• كيف أعددت خطة فض اعتصام الإخوان في ميدان "رابعة العدوية"؟
- بدأنا بجمع المعلومات عن أعداد المعتصمين وأماكن تمركزهم، وأماكن تخزين السلاح، عن طريق استطلاع للميدان، عبر عناصر تابعة لقوات الأمن، دخلت إلى الميدان واستطلعت المكان بدقة، وأعطونا أرقاما تقريبية لأعداد المعتصمين، كنا نعلم أن الأمر ليس هيّنا، فبدأنا بالتفاوض مع المعتصمين وقياداتهم لفض الاعتصام، وتوفير ممرات آمنة، لكن مع الأسف، فشلت كل محاولات التفاوض، لأننا كنا نتعامل مع مجموعة من أناس بلا قلب، لذا لجأنا في البداية إلى خطة لتفريق المتظاهرين والمعتصمين عن طريق صافرات الإنذار لإخلاء المكان حتى وصلنا إلى 15 إنذارا، لكن من دون فائدة، ثم استخدمنا خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، قبل الاشتباك المباشر.• متى تم اختيار ساعة الصفر لتنفيذ إجراءات الفض؟
- الإخوان لم يتركوا لنا فرصة لإعطاء إشارة البدء أو ساعة الصفر، كنت موجودا مع القوات في شارع أنور المفتي القريب من الميدان، ومع اقتراب القوات، فوجئنا بعدد كبير من المعتصمين يعتلون أسطح البنايات المحيطة بالميدان، ومع بدء توجيه خراطيم المياه تجاه الميدان لتفريق أكبر عدد من المعتصمين، بدأ إطلاق النيران في اتجاه القوات، فسقط الشهيدان محمد سمير ومحمد جودة من رجال الشرطة، وهما أول شهيدين في أحداث الفض، قبل أن يصل العدد إلى 24 شهيدا، فضلا عن عشرات المصابين من رجال الشرطة، فالإخوان أول من أطلق النيران، ولم نكن نريد أن يقع بينهم قتلى، فهم في النهاية من أبناء الوطن.• ماذا حدث بعدها؟
- بعد سقوط أبناء الشرطة، لم يكن أمامنا إلا التعامل بالسلاح، واضطررنا إلى ضرب النار، لأن الإخوان كانوا مسلحين، وظل تبادل النيران بيننا وبينهم، ووضعوا المتاريس في الطريق، ولم يكن معنا معدات ثقيلة لتفكيك هذه المتاريس، وظل ضرب النار مستمرا حتى الساعة الثانية بعد الظهر، حينما استطعنا إسكات النيران، فبدأنا باقتحام الميدان، فوجدناهم يشكلون دروعاً بشرية لوقف الاقتحام.وكان المشهد في غاية الصعوبة، خاصة في وجود نساء وأطفال، ورأينا أهوالا داخل المستشفى الميداني بمسجد رابعة العدوية، الجثث المكفنة كانت بأعداد كبيرة، وكانت لحالات توفيت قبل يوم الفض، وظهر عليها علامات تعذيب، وعندما سألنا عامل المستشفى الذي وجد داخلها وقت الفض، قال إن الجثث موجودة منذ يومين أو أكثر، وعليها علامات تعذيب.• لكن وفق تقارير الطب الشرعي ليس هناك بين الجثث من توفي قبل يوم الفض؟
- لا أعرف ماذا قال الطب الشرعي، ولا أشكك فيه، لكني أقسم بأنني وجدت جثثا عليها آثار تعذيب، وتم تكفينها ووضعها في مسجد رابعة، ومن غير المعقول أن يتم تكفين الجثث في ظل أحداث الفض.• إلى أي مدى نجحت خطة الفض؟
- بنسبة تخطت الـ 80 في المئة، فأعداد المتوفين وصلت إلى أقل أرقام في الجانبين، فلم نصل إلى خسائر بنسبة 30 في المئة، كنا نعلم أن الاعتصام مسلح، وتوقعنا سقوط ضحايا، لكن استخدام الإخوان للقوة اضطرنا للوصول إلى هذه الأرقام من الضحايا، خاصة أن أعدادا كبيرة ممن حملوا السلاح أو العبوات الناسفة من مؤيدي الإخوان، لم يكونوا مدربين فكانوا يقتلون بعضهم البعض عن طريق الخطأ.• هل كنت على تواصل مع قيادات الدولة أثناء أحداث الفض؟
- كنا على تواصل مع أكبر قيادات الدولة، وكانت التعليمات لنا بإنهاء الموقف، لأننا دولة يجب ألا نترك لهؤلاء المعتصمين المسلحين أن يسقطوها، وأذكر أنني تلقيت اتصالا من أحد أكبر القيادات في الدولة وقتها، وأخبرني أنه لابد من الحفاظ على الدولة، وأضاف: "لازم نخلص من الهم ده".