في مدخل أحد الفنادق ذات النجوم الخمس، في مدينة شرم الشيخ الساحلية على البحر الأحمر، توقفت خمس ساعات معلقة على الحائط، أعلى رأس موظفي الاستقبال في الفندق، وهي ساعات كانت يوماً ما تشير إلى توقيت عدة مدن أوروبية وأميركية، في حين باتت الساعة الوحيدة العاملة هي التي تعبر عن التوقيت المحلي لمصر، بعدما أصبح معظم نزلاء الفندق من المصريين، سواء في الرحلات التي تنظمها شركات السياحة أو من خلال مواقع الحجز الإلكتروني، التي باتت تسجل أسعاراً خاصة للمصريين والمقيمين تختلف قليلاً عن الوافدين.

وعلى الرغم من أن نسبة الإشغالات تتجاوز 50 في المئة في معظم فنادق المدينة فإن الفنادق التي كانت تعتمد على السياحة الروسية باتت تعتمد بشكل أكبر من أي وقت مضى على المصريين، الذين يقضون إجازات شاملة الإقامة والوجبات والمشروبات مقابل أسعار أقل بكثير من أماكن أخرى.

Ad

متوسط الإقامة في فندق 4 أو 5 نجوم مدة 4 أيام يتراوح بين 1500 و2000 جنيه مصري (الدولار يساوي 17.75 جنيها) باستثناءات قليلة لفنادق مازالت تحتفظ بأسعارها وفي نفس الوقت لا تزيد نسبة إشغالها على 30 في المئة وتعتمد على نوعية محددة من السائحين.

في مطعم الفندق وضعت الإدارة مجموعة لافتات باللغتين العربية والإنكليزية، تنصح الضيوف بألا يأخذوا من البوفيه المفتوح سوى ما يستطيعون تناوله فقط، مع التشديد على عدم السماح بخروج الطعام خارج المطعم، وتغريم من يقوم بذلك قيمة الأكل وكذلك تغريم من يترك كميات كبيرة في الطبق الخاص به بعدما وصلت كميات الهدر من الطعام إلى مستوى غير مسبوق.

محمود (الشاب العشريني) يضع اللحوم للضيوف في الأطباق، بكميات محددة، لا يرفض من يطلب زيادة، لكن يطالب الأطفال بإنهاء أطباقهم أولاً والعودة، إذا أرادوا، مجدداً، في حين يقف متحسراً على نوعية الضيوف.

ويقول محمود لـ«الجريدة»: «صندوق البقشيش الخاص بالمطعم لا نجد فيه سوى أقل من 100 جنيه أسبوعياً، ونادراً ما نجد عملات أجنبية على عكس فترات سابقة، كنا نجد فيه بقشيشاً بالعملات الأجنبية»، مؤكداً أن الضيوف الموجودين في الفندق ليس لهم علاقة بالسياحة حتى الأجانب القادمون من أوكرانيا يفتقدون أصول اللياقة.

طارق أحد المديرين المسؤولين بالفندق يقول إن نسبة الإشغال من السائحين الأوكرانيين هي الأكبر، وأضاف: «نوعية السائحين الموجودين باتت تستنزف موارد الفندق الذي لم يعد يحقق أرباحاً نتيجة استهلاك السائحين الموجودين كميات كبيرة من الكحوليات».

ويوضح طارق، الذي يعمل بالسياحة منذ أكثر من 20 عاماً، أن نسب إشغال المصريين باتت هي المتحكِّم الرئيسي في زيادة نسبة الإشغال بالفندق، مشيراً إلى أن السياح لا تتجاوز نسبة إشغالهم في الفندق أكثر من 20 في المئة ومعظمهم من العرب والأوكرانيين الذين يأتون لرخص التكلفة.