كر وفر في بادية سورية... والنظام يعلن سيطرته على الحدود

• 70 قتيلاً في حمص
• أنقرة تعتقل روسياً خطط لإسقاط طائرة أميركية
• توقف الاقتتال في الغوطة

نشر في 10-08-2017
آخر تحديث 10-08-2017 | 21:45
سحب الدخان تتصاعد بعد غارات نظامية على منطقة جوبر في دمشق أمس الأول  (أ ف ب)
سحب الدخان تتصاعد بعد غارات نظامية على منطقة جوبر في دمشق أمس الأول (أ ف ب)
شهدت البادية السورية أعنف معارك كر وفر بين فصائل المعارضة المنتشرة في الريف الشرقي لمحافظة السويداء وقوات الرئيس بشار الأسد، التي تمكنت من التوغل وانتزاع مواقع استراتيجية واسعة، قبل أن تعلن سيطرتها على كل النقاط الحاكمة والمخافر الحدودية مع الأردن.
رغم الهدنة المعلنة بموجب الاتفاق الثلاثي الروسي- الأميركي- الأردني في جنوب سورية، واصلت قوات الرئيس بشار الأسد أكبر حملاتها على عدو جبهات في البادية، بغية استعادة مواقع واسعة واستراتيجية تسيطر عليها فصائل المعارضة، وأخرى تقع تحت قبضة تنظيم "داعش".

وبعد معارك حامية الوطيس مع فصائل البادية في الريف الشرقي لمحافظة السويداء المشمولة بأول اتفاق لوقف التصعيد مع درعا والقنيطرة، أعلن الإعلام الحربي التابع للنظام، في بيان أمس، أنّ "الجيش السوري​ وحلفاءه أحكموا سيطرتهم على كل النقاط الحاكمة والمخافر الحدودية مع ​الأردن​ ضمن محافظة السويداء، وذلك بعد سيطرتهم على نقطة المخفر الحدودي 154، ونقطة المخفر الحدودي 143، وعدد من النقاط بريف السويداء الجنوبي الشرقي على ​الحدود الأردنية- السورية​".

ولفت البيان إلى أنّ "الجيش السوري والحلفاء يحكمون سيطرتهم على كل بادية السويداء بإجمالي مساحة 4000 كلم مربع، منذ انطلاق العمليات في منتصف شهر مايو الفائت".

ويسعى النظام للسيطرة على أكبر قدر من الأرض، خصوصاً أن البادية السورية تعتبر حلقة وصل بينه وبين العراق والأردن، كما يعمل على عزل الفصائل في منطقة لا تتجاوز 19 كيلومتراً عن الحدود الأردنية وفصل القلمون عن البادية.

ومع محاولته احتواء تقدم القوات الحكومية إلى مناطق سيطرته في محافظة حمص بدعم جوي روسي، خسر تنظيم "داعش" العشرات من عناصره في الساعات الـ24 الأخيرة في المعارك والغارات الروسية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "داعش" شن خمس هجمات انتحارية على الأقل بواسطة سيارات مفخخة، وزرع ألغاماً على خط الجبهة، مشيراً إلى مقتل 39 من عناصر القوات الحكومية، وإصابة 25 آخرين في الساعات الـ24 الأخيرة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن "النظام انتشر على طول خط الجبهة، وداعش كثف هجماته المضادة"، لافتاً إلى أن 31 جهادياً قتلوا أيضاً في الساعات الـ24 الأخيرة في معارك مع قوات النظام وغارات للطيران الروسي.

وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) استهداف مواقع "داعش" بينها مخزن ذخيرة في محافظة حمص، متحدثة عن سقوط أكثر من 80 من "داعش" بين قتيل ومصاب وتدمير ومصادرة آليات وذخائر كانت بحوزتهم أثناء محاولتهم مهاجمة مواقع للجيش بريف حمص الشرقي.

