غيرة
انظر بعين التفهم والعطف إلى ذلك الشخص الذي يشعر بالغيرة تجاهك، وادعم ثقته بذاته عن طريق ذكر مميزاته وتشجيعه، شاركه ما تملك من سعادة وجمال، فقد يكون في أشد الحاجة إلى ذلك.
نبدأ القول بوجوب الاعتراف بأن الغيرة شعور طبيعي، حيث إنها غريزة فطرية وجدت لحفظ النوع وتحسين الفرد، لكن هذه المشاعر قد تخرج، للأسف، عن السيطرة في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة، كفقدان الثقة بالذات وتدمير العلاقات والشعور المستمر بمشاعر سلبية تنغص عيشنا، حيث يصعب التعامل معها. للغيرة أنواع مختلفة، لكنني أخص في هذا المقال تلك الغيرة التي تجعل المرء يتمنى فشل الآخر بسبب تفوقه عليه في مجال ما، وللأسف قد يسعى إلى تدميره سواء بالانتقادات القاسية في غير محلها أو بالعمل على إحباطه، وهنا بعض الطرق والمقترحات للتعامل مع هذه المشاعر السلبية في ذاتك وفي الآخرين وكيفية تحويلها إلى دوافع منتجة وإيجابية.- لا تقارن نفسك سلباً بالآخرين، وتذكر أن كل إنسان على هذه الأرض حالة فردية، ويكمن الجمال في هذا التفرد والتنوع وقدرة كل منا على تقديم شيء رائع ومختلف، لا تقارن أحبابك من الأهل والأصدقاء بالآخرين فقد يكون ذلك سبباً في زرع الضغينة في نفوسهم وقتل المتعة والقناعة في ذاتك.
- عندما تشعر بالكراهية تجاه شخص ما دون سبب، اسأل نفسك: "هل أتمنى الحصول على ما يمتلكه هذا الشخص من مميزات أو شهرة أو نجاح؟"، إذا كان الجواب نعم فلا تجزع، فـ"الأنا" ذكية، تغلف الغيرة برداء الكراهية للحفاظ على نفسها من الألم! كن شجاعاً في مواجهة ذاتك، ولتكن تلك المشاعر دافعاً لك كي تطور ذاتك وتحسنها. -لا تشعل نار الغيرة بالتفاخر بما تملك أمام من لا يملك، خصوصاً إن كنت على دراية بعدم امتلاكه لتلك المميزات، ومدى قابليته للاشتعال! وتذكر أن المبالغة في الافتخار ما هي إلا لتعويض نقص داخلي، والتواضع العفوي والبساطة تسهل حياتك وتجعلها أكثر سلاسة.- انظر بعين التفهم والعطف إلى ذلك الشخص الذي يشعر بالغيرة تجاهك، وادعم ثقته بذاته عن طريق ذكر مميزاته وتشجيعه، شاركه ما تملك من سعادة وجمال، فقد يكون في أشد الحاجة إلى ذلك.- تشجيع ثقافة الـteamwork أي العمل الجماعي، ودعم أصحاب التخصصات والميول الواحدة بعضهم بعضاً، بدلاً من القتال المستميت والخاوي لإثبات الذات! تذكر أنك ستحصل على المزيد من النتائج والإفادة عند مشاركتك الآخرين وتكوين رابطة ذات اهتمامات موحدة. "لا تقارن نفسك بأي شخص في العالم، فإنك إن فعلت ذلك تهين نفسك"... (ألن سترايك).