درس خصوصي
لم يتعرض «بوعدنان» في حياته لما يفرقنا شيعة وسنة، بدوا وحضرا، ولم ينتحل شخصية ولاة الله في الأرض يكفّر من يشاء ويزكي من يشاء للجنان، ولم يتعدَّ على أموال الناس، وأبدع في عمله وأفنى حياته في تقديم فنه إلى آخر أيام حياته.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
اتحد الكويتيون جميعا بالحزن وبالتصدي لأي إساءة وهو أمر لا يتكرر كثيرا، بل نادر الحدوث في الآونة الأخيرة، والسبب ببساطة هو رجل جمع ولم يفرق، نشر الفرح وغرس الضحك، تعامل مع الناس كل الناس بأنهم بشر دون تمييز أو تفضيل.إذا نحن أمام نموذج واقعي وصادق نجح في توحيد الناس صفا واحدا بمشاعر صادقة لا تزلف فيها ولا نفاق، وما أفهمه بأن الناجح يجب أن نسعى إلى تعميمه ونشره لتحقيق الهدف المأمول وهو الصف الواحد المتحد.لم يتعرض "بوعدنان" في حياته لما يفرقنا شيعة وسنة بدوا وحضرا، ولم ينتحل شخصية ولاة الله في الأرض يكفّر من يشاء ويزكي من يشاء للجنان، ولم يتعدَّ على أموال الناس، وأبدع في عمله وأفنى حياته في تقديم فنه إلى آخر أيام حياته، فكانت تلك الخلطة الناجحة التي جعلتنا بهذه الصورة البهية التي نحن عليها منذ مساء الجمعة الماضي إلى اليوم.إذاً فهو يقدم لنا برحيله أعظم درس مستفاد وإن كان ثمنه غالياً جدا على نفوسنا إلا أنه الدرس الناجح كما نراه على أرض الواقع، فلا متاجرة بالدين ولا تفرقة، بل إخلاص في العمل وهو ما نحتاجه لكي نكون صفا واحدا، وما علينا سوى التمسك بهذا الدرس بل محاربة من لا يسير وفقه كما عملنا في الأيام القليلة الماضية، وأن يكون هذا منهج حياتنا لا مجرد رد فعل مؤقت يتزامن مع مصيبة تحل علينا.