تأسست إذاعة لبنان عام 1938 باسم «راديو الشرق» على يد الانتداب الفرنسي الذي كان لبنان خاضعاً له آنذاك، ومع نيل البلد استقلاله (عام 1945) انتقلت ملكية الإذاعة في أبريل 1946 إلى الدولة اللبنانية وأصبح اسمها الرسمي «الإذاعة اللبنانية»، وفي السبعينيات تغير إلى «إذاعة لبنان».

«إذاعة لبنان، وهنا إذاعة لبنان. هكذا تربينا وصغاراً كنا، وهكذا كبرنا. صوت شريف الأخوي، صوت منصور الرحباني وعاصي الرحباني وفيروز. صوت وديع الصافي وسميرة توفيق وصباح. صوت كل الكبار الذين رحلوا والذين لا يزالون معنا. هذا صوت إذاعة لبنان»، قال وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي في احتفال بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيس الإذاعة. وأضاف: «إذاعة لبنان ليست إذاعة تقليدية. هي مدرسة في الإعلام، والفن، والموسيقى، والثقافة. هكذا كانت، وكان ممنوعاً أن تبث عبرها أغان دون المستوى؛ كانت الأغاني تمرّ عبر الامتحان قبل وصولها إلى آذان المستمعين. اليوم الآذان كلها تشهد تشويهاً للأسف لأن أي شخص يكتب كلمتين بإمكانه إصدار أغنية؛ أي إنسان يدفع قرشين بات قادراً على إصدار أغنية. ولكن في النهاية يبقى الأسود أسود ويبقى الأبيض أبيض، وستبقى إذاعة لبنان صورة لبنان البيضاء وسترجع صورة لبنان البيضاء».

Ad

80 سنة من عمر إذاعة لبنان، البعض منها لم يكن جيداً؛ اعترف رياشي، واعداً اللبنانيين بأنها مع حلول 2018 ستغطي 95% من أرض لبنان. وتابع: «نعد اللبنانيين بأن الدراما الإذاعية ستعود إلى إذاعة لبنان في أول فصل الخريف، هذه الدراما التي يفتقدها معظم الإذاعات. سنسمع قصصاً جميلة، وأدباً، وثقافة رفيعة تشبه لبنان».

و«ستجسد إذاعة لبنان نموذج لبنان، لبنان النموذج للعيش المشترك، والحضاري، والتعايش بين المكونات المختلفة التي لا يمكن بعد اليوم أن تستحيل اختلافاتها خلافات»، قال الرياشي.

وختم: «باسم فخامة رئيس الجمهورية الذي كلفني وشرفني أن أمثله في هذا اللقاء، أوجه تحية إلى العاملين في إذاعة لبنان، ليس الآن وحسب، بل منذ 80 سنة إلى اليوم».

في الاحتفال أيضاً، أشار مدير الإذاعة محمد إبراهيم بدوره إلى أن «إذاعة لبنان قفزت قفزات جبارة واستطاعت أن تضاعف من مستمعيها، وأكبر دليل على ذلك مواقع التواصل التي تدخل إذاعة لبنان بعشرات الآلاف يومياً».

أضاف: «مع حلول العام 2018 ستغطي الإذاعة 95% من الأراضي اللبنانية وبدأت الباكورة مع أول بث إرسال في أيطو، في تربل، من أجل تغطية الشمال، وثمة محطتان في الباروك وأخرى في برج رزق لتغطية الساحل اللبناني، وقريباً جداً في الجنوب في جبل صافي، وشمال البقاع».

وسلم مدير الإذاعة وزير الإعلام درعاً تكريمياً عربون شكر وتقدير باسم الاذاعة.

تكريم

تخلّل الاحتفال تكريم السفارة الفرنسية ممثلة بشخص سفيرها الجديد لدى لبنان برونو فوشيه، وكل البعثة الدبلوماسية الفرنسية، لا سيما قسم المرئي والمسموع الذي عمل على إعادة هيكلة إذاعة لبنان العاملة على الموجة 96.2 التي تتشارك الموجة مع «راديو فرانس إنترناسيونال»، ولما بين وزارة الإعلام والسفارة الفرنسية من تعاون وتنسيق في هذا المجال، خصوصاً لجهة دعم السفارة المستمر للإذاعة وللإعلام في لبنان.

وأشار برونو فوشيه إلى أنه «على مدى القرنين الأخيرين كان اللبنانيون على خطوط الدينامية الإعلامية الأمامية؛ في مصر حيث برزوا في أواخر القرن التاسع عشر بين رواد النهضة وولادة الصحافة المكتوبة، في دبي حيث روت شركات الإنتاج اللبنانية محطات التلفزة في العالم العربي، في لبنان حيث تمت صيانة تعددية الآراء بما في ذلك خلال أعوام التاريخ الأحلك».

ولفت إلى «مساهمة القطاع العام وإذاعة لبنان تحديداً في الدفاع عن حرية الإعلام والاستقلالية الضرورية للصحافيين».

وحيا السفير الوزير الرياشي «على مبادرته المتمثلة بالحملة الإعلامية المروجة للتعايش السلمي بين اللاجئين واللبنانيين»، قائلاً: «أظهر اللبنانيون حس الضيافة الكبير عندهم لكنهم بقوا حازمين بشأن عودة اللاجئين الواجبة عندما سيصبح ذلك متاحاً».

بعد ذلك، بدأ تكريم نخبة من فناني العصر الذهبي لإذاعة لبنان مع عرض أفلام وثائقية عن مسيرتهم الفنية وهم: صباح، وملحم بركات، وفيروز، وزكي ناصيف، وسميرة توفيق، ووديع الصافي، ونصري شمس الدين، وفيلمون وهبي، ونجاح سلام، وسامي صيداوي، وحليم الرومي، ورياض شرارة، وشريف الاخوي، وتوفيق الباشا، ووجدي شيا، وفاضل سعيد عقل.

وتخللت الاحتفال مقطوعات موسيقية بقيادة المايسترو ايلي العليا، ومعزوفات لغي مانوكيان وجهاد عقل، وأغان بصوت سندي لطي.