورية غير موجودة".

واعتبر أن "هذه التصرفات تهدّد الحكومة"، متمنياً على كل الفرقاء في الحكومة "الكف عن هذه التصرفات ووضع كل الأمور جانباً لنخفف على المواطن والإنصراف نحو تأمين المياه والكهرباء وتحسين الطرقات، لا أن ندخل لبنان في الصراع الحاصل في الشرق الأوسط وفي الصراع في سورية يكون جريمة".