منذ اندلاع أزمة الخليج كان توجُّه الكويت، قيادةً وشعباً، هو السعي إلى حل هذه الأزمة، وهو دور تبنّاه صاحب السمو أمير البلاد بنفسه لإيمانه بأن أطراف النزاع أشقاء له يجب السعي معهم إلى الحوار والتفاهم لما فيه خير الجميع ومصلحتهم، كما أن الكويت قلقة من اتساع رقعة الخلاف واستثماره من قِبل أعداء الأمة لتعقيده واستمراره، الأمر الذي حرص معه سمو الأمير على لعب هذا الدور شخصياً بحكم علاقاته بأشقائه قادة تلك الدول.وهنا لا أريد التدخل في الأزمة الخليجية والبحث في أسبابها ومسبباتها لثقتي بأن الأشقاء مهما اختلفوا سيتفقون عند الخطر الحقيقي، وهو ما شاهدناه ولمسناه من أشقائنا إبان الغزو العراقي لبلدنا قبل ٢٧ عاماً، والذي يتهمنا الكاتب السعودي الشهير بنكراننا للجميل وجحودنا لدور الشقيقة السعودية في تحرير بلدنا منه في ثلاث مقالات متتالية، معتقداً أنه سيثيرنا فنكون جزءاً من هذا الخلاف.
ومن العجيب أن كاتباً بحجم عبدالرحمن الراشد يكتب بهذه الطريقة الغريبة، ليس فقط على الكويتيين وقيمهم بل حتى على قيم وأخلاق الشعب السعودي الشقيق الذي لا يعرف المنة بما يقدمه للغرباء من جميل، فما بالك بالأشقاء؟ والأعجب محاولته الزج بالكويت التي تلعب دور الوسيط في حل هذه الأزمة لتكون طرفاً فيها، وبطريقة لا يتقبلها عقل ولا منطق ولا نعرف لماذا وما الهدف منها؟ ولأن الزميل قد دلس وزور الحقائق حين اتهمنا بنكران دور الشقيقة السعودية في حرب تحرير الكويت تمنيت لو أنه ذكر لنا موقفاً سياسياً أو عسكرياً أو خلافه للكويت قد تعارض مع موقف الشقيقة السعودية، بل لا يخفى عليه أننا في الكويت منذ ٢٧ عاماً نحيي سنوياً ذكرى الغزو العراقي وتحرير الكويت مستذكرين ومذكرين بموقف السعودية، قيادةً وشعباً وعلى رأسها الراحل الملك فهد، رحمه الله، بل حتى في مناهجنا الدراسية، لكي لا تنسى الأجيال هذا الدور رغم علمنا وقناعتنا بأخلاق وقيم الأشقاء في السعودية الذين يستنكرون المنة التي يطالبنا فيها الراشد بخلاف سياسي، والمصيبة أنه يعتبر دور الكويت في المصالحة وحل الأزمة دوراً سلبياً شجع الأشقاء في قطر وعدم «عقلنتهم». يعني بالعربي المشرمح:إن كان الراشد قد سمع بعض الآراء في الكويت متعاطفة مع الشقيقة قطر نتيجة العقوبات التي فُرِضت عليها فذلك لا يعني أنها ضد الشقيقة السعودية، أو أن هناك جحوداً ونكراناً لجميلها ودورها في حرب تحرير الكويت، كما أن تلك الآراء لا تمثل رأي القيادة السياسية أو الشعب الكويتي، بل هي آراء تمثل من يتحدث بها، كما هو رأيك بِنَا في مقالاتك الثلاث، والذي نجزم بأنه لا يمثل القيادة السياسية في الشقيقة السعودية ولا شعبها العظيم الذي ترفض قيمه وأخلاقه أسلوب المنة في العطاء وانتظار مقابل له.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: عبدالرحمن المنان!
12-08-2017