بعد فرضه السيطرة الكاملة على الحدود السورية- الأردنية من جهة ريف السويداء، وجّه جيش الرئيس بشار الأسد جهوده نحو المعركة مع تنظيم «داعش» في دير الزور، حيث تمكن في الساعات الأولى من اليوم من اجتياح «المفرزة الأمنية» على طريق السخنة - دير الزور.

ومع استعداد الجيش لشن هجوم واسع النطاق، أصدر محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة بياناً أكد فيه لجميع القاطنين في مناطق سيطرة تنظيم «داعش» أن أبواب العفو مفتوحة دائماً لكل من يترك السلاح.

Ad

وفي وقت سابق، بث الإعلام الحربي السوري شريطاً مصوراً لوحدات الجيش في ريف السويداء الشرقي، حيث سيطرت القوات الحكومية على نقاط رئيسية، بالتزامن مع مواصلته تعزيز صفوفه بمدينة السخنة بريف حمص الشرقي، التي فشل «داعش» أمس في استعادتها.

كما سيطر النظام في ريف حمص على قرية الصالحية في محور

أبوالعلايا شرق المخرم، فيما تستمر اشتباكات عنيفة مع «داعش» في محاور جب الجراح شرق المخرم.

وعقب انسحاب «أحرار العشائر» من نقاطه في ريف السويداء الشرقي وتمكينه قوات النظام من التقدم والسيطرة على الحدود السورية- الأردنية، كشفت صحيفة «الغد» الأردنية أمس، عن اجتماعات لرموز عشائر البادية السورية وقيادات من الفصيل في الأردن منذ 3 أيام وسط تكتم شديد، بمشاركة ممثلين عن الجيش الأميركي.

انتقام سليماني

في الأثناء، توعد قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بـ«الانتقام» لعنصر التعبئة بالحرس محسن حججي الذي أسره تنظيم «داعش» وأعدمه في منطقة التنف على الحدود العراقية- السورية.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن سليماني قوله: «أقسم أننا لن ندخر جهداً في ملاحقة هذه الشجرة الملعونة والقضاء على هذه الغدة الخطيرة الظاهرة في جسد العالم الإسلامي»، موضحاً أنه «عقب الهزائم المتتالية للجماعات التكفيرية المرتبطة بالاستكبار العالمي أمام رجال المقاومة الإسلامية في جبهات مختلفة، ارتكب تنظيم داعش الإرهابي جرائم فظيعة لا يتقبلها أي قانون إسلامي أو بشري».

وزاد سليماني أن «أبطال المقاومة الإسلامية سينتقمون من مرتكبي هذا العمل الوحشي عبر اجتثاث الإرهاب في العالم الإسلامي»، معتبراً أن «هذا النوع من الجرائم الذي وقع آلاف المرات إلى حد الآن في سورية والعراق وضد الأمة الإسلامية سيؤدي إلى مزيد من الوعي والاتحاد في وجه هؤلاء الإرهابيين وستجعلنا أكثر إرادة وقوة في تطهير الأراضي الإسلامية منهم».

حلب والحسابات

وخلال زيارته أهالي قتلى إيران في معارك حلب، اعتبر المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، أمس ، أن استعادة المدينة من فصائل المعارضة، أفسد جميع الحسابات الأميركية والسعودية في المنطقة.

وقال خامنئي، لأهالي من يسميهم «شهداء العتبات المقدسة»: «مسألة حلب، مهمة جداً لأنها كانت أيضاً سبباً في ألا يذهب دم الشهداء هدراً».

وأضاف أن «هذا الأمر كان عظيماً إلى درجة لا يمكن وصفها بالعبارات الإنسانية».

ورأى خامنئي أن «الشباب في إيران لا يشعرون بأجواء الحرب لكنهم يقصدونها، لأنهم على معرفة بماهية القضية التي يحاربون من أجلها». وقال: «هذا الفهم والتحليل الصحيح للقضايا، أمر مهم جداً».

الدور المصري

سياسياً، وصف سفير دمشق لدى بكين ​عماد مصطفى​، أمس، الدور المصري الحالي في سورية بأنه «دور ملتبس وضعيف وفيه بعض الإيحاء من ​السعودية»، معرباً عن تفاؤله على اعتبار أن «مصر كانت ذات يوم محرك ​العالم العربي​ بأكمله».

وأبدى مصطفى عدم تخوفه من «أي نوايا طويلة المدى للولايات المتحدة في سورية»، لكنه حذر «من تركيا​ ومحاولاتها التاريخية والمستمرة لاستلاب المزيد من ​الأراضي السورية​».

واعتبر سفير دمشق أن «الصين تتعهد بأنها ستكون اللاعب الأكبر والأبرز على الساحة في إعادة إعمار البلاد لحظة التوصل إلى حل سياسي»، مشيراً إلى أن «الصين تعتبر الأقدر على ذلك».

أنقرة والرياض

وبعد يوم من إعلان وزير الجمارك عن الحد من حركة السلع غير الإنسانية عبر معبر باب الهوى بسبب سيطرة «تنظيم إرهابي» على الجانب السوري، شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة على الحدود البالغ طولها 150 كيلومتراً مع إدلب السورية في ضوء التطورات الأخيرة وسيطرة جبهة تحرير الشام وهيئة فتح الشام (النصرة سابقاً) عليها.

وفي مقابلة مع قناة «الحدث»، أعلن عضو «منصة القاهرة» للمعارضة جمال سليمان أن مجموعته لا تعارض الانضمام للاجتماع الموسع للهيئة العليا للمفاوضات بالرياض يوم الاثنين إذا كان الهدف منه توحيد الصفوف والمواقف السياسية.