اتفاق خفض الإنتاج يضاعف أهمية خام دبي القياسي

نشر في 11-08-2017
آخر تحديث 11-08-2017 | 19:00
No Image Caption
وصل الكابتن تسيتريليس لوانيس وطاقم ماليبو المكون من 26 شخصاً إلى أولسان في مطلع أغسطس الجاري، بعد رحلة قطعت نحو 9000 ميل بحري لتسليم حمولة مكونة من مليون برميل من خام كازاخستان سي بي سي Kazakh CPC من البحر الأسود الى كوريا الجنوبية، وهي أكبر سوق للنفط في العالم.

ويتوقع وصول شحنة أخرى من النفط الخفيف وهي أقل في نسبة الكبريت من النوعية الأثقل خلال شهرين الى أولسان من الولايات المتحدة لتتم معالجتها في شركة اس كي انوفيشن SK Innovation Co. وهي أكبر مصافي كوريا الجنوبية. وهاتان الشحنتان جزء من سيل من تشكيلات مماثلة تأتي إلى آسيا مع تطلع الشركات الى معالجة نوع من الخام يطرح مزيداً من الديزل لمواجهة الطلب المتزايد عليه.

وفي الشهر الماضي لامست هوامش الربح من انتاج الديزل في آسيا أعلى مستوياتها منذ شهر نوفمبر من عام 2015، بعكس التوقعات بحدوث هبوط موسمي نموذجي في الطلب خلال هذا الوقت من السنة نتيجة الأمطار الموسمية. وكانت هذه المكاسب غير العادية مدفوعة بقدر أكبر من مستوردات الديزل الأنظف من جانب الهند، بعد أن عمدت حكومتها الى فرض مقاييس جودة جديدة، ومع استخدام الصين المزيد من تلك المادة لتلبية التوسعفي القطاعين العمراني والصناعي.

وقال كيم ووكيانغ المتحدث باسم شركة اس كي انوفيشن في سيول "لا يوجد سبب يحول دون شراء المزيد، لأن هوامش هذا الوقود عالية جداً".

وكانت الأرباح المتحققة في آسيا بسبب انتاج الديزل من خام دبي القياسي قد قفزت الى 14.38 دولارا للبرميل في 31 يوليو الماضي، أي بزيادة 57 في المئة منذ أن لامس سعر الخام أدنى مستوياته في تسعة أشهر في الرابع من مايو. وقد ساعد هذا الارتفاع على رفع هوامش تكرير الخام الاجمالية الى 7.82 دولارات للبرميل في السابع من أغسطس، أي بأكثر من 200 في المئة بالمقارنة مع سنة خلت، بحسب معلومات جمعتها بلومبرغ.

وقال بيتر لي، وهو محلل لدى بي ام آي ريسيرتشBMI Research "إن الطلب على الديزل كان قوياً في الدول الناشئة بما فيها الفلبين واندونيسيا والهند، وهي تركز على زيادة الانفاق على البنية التحتية، كما أن طلب الصين على الديزل عاد الى النمو في الربع الثاني مع تحسن أعمال البناء والاستهلاك الصناعي".

وأفضى ذلك الى سعي مصافي كوريا الجنوبية اس كي انوفيشن وجي اس كالتكس كورب الى الحصول على الخام الخفيف من دول مثل الجزائر والولايات المتحدة.

وبشكل نموذجي ستطرح النوعية الأخف ذات المحتوى الأدنى من الكبريت نحو 85 في المئة من المنتجات مثل الغازاويل والبنزين، ونحو 15 في المئة من المواد المتبقية. والنوعية الأثقل، التي تكون أرخص في العادة، تطرح 55 في المئة فقط من الوقود القيم، بحسب اس كي انوفيشن.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الشركة –ومعظم المصافي– لا تعالج الخام الخفيف أو الأكثر ثقلا فقط وهي تخلط حوالي 15 فئة مختلفة من النفط قبل أن تحولها وحدة تقطير الخام الى منتجات بما في ذلك الديزل والبنزين. وتتغير نسب الأنواع وفقاً لعوامل السوق، بحسب مسؤول في مصنع اس كي انوفيشن في أولسان.

وفيما كشفت طرق الحفر المتدنية التكلفة عن مكامن واسعة في أماكن مثل تكساس، فإن الإمدادات من حقول الزيت الصخري الأميركية هي بشكل أساسي من النفط الخفيف القليل الكبريت الذي لم يصمم العديد من المصافي على ساحل الخليج الأميركي لمعالجته. ونتيجة لذلك ارتفعت الصادرات وتشحن أميركا الآن أكثر مما تشحنه بعض الدول الأعضاء في منظمة "أوبك".

أكثر جاذبية

في غضون ذلك، انكمشت إمدادات الخام الأثقل الأكثر انتشاراً في الشرق الأوسط، نتيجة تقليص دول أعضاء في منظمة "أوبك"، بما فيها السعودية، للانتاج كجزء من اتفاق يهدف الى رفع أسعار النفط. وقد جعل ذلك سعر نفط الإشارة الإقليمي لخام دبي أكثر قوة مقارنة بمؤشرات اخرى مثل برنت وغرب تكساس الوسيط، ما جعلها أكثر جاذبية بالنسبة الى المشترين الآسيويين.

وقال فيكتور شام، وهو نائب الرئيس في شركة آي اتش اس انرجي الاستشارية "اذا كنت تستطيع الحصول على الخام الخفيف الآن، فهذا هو الوقت الملائم، نظراً للتكسير القوي للديزل وحاجة المصافي للنوع الخفيف لضمان الجاذبية".

وستقوم اس كي انوفيشن بتحميل مليون برميل من نفط غرب تكساس في أواخر أغسطس من فريبورت في تكساس، والكمية ذاتها من خام ايسثماس المكسيكي، ومن المنتظر وصول هاتين الشحنتين الى أولسان في منتصف شهر أكتوبر.

back to top