يقول مؤلف «رحلة يوسف» عاطف عبد اللطيف إن الفيلم هو التعاون الثاني له مع المغرب في الإنتاج السينمائي، بعد «المرسي أبو العباس» الذي أنتج عام 2015، ويرى أن هذ التجربة ثرية لأنها تعزّز التعاون مع شريك من دولة أخرى.ويضيف لـ«الجريدة»: «تستهدف فكرة الإنتاج المشترك أن تتحوّل صناعة السينما في المنطقة العربية إلى مسرح مفتوح حيث نقدم عملاً فنياً ممزوجاً بفريق عمل يأتي أعضاؤه من أكثر من بلد، ما يسمح بتبادل الثقافات والخبرات السينمائية»، لافتاً إلى أن صناعة السينما المصرية بحاجة إلى فتح مزيد من المساحات للأعمال المشتركة تخفيفاً للأعباء الكبيرة على الصانعين بسبب التكلفة الإنتاجية العالية.
رأي النقد
ترى الناقدة ماجدة واصف أن مصر خارج سباق سوق الأفلام العربية من فترة طويلة، ورغم أن التحرك بدأ تدريجياً إلى الأمام تبقى لدينا مشكلة كبيرة في فتح الإنتاج السينمائي المشترك مع الدول، علماً أن ثمة برتوكولات واتفاقيات موقعة في هذا الشأن.وتشير واصف إلى أنه على سبيل المثال، وقعت مصر برتوكول تعاون مع فرنسا، ولكن حين ترغب الأخيرة أو غيرها من دول في التصوير داخل مصر تواجه كثرة الإجراءات التي تصعب العمل، فضلاً عن التكاليف المرتفعة سواء في الإنتاج أو استخراج تصاريح للتصوير في أماكن مختلفة. كذلك تأتي مشكلة «اللهجات»، بحسب واصف، لتعوق إنتاج سينما مشتركة، إذ يرفض كثير من الصانعين في مصر أعمالاً مشتركة مع دول لا تتشابه لهجاتها مع المصرية العامة، مثل سورية والمغرب، وتلفت إلى أن من الممكن التغلّب على مشكلة اللهجة، ولكن يجب في البداية أن يتبنى المنتجون المصريون ومؤسسات الدولة المعنية دعم الإنتاج السينمائي المشترك لتأسيس سوق جيد للأفلام.بدورها، تفسِّر الناقدة ماجدة خير الله أن أزمة العمل السينمائي المشترك لا تقتصر على عدم توافر الإنتاج من طرفين أو أكثر، بل تطاول المضمون ومدى الإمكانات التي يملكها كل طرف.وتضيف خير الله لـ«الجريدة»: «مصر تحديداً، تمارس صناعة السينما المشتركة في نطاق محدود جداً، يرتكز معظمه على فريق العمل، فثمة أفلام كثيرة تتضمّن فنانين من دول عربية مختلفة، ولكن لا يمتدّ ذلك إلى الجوانب الإنتاجية والتقنية بشكل ملحوظ، رغم أنها خطوة تفتح أفاقاً كبيرة لتطوّر صناعة السينما وتبادل الخبرات على المستوى العربي».المصور السينمائي حسن الأهواني
يرى المصور السينمائي حسن الأهواني أن ثمة حالة تراجع في صناعة السينما المصرية، أولاً في كم الإنتاج، تحديداً الخاص بالدولة. في المقابل، نرى عشرات من الدول لم يكن لديها رصيد وتاريخ سينمائي حافل ولكنها استطاعت خلال سنوات قليلة النهوض بصناعة السينما وتسوِّق لنفسها من خلال المشاركة السينمائية مع دول أخرى، لافتاً إلى أن غالبية التجارب السينمائية المشتركة بين مصر ودول أخرى فردية وغير مدعومة من أية جهة معنية بصناعة السينما.ويؤكد الأهواني لـ«الجريدة»: «الانفتاح على التجارب السينمائية المحيطة خطوة مهمة، تحديداً للكوادر القديمة، لأنه يكشف رؤى مختلفة في تقنيات الصناعة وطرائق التعليم والمناهج المتوافرة. من ثم، نتمكّن من خوض منافسات فنية مع بقية الدول، إلى جانب ضرورة اهتمام الدولة بتعزيز رصيدها الإنتاجي الذي يعكس جدية مصر واهتمامها بصناعة السينما لتخوض تعاوناً في الإنتاج السينمائي، لأن العمل الفردي أو الإنتاج الفردي لا يؤسس لمنافسة دولية».