بعد يوم من إقرار البرلمان زيادة ميزانية تطوير برنامج الصاروخي، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، من أن بلاده قد تنسحب "خلال ساعات" من "الاتفاق النووي" الذي تم التوصل إليه في 2015 مع مجموعة (5+1) إذا واصلت الولايات المتحدة سياسة "العقوبات والضغوط".

وانتقد روحاني، في كلمة بمجلس الشورى مع بدء جلسات مناقشة تشكيلته الحكومية للتصويت عليها، نظيره الأميركي دونالد ترامب، معتبرا أنه أثبت للعالم أنه "ليس شريكا جيداً لإيران أو حتى لحلفاء الولايات المتحدة".

Ad

وأكد الرئيس المحسوب على التيار الإصلاحي أن طهران مستعدة للانسحاب من الاتفاق، إذا أصرت واشنطن على عقوباتها. وتابع: "أولئك الذين يريدون العودة إلى لغة التهديد والعقوبات هم أسرى أوهام الماضي". وقال: "إن أرادوا العودة إلى هذه التجربة، فسوف نعود بالتأكيد وخلال فترة قصيرة لا تعد بالأسابيع والأشهر، بل في غضون ساعات وأيام، إلى وضعنا السابق، ولكن بقوة أكبر بكثير".

غير أن روحاني شدد على أن بلاده تفضل التمسك بالاتفاق الذي اعتبره "نموذجا لانتصار السلام والدبلوماسية على الحرب والسياسة الأحادية"، مشيرا في المقابل إلى أن هذا التمسك ليس "الخيار الوحيد".

واعتبر أن ترامب أثبت انه ليس شريكا يمكن الوثوق به، وقال "في الأشهر الأخيرة، شهد العالم على أن الولايات المتحدة، إضافة إلى إخلالها المتواصل والمتكرر بوعودها المدرجة في الاتفاق النووي، تجاهلت عدة اتفاقات دولية أخرى، وأظهرت لحلفائها أنها ليست شريكا جيداً ولا مفاوضا جديرا بالثقة". وأشار إلى قرارات ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ واتفاقات التجارة الدولية.

مداولات وتبرير

وسعى روحاني إلى تبرير عدم توزير النساء، قائلا "أردت تعيين 3 نساء في مناصب وزارية، ووقع الاختيار عليهن وتم تحديد حقائبهن، إلا أن الأمر لم يتم"، من دون إيضاح الأسباب التي يرجح أن تكون معارضة التيار المتشدد والمرشد الأعلى علي خامنئي.

وأضاف الرئيس: "على كل الوزراء تعيين نساء في مناصب عليا، وخصوصا تعيين نساء مستشارات ونائبات".

ودافع عن تشكيلته الحكومية، مشيرا إلى اختياره محمد جواد آذري جهرمي (35 عاما) وزيرا للاتصلات وتكنولوجيا المعلومات، منوها بـ "أول تجربة لنا باختيار وزير من الشباب، شخص نشأ بعد الثورة".

وحقق روحاني، رجل الدين الإصلاحي (68 عاما)، فوزا مدويا بولاية ثانية في مايو الماضي، بفضل دعم الإصلاحيين الذين أيدوا دعوته إلى تعزيز الحريات المدنية والمساواة.

واعتبر كثيرون أن روحاني خذلهم بعدم تعيين نساء في مناصب وزارية، ورأوا أنه خضع لضغوط المحافظين، على الرغم من تعيينه نائبتين للرئيس ومستشارة خاصة، وهي مناصب لا تحتاج إلى ثقة البرلمان.

فقر وغزل

وتعهد روحاني بالقضاء على الفقر المدقع عبر إصلاحات هيكلية، معتبرا أن معركة مكافحة الفساد شرطا مطلقا للتقدم والعدالة الاجتماعية.

وخلال شرحه لنهج تشكيلته الوزارية، غازل الرئيس الإيراني الأقلية السنية بطلبه من وزير الداخلية ضرورة الاستفادة منهم في المناصب على كل المستويات والمسؤوليات من أجل "تعزيز الانسجام الوطني".

ووعد روحاني بأن تكون من أولويات وزارة الداخلية الاهتمام بمراعاة حقوق المواطنة والاستفادة من المجلس الاجتماعي ودور الأحزاب والأديان والمذاهب، ومكافحة تهريب المخدرات والسلع، والتوجه التنموي الاقتصادي، وإدارة الأزمات التي تتعرض لها البلاد في بعض الأحيان.

صدام الخليج

على صعيد منفصل، رفض "الحرس الثوري" انتقادات أميركية أشارت إلى أن طائرة إيرانية من دون طيار حلقت بصورة غير آمنة قرب حاملة طائرات في مياه الخليج، كما دافع عن حقه في تنفيذ مهام دوريات جوية فوق المياه.

وقال الحرس، في بيان اليوم الأول، إنه ينفذ "مهام دوريات جوية في منطقة تمييز الدفاع الجوي الخاصة بإيران يوميا ووفقا للضوابط الحالية".

واعتبر الحرس الإيراني أن الولايات المتحدة لا تملك "أنظمة تمييز واستطلاع تتمتع بالكفاءة". وشكا مسؤولون أميركيون مرارا من الاحتكاك غير الآمن وغير الاحترافي بين القوات البحرية الأميركية والإيرانية هذا العام.

تنسيق تركي

إلى ذلك، بدأ رئيس الأركان محمد باقري، أمس، زيارة إلى تركيا لبحث الأزمة السورية واستفتاء الأكراد للاستقلال عن العراق، الذي يواجه برفض من طهران وأنقرة.

وفي سلسلة لقاءات "غير مسبوقة"، التقى باقري نظيره التركي خلوصي أكار، وبعده وزير الدفاع نورالدين جانكاي، ثم الرئيس رجب طيب إردوغان، مؤكدا قبل وصوله إلى أنقرة إن "الزيارة ضرورية من أجل مشاورات أفضل وتعاون أفضل حول مختلف الرهانات العسكرية الإقليمية المتعلقة بأمن البلدين والأمن على الحدود ومكافحة الإرهاب".

واعتبرت تقارير إيرانية أن الزيارة تمثل منعطفا في العلاقات الثنائية، كما نقلت عن مصدر دبلوماسي تركي يشدد على رغبة البلدين في التعاون حول الملفين السوري والعراقي.