تحية إلى المرأة الأذربيجانية
في مايو 2017م سافرت إلى جمهورية أذربيجان الساحرة، وهناك حجزت غرفة في فندق جميل يطل على بحر قزوين في العاصمة باكو الرائعة. كعادتي في الكويت أو في السفر لأي بلد أنام مبكراً وأصحو مبكراً... ففي أذربيجان كنت أستيقظ من نومي في الصباح الباكر لأمارس رياضة المشي في الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت أذربيجان، والرابعة صباحاً بتوقيت الكويت، وكان موظف الاستقبال يستغرب استيقاظي في هذا الوقت، فأقول له إن هذا الوقت مبارك، فقد قال عنه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: "بورك لأمتي في بكورها".وعند خروجي من الفندق كنت أشاهد يومياً نساء قد بلغن من الكبر عتياً يعملن في نظاقة الشوارع في الصباح الباكر، هذا الموقف استوقفني كثيراً وأنا أشاهدهن يعملن بكل همة ونشاط وحيوية، تساءلت في نفسي: لماذا تعمل هؤلاء النسوة الكبيرات في السن؟!
ثم أجابني موظف استقبال الفندق عندما طرحت عليه هذا السؤال بأن "الحاجة" هي الدافع لعملهن، عقدت مقارنة بيننا وبينهن، فنحن في الكويت نتقاعد في سن مبكرة، فأنا على سبيل المثال تقاعدت وعمري خمسون عاماً بالتمام والكمال، بعد خدمة طويلة دامت ثلاثين عاماً في سلك التربية والتعليم.والمرأة الأذربيجانية تعمل وتكافح في جميع المجالات من أجل لقمة العيش، فلها مني كل الشكر والتقدير والاحترام، وأتمنى من القيادة الأذربيجانية الالتفات إلى هؤلاء النسوة ومساعدتهن وزياردة رواتبهن لأنهن يعملن في وظيفة محترمة لا يمكن الاستغناء عنها. وكما كان يرى فضيلة الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي فإنه يمكننا الاستغناء عن الوزير مدة أسبوع وأكثر، ولكن لا يمكننا الاستغناء عن عمال النظافة هذه المدة، لأنه في حالة غيابهم تنتشر الجراثيم والأوساخ والميكروبات والذباب والأمراض بسبب القمامة المكدسة في الشوارع.لذا يجب علينا النظر بعين الرحمة والرأفة إلى هذه الفئة ومساعدتها بتقديم كل ما تجود به أنفسنا، وتحية معطرة بالبخور والياسمين لكل الذين يساهمون في تقديم وجبة الإفطار لعمال النظافة يوميا، فجزاهم الله خير الجزاء على عملهم الرائع.