واشنطن لن تتسامح مع الكراهية... و«حشود» تطارد اليمين
• ترامب يروج لانتخابه • حملة لطرد بانون من البيت الأبيض • فيلدز مهووس بالنازية وتفوق البيض
مع إعلان الإدارة الأميركية عدم التسامح مع جرائم الكراهية، أنقذت الشرطة منظم تظاهرة "وحدوا اليمين" جيسون كيسلر في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا من المتظاهرين الغاضبين الذين يطاردون العنصريين، في وقت حدد ناشطون هويات نازيين جدد وقوميين بيض لمعاقبتهم بالطرد أو الفصل من العمل.
طاردت حشود غاضبة في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأميركية جيسون كيسلر، منظم تظاهرة اليمين المتطرف التي تحولت إلى حدث دموي قتلت فيه امرأة وجرح 19 آخرون السبت، عندما دهس رجل بسيارة مجموعة من الناس يحتجون على العنصرية خلال مسيرة للقوميين البيض وجماعتي "كو كلوكس كلان" والنازيين الجدد في تشارلوتسفيل "وحدوا اليمين".وأمس الأول، حاول كيسلر تنظيم مؤتمر صحافي مع زعيم اليمين المتطرف ريتشارد سبنسر في وسط المدينة، إلا أن كيسلر تم تهريبه من الجماهير الغاضبة.وأظهر فيديو مصور القومي الأبيض كيسلر (34 عاما) يقول "لقد تم انتهاك حقنا الدستوري الذي كفلته المادة الأولى من الدستور، ولم يتم نقل ما حدث فعلا"، إلى أن وصفه متظاهرون بعبارات "بلطجي" و"عار" و"القاتل"، في إشارة إلى هيثر هاير (32 عاما) التي قتلت في حادثة دهس متعمد بالحرم الجامعي في فيرجينيا.
كمل تنصل من كل الأعمال المؤذية، ملقيا باللوم على الشرطة لعدم حمايتها له ولجماعته، ولمنعها مناوشات بين النازيين الجدد ومجموعة القوميين البيض والمعارضين لهم، إلا أن القوات الأمنية التي انتقدها أجلته من الموقع بعد اندفاع العديد من المناهضين لجماعته نحوه.وقال أحد الأشخاص "اسمها هيثر سيد جيسون، دمها على يديك، ماذا ستقول لنفسك؟". ويدعي كيسلر المنادي بتفوق البيض حمايته للقيم الغربية.ولم تقتصر مطاردة اليمينيين والنازيين في الشوارع، بل امتدت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تكفل ناشطون بتجميع صور المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي وكل من ظهرت صورته معهم بتحديد هواياتهم لمطاردتهم وطردهم من المدينة. وتم بالفعل طرد بعضهم من أحيائهم ووظائفهم.كما طالب المحتجون عبر "تويتر" بطرد كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين ستيفن بانون، الذي كان مدير حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبانون هو سياسي يميني محافظ وتربطه علاقات بحركات اليمين المتطرف الأوروبية، وترأس موقع بريتبارت الإخباري المتطرف.
الداهس نازي
من جهته، قال أحد مدرسي الرجل الذي دهس بسيارته حشدا من المتظاهرين المناهضين للعنصرية في تجمع للقوميين البيض في مدينة شارلوتيسفيل وقتل هاير، إن الشاب جيمس أليكس فيلدز (20 عاما) مهووس بالأفكار النازية.وقال مدرس التاريخ بالمرحلة الثانوية ديريك وايمر، أمس الأول، إن جيمس فيلدز جي آر "كان مفتونا للغاية بالنازيين وبأودلف هتلر"، مضيفا أن فيلدز له اهتمام كبير بالتاريخ، خصوصا بالتاريخ العسكري الألماني والحرب العالمية الثانية، لكنه كان مفتونا تماما بتلك المواد".وذكر وايمر للصحيفة أنه "كانت له وجهات نظر في تفوق العرق الأبيض وهو مؤمن بهذه الأفكار".ووفقا لصحيفة نيويورك ديلي نيوز، التقط فيلدز صورة في وقت سابق من ذلك اليوم مرتديا زيا لمجموعة النازيين الجدد.كراهية وعنف
من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس الأول، إن الولايات المتحدة "لا تتسامح مع كراهية وعنف اليمين المتطرف".وأضاف بنس في مؤتمر صحافي بكولومبيا: "لا نتسامح مع كراهية وعنف المنادين بتفوق العرق الأبيض والنازيين الجدد وجماعة كو كلوكس كلان".وأردف نائب الرئيس: "هذه الجماعات الهامشية الخطيرة ليس لها مكان في الحياة العامة الأميركية، ونحن ندينها بأشد العبارات".وتعرض ترامب لانتقادات كثيرة أمس الأول، ركزت على ما اعتبرته تساهلا من قبله مع منظمات اليمين المتطرف.ترامب ينتقد
وبالرغم من الانتقادات الموجهة له، غرد ترامب أمس مهاجما الديمقراطيين قائلا: "الديمقراطيون المعرقلون أعطونا أو لم يصلحوا أسوأ الاتفاقات التجارية بتاريخ العالم، سأغير هذا سريعا".كما انتقد أسعار الأدوية في السوق الأميركي بالقول: "والآن بعد استقالة كين فرازيير من شركة ميرك فارما من مجلس الرئيس الصناعي، سيكون لديه المزيد الوقت لتخفيض أسعار الأدوية".تحسين صورة
وفي محاولة لتحسين صورته، نشرت حملة إعادة انتخاب ترامب إعلانا تلفزيونيا أمس مدته 30 ثانية يهاجم الديمقراطيين، ويعدد إنجازات ترامب خلال الأشهر السبعة الأولى منذ توليه منصبه.ويستخدم الإعلان الجديد نفس المقاطع المصورة والصورة الثابتة التي التقطت من لقطة فيديو والخط الذي استخدمه إعلان نشرته سياسات أميركا أولا، وهي حركة سياسية يمكنها جمع وإنفاق مبالغ مالية لا حصر لها سرا، في وقت سابق من العام الحالي. ويحظر القانون على حملة ترامب وسياسات أميركا أولا التنسيق فيما بينهما.وأعلن ترامب اعتزامه ترشيح نفسه لمدة أخرى في نفس يوم توليه السلطة، وهي خطوة غير معتادة سمحت له ببدء حملة طويلة قبل الانتخابات المزمعة في نوفمبر 2020. وعادة ما ينتظر الرؤساء في السلطة حتى انقضاء نصف فترتهم الأولى قبل إعلان ترشحهم رسميا.وفي شأن آخر، قتل 3 أشخاص بالرصاص في مضمار سباق سيارات بولاية ويسكونسن، أمس الأول، لكن لم تتضح بعد هوية الجاني، والدافع وراء الهجوم.وقال قائد شرطة مقاطعة كينوشا ديفيد بيث، إن إطلاق النار وقع بجانب مسار سباق "غريت ليكس" في يونيون غروف بويسكونسن". وتعامل قرابة 100 شرطي مع إطلاق النار، واستمعوا إلى أقوال الشهود بحثا عن دليل للمساعدة في التحقيق.
مناهضو العنصرية حددوا متطرفين وطردوهم من أحيائهم ووظائفهم