وادي السيليكون ينجرّ لحرب مع اليمين الراديكالي

نشر في 13-08-2017
آخر تحديث 13-08-2017 | 20:30
 وادي السيليكون
وادي السيليكون
وجدت كبرى مجموعات وادي السيليكون نفسها تخوض حربا مع "اليمين البديل" (آلت رايت) الأميركي المتطرف حول حرية التعبير واللياقة السياسية، تعكس الانقسامات الحالية في الحياة السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة.

ومن آخر الأمثلة على هذه المعركة، إقالة مهندس في "غوغل" كان ينتقد جهود مجموعته لتشجيع التكافؤ بين الرجال والنساء، وقد دافعت عنه مواقع من اليمين الراديكالي مثل "برايتبارت".

كما وجهت اتهامات إلى موقع فيسبوك بعدم السماح لشخصيات مصنفة في فئة المحافظين بالتعبير عن رأيها، وبتحريف دفق الأخبار الذي يقدمه لمشتركيه.

من جهته، علق موقع "تويتر" حسابات ناشطين من اليمين الراديكالي واليمين المتطرف لاتهامهم بعدم احترام القواعد حول المحتويات التي تؤجج الكراهية العرقية. ورفض موقع بايبال تحويل أموال إلى مجموعات من الناشطين الأوروبيين المعادين للهجرة، مؤكدا أنه لا يرغب في دعم أنشطة تدعو إلى الكراهية والعنف.

وألغى موقع "إير بي إن بي" حسابات ناشطين في منظمات عرقية ويمينية متطرفة كانوا يدافعون عن التمييز، في انتهاك للقواعد المتبعة لدى الموقع الذي يتيح للأفراد تأجير واستئجار أماكن سكن. وندد الناشطون بهذه الإجراءات وباشروا تطوير شبكات تواصل اجتماعي بديلة ووسائل موازية لتحويل الأموال.

وأوضح المستشار لدى "تيك أناليسيس ريسيرتش"، بوب أودونيل، أنه في وادي السيليكون "هناك عدد كبير من الأشخاص المهتمين بصورة خاصة بالتكنولوجيا والذين يودون البقاء خارج السياسة"، مضيفا "أنهم يجدون أنفسهم في وسط هذه السجالات وفي وضع صعب".

لكنه أقر بأن شركات وادي السيليكون تعيش من حيث موقعها في شمال ولاية كاليفورنيا، في بيئة ديمقراطية انعكست عليها.

ويرى الخبير الاستراتيجي في التواصل الرقمي لحساب منظمات يسارية، آلن روزنبلات، أن ناشطي اليمين الراديكالي مستاؤون لعدم تمكنهم من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي بالقدر الذي يودون.

وقال: "يعود هذا الأمر إلى الجدل حول الأخبار الكاذبة الذي انطلق خلال حملة الانتخابات الأميركية عام 2016" والجهود التي بذلتها شبكات التواصل من أجل التصدي لانتشار الشائعات مثل تلك التي تحدثت عن شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا نظمتها هيلاري كلينتون انطلاقا من مطعم للبيتزا في واشنطن.

ورأى أن الرئيس دونالد ترامب "هو الداعم الأكبر لليمين البديل، فهو يعطي بعدا سياسيا لهجماتهم ضد التنوع والمساواة في أماكن العمل".

وفي ما يتعلق بـ "غوغل"، فإن تسريح جيمس دامور بعدما أكد في مذكرة نشرها على موقع المجموعة الداخلي، أن اختلافات بيولوجية تفسر العدد الضئيل من النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا، أثار في المقابل انتقادات اعتبرت أن عملاق الإنترنت لا يستمع إلى الآراء المغايرة لرأيه.

وقالت المهندسة في شركة تكنولوجيا إيلاين أو في مقالة نشرتها وكالة بلومبرغ إن "وادي السيليكون لن يحل مشكلاته المتعلقة بالتمييز إن كانت اللياقة السياسية تكتم كل الأحاديث".

وأرغمت مجموعة غوغل لاحقا الخميس على إلغاء اجتماع داخلي حول موضوع التنوع وحرية التعبير لاعتبارات تتعلق بـ "أمن" بعض موظفيها.

back to top