• هل حدث تغيير في السياسة المصرية بإفريقيا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- طبعا، حدث تغيير إيجابي، إذ أصبح الدور المصري، عقب تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم، فعالا في القارة الإفريقية، بعد فترة انكماش أدت إلى شكل من أشكال العلاقات غير المعهودة، شهدت تمرد دول أعالي النيل على مصر والسودان، ضمن ما سمي بـ»اتفاقية عنتيبي»، ثم بناء «سد النهضة» الإثيوبي.وبمجرد استلام السيسي السلطة عام 2014 كانت أول زيارة له للقارة الإفريقية، وشارك في قمة «ملابو»، ووقع على اتفاق «إعلان المبادئ الثلاثي» لحل أزمة سد النهضة، ثم عادت مصر لممارسة أنشطتها في «الاتحاد الإفريقي» مجددا.• كيف ترى الجولة الإفريقية الحالية في تنزانيا ورواندا والغابون؟
- جيدة جدا، فرواندا وتنزانيا من دول حوض النيل، كما أن الغابون دولة مهمة في وسط إفريقيا، كما أنها مهمة في «تجمع دول الساحل والصحراء»، حيث تقود مصر مكافحة الإرهاب في القارة، وشهد الأمر دعوة دول الساحل والصحراء إلى شرم الشيخ، «مارس 2016»، حيث تم الاتفاق على استراتيجية لمواجهة الحركات الإرهابية في هذه المنطقة الواسعة.• ما أبرز التحديات التي تواجه السياسة المصرية في افريقيا؟
- زيادة التغلغل الأجنبي في المنطقة، خاصة منطقة شرق افريقيا والقرن الافريقي، وهناك محاولات للسيطرة على مضيق باب المندب والمدخل الجنوبي للبحر الأحمر، لذلك أقامت العديد من الدول الأجنبية قواعد عسكرية على الساحل الشرقي لافريقيا، خاصة في الصومال وجيبوتي لحماية الممرات الملاحية، وعدم وجود تنسيق بين مصر والدول العربية، خاصة بعض الدول الخليجية، في هذه المنطقة للاتفاق على استراتيجية محددة من الناحية الأمنية والاقتصادية، فضلا عن التغلغل الإسرائيلي الذي يستفيد من كل ما يخرب العلاقات المصرية الإفريقية.وأخيرا هناك أزمة «سد النهضة» التي لم تصل مصر إلى أي نتيجة بخصوصها، على الرغم من اختراق مصر للأزمة جزئيا، بتوقيع «اتفاق إعلان المبادئ الثلاثي» في مارس 2015.• ماذا عن علاقات مصر بدول حوض النيل والقرن الإفريقي؟
- أفضل نسبيا عن الفترة الماضية فيما عدا الجانب الإثيوبي الذي لا يُخفي أبدا مراوغته في مسألة سد النهضة، أما دول القرن الافريقي، الصومال وجيبوتي فهما دولتان عربيتان إفريقيتان، والمؤسف أن العرب أهملوا الصومال لفترة طويلة، حتى وصل الأمر بها إلى التفتت، وهناك جماعات إرهابية تعمل بشكل كبير فيها، وعدم حل هذا الوضع في إطار عربي أولا وإفريقي ثانياً سيسمح باستمرار الأزمة.• برأيك، ما سبب التشدد الاثيوبي في مسألة السد؟
- الدعم الغربي والإسرائيلي لها، فإسرائيل تساند الجانب الإثيوبي ومن ورائها الولايات المتحدة الأميركية حتى لو كان بشكل غير رسمي، وبعض الدول الأوروبية، خاصة شركاء «الإيجاد»، لها مصلحة في مساندة إثيوبيا، وإسرائيل هي التي طورت تصميمات سد النهضة لزيادة السعة التخزينية من 14 مليار متر مكعب إلى 74 مليارا.• هل على مصر توقيع «معاهدة عنتيبي»؟
- لو تم النص على بند الحقوق التاريخية للدول واستخداماتها في الاتفاقية فيجب التوقيع، أما إذا لم ينص على ذلك صراحة فمصر ليس لها مصلحة في التوقيع على «عنتيبي».• ماذا عن العلاقات الخليجية مع دول حوض النيل والقرن الافريقي؟
- بعض دول مجلس التعاون الخليجي، كالسعودية والإمارات والكويت وقطر، لها استثمارات، لكن يجب على دول الخليج التنسيق مع مصر في جهودها الاقتصادية والاستثمارية بدول حوض النيل والقرن الافريقي، لأن الهدف من «سد النهضة» والمشروعات التي ستعتمد عليه، وبينها بعض السدود الأخرى، هو إضعاف مصر، وهذا ليس في مصلحة الدول الخليجية والعرب.