صيغة جديدة لهدنة حمص... والنظام يستغل الاقتتال بالغوطة

الفصائل تخسر تلالاً بالسويداء وتندمج في دير الزور... ومقتل 29 في الرقة

نشر في 09-08-2017
آخر تحديث 09-08-2017 | 22:00
نازحة من الرقة تصل إلى بلدة حاوي الهوى أمس الأول  (أ ف  ب)
نازحة من الرقة تصل إلى بلدة حاوي الهوى أمس الأول (أ ف ب)
مع اتجاه النظام السوري لاستغلال الاقتتال الدامي بين فصائل غوطة دمشق الشرقية في التحضير لهجوم بري واسع، توصلت لجنة التفاوض في ريف حمص الشمالي خلال اجتماع مع الطرف الروسي أمس الأول إلى صيغة جديدة لاتفاق "خفض التصعيد".

واجتمعت لجنة التفاوض الممثلة لمدن وبلدات وقرى شمال حمص، مع وفد روسي، في "خيمة" قرب معبر الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، بهدف التوصل إلى اتفاق يخص المناطق المحررة في المنطقة.

وأكدت اللجنة في بيان لها، أن الاتفاق السابق الذي وقع في القاهرة "قديم"، مشيرة إلى أن صياغة الاتفاق الجديد ألغت أدوار جميع الوسطاء في الخارج إلا مَن يملك تفويضاً رسمياً من الهيئة العامة الممثلة للمنطقة المُحَرَّرة".

وشدد الاتفاق على التمسك بالثوابت الثورية التي وضعتها الهيئة العامة للتفاوض، وأبرزها ملف المعتقلين، إضافة إلى تحديد موعد لاحق لمتابعة صياغة مشروع الاتفاق الجديد وبنوده.

الاتفاق الجديد جاء بعد ساعات من وصول قوات روسية إلى معبر الدار الكبيرة، تطبيقا للاتفاق الذي أعلنته موسكو الخميس الماضي، والذي ينص على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يشمل المناطق المحررة في ريف حمص وأجزاء من ريف حماة الجنوبي، بعد اجتماعات عقدت في العاصمة المصرية القاهرة.

وفي العاصمة، قال متحدث باسم "فيلق الرحمن" إن مقاتلي المعارضة يستعدون للتصدي لهجوم بري وشيك للجيش السوري على حي جوبر في شمال شرق دمشق وبلدات وريف الغوطة الشرقية المجاورة، متوقعاً أن يكون عبر موقعين، هما: طيبة إلى الشمال الشرقي من جوبر، وعين ترما إلى الجنوب الشرقي منها.

ورغم اتفاق تخفيف التصعيد، لا يزال الوضع في الغوطة صعبا للغاية، لتجدد المواجهات الدموية بين هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) و"أحرار الشام" من جهة، و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" من جهة أخرى.

وسيطر "جيش الإسلام" على كتل واسعة من مزارع الأشعري، علاوة على مسجد ومدرسة في المنطقة، ويلاحقون فلول "النصرة لتخليص الغوطة الشرقية وأهلها من شر هذا التنظيم وخبثه". وأعلن "فيلق الرحمن" شنه هجوما على مواقع لـ"تحرير الشام" و"أحرار الشام" في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا، وأكد نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور في محاور داخل مديرا، إذ تحاول "أحرار الشام" إحراز تقدم، وتطالب "الفيلق" بتسليم المنشقين وإعادة أسلحتهم.

من جانبه، استفاد النظام من الوضع الذي يسود المنطقة، لمتابعة تقدمه إلى مواقع لـ"النصرة" بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعاد سيطرته بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا-جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر، وفق ما ذكرته صحيفة الوطن.

في هذه الأثناء، أعلن النظام سيطرته على عدد من تلال استراتيجية في ريف السويداء تزيد مساحتها على 100 كيلومتر مربع قرب الحدود السورية - الأردنية.

وأكدت إحدى الفصائل المنضوية تحت "الجيش الحر" هذه المعطيات، مشيرة إلى أن سيطرة النظام على بئر الصابون وتل جارين وتل رياحي وتل أسد جاءت بعد انسحاب "جيش أحرار العشائر" من المنطقة بشكل مفاجئ.

وفي الرقة، قتل 29 مدنياً، بينهم 14 طفلاً على الأقل، جراء غارات للتحالف الدولي وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أشار إلى أن بين القتلى "14 شخصا من عائلة واحدة".

وفي دير الزور، أعلنت فصائل المعارضة من أبناء المدينة أمس الأول اندماجها في كيان عسكري موحد تحت مسمى "لواء تحرير دير الزور"، بهدف تحرير المحافظة.

back to top