عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمرة الأولى منذ تنصيبه في يناير، إلى مقره في نيويورك "ترامب تاور"، وسط تظاهرات حاشدة للغاضبين من موقفه من أحداث شارلوتسفيل.

وبعد زيارة قصيرة إلى البيت الأبيض، أمس الأول، في واشنطن، عاد ترامب الى مكان إقامته الشهير في مانهاتن، حيث سيقيم بضعة أيام. وسيتوجه بعد ذلك الى نادي الغولف الذي يملكه في بدمينستر في ولاية نيو جيرسي، التي تبعد نحو 70 كلم الى الغرب، لاختتام عطلته الصيفية الأولى كرئيس.

Ad

وخرج مئات المحتجين في تظاهرات قبيل وصوله أمام البرج في المدينة التي لا يتمتع فيها ترامب بشعبية على الإطلاق، والتي تصوّت الغالبية الساحقة من سكانها لمصلحة الحزب الديموقراطي، هاتفين: "ترامب العنصري يجب أن يرحل"، في إشارة الى أعمال العنف في شارلوتسفيل، بولاية فيرجينيا، والتي تسببت بمقتل امرأة في عملية دهس نفذها ناشط مؤيد للفاشية الجديدة، بسيارة، ضد ناشطين مناهضين للعنصرية.

وأعلن الرئيس الأميركي عودته، عبر تغريدة على حسابه على موقع "تويتر"، وكتب: "أشعر بالراحة لوجودي في منزلي، بعد سبعة أشهر، لكن البيت الأبيض هو مكان مميز وفريد جدا (...) وفي الحقيقة أن الولايات المتحدة كلها هي منزلي". وواجه ترامب انتقادات لاذعة لعدم إدانته فورا، وبالاسم، منظمات اليمين المتطرف، إلا أنه بدّل لهجته أمس الأول، منددا "بأعمال العنف العنصرية"، ومنتقدا العنصريين المؤيدين لتفوق البيض.

وقال في إعلان مقتضب من البيت الابيض الذي وصله في وقت باكر أمس الأول للقاء معاونيه، إن "العنصرية هي الشر. والذين يثيرون العنف باسمها مجرمون وقطاع طرق، بما فيهم (جماعة) كو كلوكس كلان والنازيون الجدد وأنصار تفوق العرق الأبيض، وغيرهم من الجماعات الحاقدة، التي تبغض كل ما يعز علينا كأميركيين".

وتابع ان "كل من قام بأعمال إجرام اثناء اعمال العنف العنصرية في نهاية الاسبوع سيحاسب على أفعاله أمام القانون، وسيتم إحلال العدالة"، مضيفا: "مهما كان لون بشرتنا، كلنا نعيش تحت سقف القوانين نفسها ونؤدي التحية للعلم نفسه".

لكنّ تصريحات ترامب الأخيرة لم تكن كافية لتهدئة المتظاهرين. وأوقفت الشرطة على الأقل متظاهرة أمام متجر برادا، في حين تجمع محتجون غاضبون حول عناصر الشرطة الذين قاموا بتوقيفها وهم يصرخون: "من تخدمون؟".

وبالرغم من ترويجه للصناعات الأميركية، أعلن مسؤولان تنفيذيان آخران استقالتهما من مجلس التصنيع التابع لترامب، في أعقاب الانتقادات الموجهة إليه، بسبب عدم إدانته لدور القوميين البيض المتطرفين والعنصرية في أعمال العنف.

وبعد ساعات على إدانته للأحداث والعنصريين، أعاد ترامب تغريدة الناشط في اليمين البديل جاك بوسبيك، الذي روج لقصة "بيتزا غيت" المفبركة، والتي اتهمت المرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون بالضلوع في فضيحة استغلال جنسي لأطفال كان مقرها مطعم بيتزا في واشنطن.

وغرد بوسيك بتغريدة تحدث فيها عن ارتفاع معدل الجريمة في شيكاغو ذات الغالبية من السكان السود، واتهم في وقت سابق معارضي ترامب بالقيام بحادثة تشارلوتسفيل. ومن المعروف عنه أنه مروج للأخبار الكاذبة والتشكيك بمعارضي ترامب، وهو مؤلف كتاب "مواطنون من أجل ترامب". كما حذف ترامب تغريدة لمغرد وصفه بالفاشي، بعد أن أعاد تغريدها. من جانبه، وصف مدير الاتصالات السابق في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي ترامب بأنه شخص حنون، لكن كان ينبغي أن يدين النازيين الجدد في أول بيان له عن العنف في ولاية فرجينيا.

وقوبل سكاراموتشي، الذي أقاله ترامب من منصبه، بصيحات استهجان أكثر من هتافات الاستحسان، عندما دخل عرين الأسد، على حد قوله، بظهوره في برنامج المذيع الليبرالي ستيفن كولبرت.

وأقيل سكاراموتشي بعد عشرة أيام فقط من توليه المنصب بسبب مقابلة مع صحيفة (ذا نيويوركر) استخدم فيها عبارات بذيئة. وتفادى أسئلة عن استحقاق ترامب للوم لأنه لم يشجب النازيين الجدد والقوميين البيض، بعد مسيرة قتلت فيها امرأة يوم السبت في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا. كما أدانت شركة تيكي الأميركية مصنعة المشاعل التي تستخدم في إضافة الأفنية الخلفية، استخدام المشاركين لمنتجاتها في مسيرة لمؤيدي تفوق العرق الأبيض في الولايات المتحدة مطلع هذا الأسبوع.

وتعبيرا عن غضبهم، قام محتجون مناهضون لسيادة البيض بإسقاط تمثال كونفدرالي في ولاية نورث كارولينا. وذكرت تقارير إخبارية محلية أميركية أن محتجين في مدينة دورهام أسقطوا تمثالا يعود لعام 1924 لجندي يمثل القوات التي قاتلت من أجل الولايات الجنوبية خلال الحرب الأهلية الأميركية. ويقول معارضو نصب الكونفدرالية إنها تمثل الفصول الأكثر ظلاما في التاريخ الأميركي، عندما كان الرق قانونيا والعنصرية هي العرف.