مصر| الجريدة• تنقل مآسي الرعب والفاجعة عن المصابين
نقل ناجون من حادث اصطدام القطارين، الذي وقع في محطة خورشيد بالإسكندرية، صورة صادمة لـ"الجريدة" عن مشاهد الفاجعة التي تسبب فيها الحادث.لكن صور المواطنين الذين تبرعوا للمشاركة في إنقاذ المصابين، قبل نحو ساعة من وصول سيارات الإسعاف، دفعت الكثيرين إلى رؤية أقل حزنا للمشهد المأساوي.وعند مشفى سموحة الجامعي، تجمع أهالي 29 مصابا، منهم أحمد كرام، شقيق أحد المصابين من مدينة الزقازيق، التابعة لمحافظة الشرقية، الذي قال إن شقيقه (36 عاماً، ولديه طفلان) كان متوجها إلى الإسكندرية، لمباشرة أعماله، مضيفا: "تلقينا اتصالا هاتفيا من أحد المسعفين، يبلغنا بوجوده في المشفى، وفوجئت بوجوده في غرفة العناية المركزة، ونصف جبهته مهشم تماما، حيث يرقد حاليا بين الحياة والموت".
ويضيف عبدالباري مدبولي، مزارع مسن في العقد السادس من العمر، من محافظة البحيرة شمال القاهرة، أنه جاء للاطمئنان على زوج ابنته المصاب، والذي كان في طريقه للعمل في مجال المقاولات (عامل يومية)، "وفوجئت بوجوده في غرفة العناية المركزية، عقب إجراء عملية جراحية له، لاستئصال الطحال، الذي خرج من معدته تماما، بسبب الحادث". أحمد مصطفى (27 عاما) هو أحد الناجين من الحادث المروع، قال مغالباً آلامه إنه كان مستقلا لقطار بورسعيد، وقد غادر القطار محطة الإسماعيلية في 9:30 صباح أمس الأول، متأخرا عن موعده نحو نصف ساعة. وأضاف: "حالة القطار كانت سيئة جدا، تكرر وقوفه مرارا طوال الطريق، وقبل الحادث توقف في منطقة أبيس مدة تجاوزت نصف ساعة، بعدها شعر الركاب بصدمة عنيفة، تهشمت على أثرها الشبابيك والنوافذ، وأصيب الجميع بحالة من الرعب، حيث بدأ تطاير أشلاء بعض الجثث، وبدأ الركاب يتكدسون على أبواب القطار للخروج".مصطفى أنور، أحد المواطنين الذين شاركوا في إنقاذ الضحايا، قال إنه رأى بأم عينيه أصعب مشهد في الحادث، مضيفا أن أحد الضحايا كان أبا مكلوما يبحث عن فلذة كبده، ورغم أن الأب كان وجهه مغطى بالدماء، إلا أنه كان يبحث عن شيء يرفع به ثقلا حديديا لإنقاذ ابنته.وأضاف: "بالفعل جمعنا 20 شخصا، وحصلنا على أداة لرفع الثقل، عن يديها التي كانت محشورة، وتم إنقاذها لكن حالتها كانت سيئة جدا، وتم نقلها للمستشفى، حيث كانت تحتاج إلى عملية نقل دم عاجلة".أكثر الناس حزنا أمام أحد المستشفيات، كانت الحاجة فريدة، التي شاركت في الإنقاذ، ولم تغالب دموعها وهي تحكي قائلة: "طلعنا سيدة عمرها ٣٥ عاما، وكان أولادها موتى بجوارها، للأسف يا ولدي، كانت يا عين أمها بتكلم ولادها الميتين، وبتقولهم كلام يوجع القلب".