ما يحدث من استهتار ورعونة في الطرق من قِبل بعض الشباب أشبه بحرب شوارع، حيث يسقط ثلاثة أشخاص يوميأً بين قتيل وجريح، جراح أغلبهم بليغة، في معدل يفوق إحصاءات الحروب، والتي وإن طالت فستنتهي، أما حوادث الطرق فلا أحد يستطيع التنبؤ بنهايتها.ولمعرفة خطورة وحجم هذه المشكلة، يكفي مراجعة نتائج بعض الدراسات العلمية على النحو الآتي:
- عدد حوادث المرور في الكويت وصل إلى ما يقارب 6 حوادث لكل ساعة، ومعدل الوفيات التي سجلت خلال الثلاث سنوات الماضية بلغ أكثر من 560 حالة في السنة، أغلبها من فئة الشباب، أما حالات الإعاقة فبلغت الآلاف سنوياً.- أثبتت دراسة أن التكلفة الناجمة عن هذه الوفيات بلغت ما نسبته (1.8 في المئة) من إجمالي الناتج الوطني الكويتي. - أكدت دراسة أن معظم هذه الحوادث تعود إلى سبب واحد، وهو استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة.وغني عن البيان هوس شبابنا بوسائل التواصل الاجتماعي، والذي وصل إلى حد الإدمان، فلا يتوقف عنها الشباب حتى أثناء القيادة، فتجدهم، من الجنسين، يقودون مركباتهم في الشوارع شبه مخدرين، فهذا مشغول بالرد على الواتساب، وذاك يتابع كم "رتويت" حصلت عليه آخر تغريدة له، وآخر لا يحلو له استخدام "سناب شات" إلا أثناء القيادة، معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر.والأمر المزعج والمنتشر بين صفوف الشباب أثناء القيادة ما يسمى بالعقاب الفوري، بمعنى أنه لو حدث أن لففت عليه أو أمسكت فرامل أمامه فجأة ودون قصد منك، تعداك وعمل نفس الموقف معك وبتعمد! ونرى أن هذا الفعل يكشف لنا عن أزمة قيمية يكون أحد مؤشراتها انخفاض الوعي المروري لدى الشباب.ختاماً: يمكن للآباء والأمهات أن يلعبوا دورأ مهماً ومؤثراً فيما يتعلق بالتوعية المرورية السليمة، وذلك بأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، من خلال التزامهم قواعد وقوانين المرور، ليسهل بعدها عليهم توجيه وتوعية وحث أبنائهم على احترام قوانين الدولة بشكل عام، وقوانين المرور بشكل خاص، بما يكفل تحقيق مصلحة الفرد والمجتمع في آنٍ واحد.ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
High Light: حرب شوارع
12-08-2017