كيف رأيت تكريمك في «مهرجان وهران» بالجزائر؟
سعدت جداً بهذا التكريم، خصوصاً أنني أعتزّ بالجزائر وشعبها، وأمضيت فترة طويلة هناك حيث لقيت كل محبة وكرم. كذلك قدّمت فيلماً في الجزائر بعنوان «طاحونة السيد فابر» عام 1983، ولاقى احتفاء كبيراً لن أنساه. لديَّ أيضاً أصدقاء مقربون من داخل الحقل الفني مثل المخرج الأخضر حمينة، ولكن قبل المهرجان بأيام تعرضت لظروف عصيبة جداً بعدما تٌوفيت زوجتي، فلم أتمكن من حضور الافتتاح، وإدارة المهرجان مشكورة أجّلت التكريم إلى الختام. تكريم الفنان يسعده، خصوصاً عندما يأتي من مهرجان له حجم وشعبية مثل وهران. وأرى أن الأخير أحد المهرجانات المختصة بالسينما المميزة، لما يحمل من عراقة تمتدّ عشر سنوات، وسمعته في الوطن العربي طيبة لما حققه من نجاحات. وأن أكون أحد الذين يُكرّمهم فهذا شرف لي، وأشكر القيمين كلهم.ما تقييمك لهذه الدورة من المهرجان؟رغم أنني لم أتمكّن من حضورها والمشاركة في فعالياتها كاملة، فإنها وفي حدود متابعتي لها كانت دورة ناجحة. معظم الأعمال في المسابقات حمل فكراً وقضايا، بالإضافة إلى الأفلام التي شاركت على هامش المهرجان مثل «مولانا» من مصر للمخرج مجدي أحمد علي، كذلك الفيلم الجزائري «ابن باديس»، والعملان لاقا ترحاباً وتفاعلاً جماهيراً. كذلك الفنانون والسينمائيون الذين شاركوا في المهرجان أعطوا طابعاً مختلفاً للحدث، والإدارة جذبت انتباهي من خلال تنظيمها الجيد. هذه هي صفات المهرجانات الدولية الناجحة التي تحتاج إلى معرفة واسعة ورؤى، وهو ما توافر في هذه الدورة.
سينما وأزمة
أين أنت من السينما؟من المقرر أن نبدأ قريباً بتصوير فيلم «تراب الماس» الذي يعيدني إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب طويل. ولكن عموماً، ثمة أزمة في السينما تكمن في الإنتاج، تحديداً في الصعوبات التي تواجه الشركات المنتجة، وآليات السوق والقوانين وغيرها من عوامل تساهم دوماً في تعثّر الإنتاج.ولكن يؤكِّد البعض أن الأزمة تكمن في عدم وجود نصوص جيدة.هذا الكلام عار تماماً من الصحة. لدينا مبدعون كبار وشباب نجحوا في تقديم أوراق اعتمادهم، ما يؤكد أن النصوص ليست الأزمة، كما يروِّج البعض.ماذا عن السينما العربية اليوم، وما تقييمك لها؟السينما العربية ما زالت في تطوّر ولا ينقصها إبداع من الممثلين أو السينمائيين، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم، خصوصاً الإنتاجي، لا سيما أن الحوادث التي تعيشها الأمة العربية انعكست على هذه الصناعة في بلدان عدة في مقدمها مصر. نأمل بأن يتحسّن الإنتاج، وأن تجتهد الحكومات في الدعم بالوسائل كافة.مسلسل وجديد
أخبرنا عن مسلسل «قصر العشاق».انتهيت أخيراً من تصوير مسلسل «قصر العشاق». تحمّست له لجودة النص وبقية العناصر، والحمد لله أنه لم يعرض في رمضان الأخير لأن قصته، من وجهة نظري، لا تصلح لهذا الموسم الذي تُظلم خلاله أعمال كثيرة أو بتعبير أدق «تُحرق»، ولا تلقى متابعة جيدة من الجمهور، فيضيع جهد صانعيها. لذا سعدت بخروج المسلسل من الماراثون، وأتمنى أن يُعرض في موسم آخر أكثر هدوءاً، وأنا واثق في أنه سيحقِّق نجاحاً واسعاً.ما جديدك الفترة المقبلة؟أعمال عدة معروضة عليّ بعضها مسرحي وبعضها الآخر درامي، كذلك لديَّ مشاريع في السينما. ولكني حتى الآن لم أستقر على أي منها، لذا لن أتحدّث عن أية تفاصيل.مسرح
حول علاقته بالمسرح يقول الفنان القدير عزت العلايلي: «سعيد بعودتي إلى المسرح حيث قدّمت الروائع، وسعيد بعودة يحيى الفخراني، ولا أنكر أن ثمة طفرة قوية في هذا المجال، والجمهور بدأ يرجع إليه بقوة، والتجارب التي أتابعها تبهرني، من بينها تجربة أشرف عبد الباقي مع شباب فرقته».