لم تلق الدعوات الصادرة من الصين وروسيا وألمانيا وغيرها من بلدان العالم للولايات المتحدة، بضرورة نزع فتيل الحرب الكلامية المتصاعدة بينها وبين النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، آذانا صاغية لدى الرئيس دونالد ترامب، الذي ابقى "الخيار العسكري" وارداً ضمن الإجراءات التي يمكن أن يتخذها ضد بيونغ يانغ للتعامل مع خطر برنامج تسلحها البالستي والنووي.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، مساء أمس الأول، أن "الولايات المتحدة مستعدة مع حلفائها لاتخاذ رزمة واسعة من الإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية"، لوضع حد للتهديد النووي الكوري الشمالي.

Ad

وبحث الرئيسان الأميركي والفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي سبل مواجهة السلوك التصعيدي لكوريا الشمالية، وما ينجم عنه من زعزعة للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وفي وقت سابق، حث ماكرون واشنطن وبيونغ يانغ على تهدئة حربهما الكلامية، والامتناع عن أي تصعيد قد يؤدي الى تفاقم التوتر بينهما.

وحمل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون كوريا الشمالية مسؤولية الأزمة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن لندن ترغب في حل دبلوماسي للأزمة.

وحذر قائد القوات البحرية البريطانية الأسبق الأدميرال لورد ويست أمس من أن تصاعد حدة التهديدات الكلامية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يمكن أن يتحول إلى حرب مدمرة تستخدم فيها أسلحة نووية.

وقال إن "احتمالات نشوب نزاع مسلح بين واشنطن وبيونغ يانغ اصبحت الآن "أكبر من أي وقت مضى" منذ الحرب الكورية، التي نشبت خلال الفترة من 1950 إلى 1953".

في المقابل، وصفت الحكومة الكورية الشمالية تهديدات ترامب "وغيره من أذيال النظام الأميركي بالمحاولة اليائسة الأخيرة، وبنوبة هستيريا استولت على هؤلاء الذين استسلموا لليأس في ظل احتمال تلاشي الإمبراطورية الأميركية تلاشيا مأسويا".

ويتوقع أن يتصاعد التوتر على شبه الجزيرة عندما تبدأ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات عسكرية كبيرة مشتركة 21 أغسطس الحالي.

في السياق، عاد قس كندي كان مسجوناً في بيونغ يانغ بتهمة محاولة الإطاحة بالنظام الكوري منذ أكثر من عامين إلى منزله في كندا أمس.

إلى ذلك، وعلى الرغم من انتقادها على مدى شهور لرئيس فنزويلا اليساري نيكولاس مادورو، الذي لا يحظى بشعبية، وقفت دول أميركا اللاتينية بقوة في مواجهة التهديدات التي اطلقها ترامب باتخاذ إجراء عسكري ضد "الاستبداد في فنزويلا"، التي تشهد احتجاجات منذ فترة طويلة.

وبعدما هدد ترامب بأن التدخل العسكري في فنزويلا ربما يكون خيارا، التزم منتقدو مادورو الصمت، فلا هم أيدوا فكرة الغزو الخارجي لفنزويلا، كما أنهم لم يعبروا عن دعمهم لرئيس يصفونه بالدكتاتور.

وجاء انتقاد الدول اللاتينية قبل ساعات من بدء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس جولة إقليمية أمس يزور خلالها كولومبيا والأرجنتين وتشيلي وبنما.

وكانت بيرو، الأكثر انتقادا لمادورو، هي من قادت توجيه الانتقاد إلى ترامب قائلة، إن "التهديد يتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة". وأصدرت المكسيك وكولومبيا بيانين منفصلين عن الأزمة ذاتها.

وأضاف تكتل "ميركوسور" التجاري في أميركا الجنوبية أنه يرفض استخدام القوة في فنزويلا رغم أنه كان قد علق عضويتها لأجل غير مسمى الأسبوع الماضي.

من جهته، هدد نجل الرئيس الفنزويلي ترامب برد حاسم في حال نفذ الأخير وعوده واستخدم الخيار العسكري ضد فنزويلا، وقال إن الأسلحة ستصل إلى نيويورك، وسنحتل البيت الأبيض.