وفي ريف حماة الشرقي، نفذت وحدات نظامية ومجموعات الدفاع الشعبي، بإسناد من سلاح الجو "عمليات نوعية" ضد تجمعات وتحركات "داعش" باتجاه قرية الدكيلة، بحسب مصدر عسكري. وأشار إلى توجيه سلاح الجو الروسي ضربات مكثفة على مقرات التنظيم وطرق إمداده في بلدة عقيربات.

وقف الاقتتال

وفي ريف العاصمة، توصل "فيلق الرحمن" وحركة "أحرار الشام"، مساء أمس الأول، إلى اتفاق لوقف الاقتتال في الغوطة الشرقية برعاية الهيئة الشرعية لدمشق وريفها، تضمن 5 بنود، هي: وقف إطلاق النار بين الفصيلين، وإخراج جميع المعتقلين، وإعادة السلاح والحقوق، وعدم ملاحقة المنشقين، وتنظيم حركة المرور بين حرستا والقطاع الأوسط.

وجنوباً، داهم "داعش" يوم الاثنين، مقار آخر فصائل الجيش الحر في حي التضامن الدمشقي، واعتقل قائده 45 عنصراً، وصادر أسلحتم ومستودع الذخيرة والمئونة والصيدلية الخاصة بهم.

وفي الرقة، أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، أمس الأول، عن القلق إزاء مصير ما يزيد على 25 ألفاً خصوصاً من النساء والأطفال العالقين بين نيران المتقاتلين في المدينة، من دون التمكن من إيصال أي مساعدات إنسانية لهم.

وفي أنقرة، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس من أن تحالف الولايات المتحدة مع وحدات الحماية الشعبية الكردية "يهيئ الأرضية لإنشاء تنظيمات إرهابية أخرى في سورية"، مشيراً إلى أن الهدف جعل مكاسبها وحزب الاتحاد الديمقراطي دائمة من خلال "الهندسة الديموغرافية" تحت غطاء محاربة "داعش".

وإذ أشار جاويش أوغلو إلى أن أنقرة أبلغت واشنطن مراراً "أن استخدام منظمة إرهابية لمحاربة أخرى قرار غير حكيم وخطير في ظل المخاوف التركية"، اعتقلت السلطات التركية روسياً يدعى رينات باكييف اتهمته بالانتماء إلى "داعش"، والتخطيط "لشن هجوم بقنبلة بهدف إسقاط طائرة أميركية، مستخدماً طائرة بدون طيار" في قاعدة انجرليك في محافظة أضنة.

باب الهوى

في هذه الأثناء، أعلن وزير التجارة والجمارك التركي بولنت توفنكغي أمس الحد من حركة السلع غير الإنسانية عبر معبر باب الهوى، لأن الجانب السوري منه يخضع لسيطرة "تنظيم إرهابي"، هو وهيئة تحرير الشام، التي تقودها ما كانت تعرف سابقاً بجبهة النصرة.

وقال توفنكغي: "ستكون هناك رقابة شديدة وسيتباطأ مرور كل المنتجات باستثناء المساعدات الإنسانية والأغذية إلى أن تنتهي سيطرة الجماعة أو تضعف على الأقل".

ائتلاف المعارضة

وعقب إجرائه مباحثات رسمية مع رئيس ائتلاف المعارضة السورية رياض سيف في جدة، أكد وكيل وزارة الخارجية السعودي للشؤون السياسية والاقتصادية عادل مرداد، أمس الأول، حرص بلاده على توحيد الجهود لضمان حل الأزمة ودعم الشعب السوري لتقرير مصيره.

ونفى نائب رئيس الائتلاف عبدالرحمن مصطفى أمس تخلي تركيا عن دعم الائتلاف، مؤكداً أن بعض وسائل الإعلام تتعمد الترويج لمثل هذه الأنباء المغلوطة بهدف عرقلة نجاحاته.

الرياض حريصة على توحيد الجهود... و«الائتلاف» ينفي تخلي تركيا عنه
back to top