الولايات المتحدة ليست جاهزة للحرب في كوريا الشمالية
![ذي أتلانتك](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1596042803195388500/1596042822000/1280x960.jpg)
رغم أن الخطر الذي تشكّله كوريا الشمالية كبير، يجب أن ندرس الحرب الوقائية بعناية، متفادين في الوقت عينه الاندفاع نحوها بتهور، ولكن يبدو أن إدارة ترامب لا تأخذ في الحسبان واقع أن أكثر من نصف الشعب الأميركي، فضلاً عن الكثير من الشعوب الأخرى، يعتقدون أن الرئيس يفتقر إلى النزاهة والمصداقية، وإذا قرر ترامب خوض حرب في ظل ظروف مماثلة، يخاطر بمواجهة شقاق ومعارضة في الداخل والخارج يتخطيان ما شهدته حقبة حرب فيتنام. الولايات المتحدة ليست جاهزة بكل بساطة للحرب في كوريا، فهي ليست مستعدةً لدبلوماسية زمن الحرب التي تتيح لها التحكم في حلفائها الخائفين أو الغاضبين، فكم بالأحرى الصينيين والروس؟ بالإضافة إلى ذلك، لا تملك وزارة الخارجية مرشحاً لمنصب مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، ويرأس الوزير راهناً فريقاً متقلصاً من الدبلوماسيين اليائسين. صحيح أن الجيش الأميركي يملك الطائرات الكافية ليلحق الضرر بالمواقع النووية الكورية الشمالية، إلا أنه يخوض أيضاً حرباً في أفغانستان، والعراق، وسورية، ويعود إلى أوروبا ليعزز قوات الردع هناك. علاوة على ذلك عانت القوات المسلحة سنوات من تجميد الإنفاق الناجم عن عمليات حجز الأموال الفدرالية، مما يعني أنها لم تجدد ترسانتها أو تشارك في تدريبات ملائمة. ورغم الوعد بضبط هذا الوضع بجدية أكبر من خلال كبير موظفي البيت الأبيض الجديد الجنرال جون كيلي، تتواصل التغريدات المجنونة وتنطلق التهديدات العابرة بالحرب من رجل يمارس لعبة الغولف خلال العطلة الصيفية.قد تؤول هذه الأمور إلى نتائج أسوأ بكثير مما يظنه مستشارو الرئيس الحذرون الذين يعرفون معنى الحرب (مع أنها حرب أقل عنفاً مما قد تواجهه الولايات المتحدة في كوريا). وإذا كانت معمعة الحرب هذه مجرد خدعة أخرى من خدع ترامب، فسيتضح ذلك. وكما هي الحال دوماً مع خدع ترامب، سيُضطر آخرون إلى تحمل العواقب فيما يواصل هو لعب الغولف.* إليوت أ. كوهين* «أتلانتيك»