في حين تتزايد المخاوف الدولية من وقوع صدام مسلح بين الولايات المتحدة والنظام الشيوعي في كوريا الشمالية، حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن حلول واشنطن العسكرية تجاه كوريا الشمالية باتت جاهزة، ولوح بأن "الحلول" التي لم يوضح طبيعتها تم "تلقيمها وبرمجتها" وتجهيزها للإطلاق.

وكتب سيد البيت الأبيض في "تغريدة" على "تويتر": "باتت حلولنا العسكرية منصوبة في مواقعها بالكامل وملقّمة تحسبا لتصرف غير حكيم من كوريا الشمالية. ونأمل أن يجد كيم جونغ أون طريقا آخر".

Ad

وجاء إعلان ترامب جاهزية بلاده للتعامل العسكري مع بيونغ يانغ غداة استهزائها بتهديده لها بالتعامل معها بـ"نار وغضب لم يشهدهما العالم" واستعراضها لخطط توجيه ضربة صاروخية إلى القواعد الأميركية في جزيرة غوام. وفي وقت سابق علق الرئيس الأميركي على وصف كوريا الشمالية له بـ"الخرف" إثر تهديده لها بأن "تحذيره لم يكن شديدا بما فيه الكفاية" وهو ما يفهم منه انه يضمر النية لاتخاذ فعل قوي ضدها. وقال إن عليها "أن تقلق جدا جدا" مما سيلحق بها إذا فعلت شيئا ضد الولايات المتحدة.

وحول الموقف النووي الأميركي أكد ترامب رغبته في تخليص العالم من الأسلحة النووية، مضيفا "حتى يتم ذلك فإننا سنكون أقوى دولة نووية على الأرض". ولفت إلى زيادة المخصصات المالية للدفاعات الجوية من أجل مواجهة تهديدات كوريا الشمالية الباليستية.

بدوره، تحدث وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، عن ضرورة وجود خيار عسكري للصراع مع كوريا الشمالية، إلا أنه اعترف بأن بلاده تفضل حلا دبلوماسيا للخلاف المتصاعد على خلفية تجارب بيونغ يانغ الصاروخية ونشاطها النووي، لأن أيّ حرب مع بيونغ يانغ ستكون "كارثية".

وأكد ماتيس، متحدثا في كاليفورنيا في ساعة متأخرة ليل الخميس- الجمعة، أن بلاده مستعدة بخطط للحرب، ولكنه أضاف "لا أقول للعدو مسبقا عما سأقوم به".

في هذه الأثناء، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هناك خطرا كبيرا لنشوب صدام عسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وقال إن موسكو قلقة من تصريحات واشنطن وبيونغ يانغ حول "ضربات استباقية"، وتبذل كل ما بوسعها لكي لا تصل الأمور لهذا الحد. ولفت إلى أن بلاده لا تقبل بامتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية.

في موازاة ذلك، حثت الصين، واشنطن وبيونغ يانغ على "توخي الحذر" في أقوالهما وأفعالهما والابتعاد عن "المسار القديم في تبادل استعراض القوة ومواصلة تصعيد الوضع".

ومع تصاعد خطر اندلاع حرب أعلنت أستراليا التي ترتبط باتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة أنها ستنضم إلى واشنطن إذا هوجمت من كوريا الشمالية، إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقدت التصعيد الكلامي بشأن الأزمة، وأكدت أنها لا ترى حلال عسكريا للنزاع.

وفي تهديد مبطن من بكين أقرب حلفاء بيونغ يانغ طالبت صحيفة صينية رسمية تديرها الدولة بوجوب التزام الصين الحياد إن شنت كوريا الشمالية هجوما يهدد الولايات المتحدة.