استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، في قصر بيان أمس، رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي وصل إلى البلاد مساء أمس الأول، تمهيداً لمعالجة ما وصفه بـ"الاستياء الكويتي" جراء تورط "حزب الله" في قضية "خلية العبدلي".

وفي وقت قال الحريري، إن هناك اتصالات تجرى مع "حزب الله" بخصوص المذكرة التي قدمتها الكويت للبنان، وستتابعها الحكومة اللبنانية، "وأنا شخصياً سأتابع الموضوع، وإن شاء الله تزول هذه الأمور"، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، أن الكويت لديها أدلة على تورط "حزب الله" اللبناني في قضية "خلية العبدلي".

Ad

وقال الخالد، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام لبنانية أمس، إن "لدينا اعترافات، والاعتراف سيد الأدلة، وسنقدمها لتكون الحجة مقابل الحجة".

وعقب لقائه صاحب السمو والمبارك، أكد الحريري أن "هناك استياءً كويتياً ويجب معالجته"، لافتاً إلى أن "لبنان مستعد للتعاون بكل أجهزته لكي نتوصل إلى نهاية لهذا الموضوع".

وأضاف أن الكويت لن تتخذ أي إجراءات ضد لبنان "ولكن من دون شك هناك استياء، وعلينا أن ننظر إلى هذا الموضوع، ونعالج الأمور بشكل واضح وجريء، لأن ذلك واجبنا كدولة وكحكومة"، مؤكداً أن لبنان حريص على العلاقات الثنائية، كما أن حكومته ترفض أي عمل من شأنه تهديد أمن الكويت، لأن "أمنها من أمن لبنان".

وفي رده على الأدلة التي قدمتها الكويت حول الاتهامات المبنية على الاعترافات وأحكام القضاء بشأن ضلوع "حزب الله" في "خلية العبدلي"، أكد الحريري أن "القضاء الكويتي واضح وصريح، وهناك تعاون سيتم بين الأجهزة الأمنية والقضاء من الجانبين"، مؤكداً استعداد لبنان لمثل هذا التعاون بشكل واسع. ولفت إلى أن "ما يهمني بالنسبة لأهل الكويت وسمو الأمير، الذي كان دائماً ينظر إلى لبنان كدولة وشعب واحد، وكان دائماً سباقاً لمساعدة لبنان، أن نحافظ على العلاقة بين البلدين بكل الوسائل، وإن شاء الله سيحصل هذا الأمر".

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، إن المذكرة التي قدمتها الكويت إلى السلطات اللبنانية احتجاجاً على دور "حزب الله" في دعم ومساندة عناصر خلية العبدلي سواء بالتسليح أو بالمال أو التدريب، جاءت وفقاً لما ورد في حيثيات حكم "التمييز" الذي صدر بحق هذه الخلية وما تضمنه من أدلة وقرائن، لافتاً إلى أن تقديم الكويت هذه المذكرة يؤكد "حرصها على العلاقات المتميزة بين البلدين، وإزالة أي شوائب يمكن أن تسيء إلى تلك العلاقة الأخوية، وذلك من خلال المصارحة وتوضيح الحقائق". وكشف أن الكويت طلبت من الحكومة اللبنانية إبلاغها بالإجراءات التي ستتخذها للحد من مثل هذه الممارسات التي تستهدف أمن واستقرار الكويت، والإساءة للعلاقات بين البلدين الشقيقين.

الإعلام اللبناني حاضر... و«الكويتي» مغيب

بدا مستغرباً أن تغيب وسائل الإعلام المحلية عن تغطية أول زيارة للرئيس الحريري للكويت، وفي ظل ظروفها وموضوعها، ولو كانت الزيارة «سرية» لأصبح الأمر مفهوماً، لكنها لم تكن كذلك، إذ تبعتها تصريحات للشيخ صباح الخالد والحريري، نشرتها وسائل الإعلام اللبنانية المرافقة للأخير.

المسؤول اللبناني أدرك أهمية زيارته للبلاد، التي تعتبر محط أنظار الجميع في البلدين، فجاء ومعه وفد إعلامي كبير، نقل بشفافية كاملة مجرياتها، أما الجانب الكويتي فتجاهل إعلام بلاده، ولم يدعُه لتغطيتها، ما دفعه إلى الاستعانة بصديق لتغطية حدث بهذا الحجم على أرضه!