«ليليت السورية»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
مفاجأة مثيرة تدفعنا إلى سؤال الكاتبة جهينة العوام عن السر وراء موافقتها على الاستغناء عن عنوان قصتها «تحت سرة القمر»، وإطلاق هذا الاسم تحديداً على الفيلم، الذي شاركت في كتابته؟ بل كيف فات عليها، وهي الكاتبة المثقفة، أن يتم اختيار هذا الاسم في حين ثمة أسماء عدة تُمجد دور المرأة، وتنصفها، حتى لو أدى الأمر إلى اختيار اسم بطلة الفيلم «سناء»، التي أصيب زوجها «نبيل» إثر تفخيخ سيارته، ورغم دكتاتوريته، ومجونه، ومعاملته السيئة لها أيام عنفوانه (هو واحد من المحسوبين على النظام)، فإنها تقف إلى جواره، ولا تتردّد في تمريضه، فيما ترعى ابنتيها المراهقتين «حنين» و{جوري»، ووالديها المسنين، وتنظر بعين الإعجاب إلى شقيقها «أحمد»، الذي تزوج «ليزا» الأوروبية، وتتسم آراؤه وسلوكياته بالاستنارة، على عكس والدها «الطاغية»، ولهذا تُصاب بصدمة، وتكاد تفقد اتزانها، بعد تعرض شقيقها للاختطاف، والتعذيب، من جماعة إرهابية، بعدما تسببت الأزمة التي تمرّ بها البلاد في تعطيل سفره إلى زوجته!لغز يستعصى على الفهم، خصوصاً أن الفيلم، الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في سورية، لم يركز على الأزمة السورية برمتها وإنما جعلها تُلقي بظلالها على الأحداث، فالفيلم يبدأ بمنظر عام للمدينة يتصاعد منها الدخان، لكن تظلّ الحرب في الخلفية، والدمار يُطل برأسه، عبر قنبلة تنفجر هنا، أو تدمير يدك بناية هناك.لا وجود للمعارك الحربية على الشاشة، لكن ثمة معارك أخرى تعتمل في نفوس الشخصيات، بسبب المآسي التي يتعرض لها الوطن، كالهجرة القسرية، والنزوح الإجباري، والقتل المجاني، وما تركته من انعكاسات نفسية مُدمرة، لم ينج منها أحد!سعى الفيلم إلى بث روح التفاؤل، مؤكداً أن عجلة الحياة في سورية لم تتوقف، ولغة المشاعر لم تتعطل، ومساحة الحب لم تختف أو تنعدم، بعدما استعادت «سناء» ذاتها، بعد وفاة زوجها، واعتمدت على نفسها، ونجحت في تأمين استقرارها الاقتصادي، واستقلالها النفسي والاجتماعي، وجعلت من المطعم الشعبي، الذي تملكه، ملتقى للأحبة، من الطوائف والأطياف كافة، ودعوة إلى المحبة، بين أبناء الوطن الذين يجمعهم نسيج واحد، ورسالة ذات مغزى بأن الأزمة إلى زوال، فما الحاجة إذاً إلى الزج بأسطورة «ليليت»؟ ولماذا الأسطورة العبرية على وجه التحديد؟!