أكد المخرج والكاتب والسينوغرافي نجف جمال أن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا كان "ملك المسرح"، وكان ثمة اتفاق بينهما على تقديم عرض مسرحي كتبه جمال في افتتاح مسرح "بوعدنان" رسمياً.

وقال جمال: "بداية أعزي نفسي والخليج والعالم العربي برمته في رحيل هذه القامة الفنية، وفقداننا لأحد الأعمدة الرئيسة لخيمتنا الفنية والمسرحية، الذي أعطى الكثير لفنه ولبلده كان يعمل لساعات طويلة متفرغاً للعطاء... فهو عملاق على الخشبة، والمسرح من أصعب أنواع الفنون، لأنه لقاء جماهيري حي ومباشر".

Ad

وأضاف: "عندما عملت معه على سبيل المثال في (باي باي عرب)، ومع قدرته العالية على التعاطي مع هذا الفن والجمهور، وجدته قبل صعوده الخشبة بلحظات يمسك بيدي بشدة وهو يرتجف من الخوف، لكن عند دخوله يتحول إلى ملك المسرح، ولي الكثير من التجارب معه، وكنت أحضر لمسرحية جديدة، لافتتاح مسرحه الذي كرمته الدولة في مهرجان القرين الثقافي بتسمية مسرح السالمية باسمه بحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، كان الراحل ينوي افتتاحه رسمياً من خلال عرض مسرحي قمت بكتابته، حيث عقدت جلسة معه وتناقشنا في حيثيات هذا العمل، وكنت بانتظار عودته من لندن كي نكمل التحضيرات، لكن الله أخذ أمانته، وأنا الآن في حيرة من أمري".

وأكد جمال أن عبدالحسين حالة فنية خاصة ومختلفة بقوله: "كان يمثل التاريخ في أعماله، أي يضع بصمته على أحداث تاريخية في المنطقة، لذا تجد جميع الأجيال معه الآن، من حياة البحر والصحراء إلى مرحلة ظهور النفط وصولاً إلى الحياة المدنية، فقد أرخ هذه المراحل".

واختتم حديثه: "إن نقد عبدالحسين ذاتي، بشكل كوميدي، ويمكننا أن نطلق عليه لقب موليير العالم العربي، لأنه فنان كوميدي بهيبة وهيئة فنان عالمي، ومن النادر أن تجد الفنانين الكوميديين لا يعتمدون على أشكالهم أو على العيوب الخلقية، فعبدالحسين كان يملك الشكل والفكر والحب الكبير لبلده، لذا يتطرق لجميع المشاكل التي حدثت أو ستحدث، لأنه قارئ جيد لبلده والمنطقة وتاريخه".