الرياض تنفي طلب أي وساطة مع طهران وتدعو العالم لردعها

● واشنطن ترفض ابتزاز إيران و«تحصين» الاتفاق النووي
● «الحرس الثوري» يسعى لاتفاق حدودي مع تركيا

نشر في 16-08-2017
آخر تحديث 16-08-2017 | 21:00
حجاج سوريون من إدلب بانتظار مغادرة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا للتوجه إلى مكة المكرمة أمس (أ ف ب)
حجاج سوريون من إدلب بانتظار مغادرة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا للتوجه إلى مكة المكرمة أمس (أ ف ب)
نفت الرياض بشكل حاسم طلبها أي وساطة بأي شكل كان مع طهران وطالبت دول العالم بالعمل على ردع تصرفات النظام الإيراني العدوانية، في حين أكدت واشنطن أنه لا يمكن السماح لإيران باستخدام الاتفاق النووي لـ«احتجاز العالم رهينة» أو أن تمنح حصانة للاتفاق تجعله أكبر من أن يفشل.
لم تكتف السعودية بتراجع وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عن تصريحات ادعى فيها طلب المملكة من بغداد التوسط من أجل تخفيف التوتر مع إيران، بل نفت نفياً قاطعاً طلبها أي وساطة «بأي شكل كان»، ودعت دول العالم إلى العمل على «ردع طهران عن تصرفاتها العدوانية».

وفي تصريح مكتوب نشرته وكالة الأنباء الرسمية «واس»، قال مصدر سعودي مسؤول، إن «ما تم تداوله من أخبار بهذا الشأن عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً»، مجدداً الاتهامات لطهران بـ«نشر الإرهاب وتمسك المملكة بموقفها الثابت الرافض لأي تقارب بأي شكل كان مع النظام الإيراني، الذي يقوم بنشر الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم ويتدخل بشؤون الدول الأخرى».

وذكر المصدر أن «المملكة ترى أن النظام الإيراني لا يمكن التفاوض معه، بعد أن أثبتت التجربة الطويلة أنه نظام لا يحترم القواعد والأعراف الدبلوماسية ومبادئ العلاقات الدولية، ويستمرئ الكذب وتحريف الحقائق». وشددت السعودية على «خطورة النظام الإيراني وتوجهاته العدائية تجاه السلم والاستقرار الدولي».

ولفت المصدر إلى أن بلاده «تهيب بدول العالم أجمع العمل على ردع النظام الإيراني عن تصرفاته العدوانية، وإجباره على التقيد بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والأنظمة والأعراف الدبلوماسية».

رفض أميركي

إلى ذلك، أكدت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أنه يجب على إيران أن تتحمل المسؤولية عن «تجاربها الصاروخية ودعمها للإرهاب وتجاهلها لحقوق الإنسان وانتهاكاتها لقرارات مجلس الأمن الدولي».

وقالت هايلي في بيان، إنه «لا يمكن السماح لإيران باستخدام الاتفاق النووي لاحتجاز العالم رهينة. ويجب ألا يصبح الاتفاق أكبر من أن يفشل»، مضيفة أن العقوبات الأميركية الجديدة ليس لها صلة بالاتفاق النووي مع طهران.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأميركية رداً على تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق، أمس الأول، بأن بلاده قد تنسحب من الاتفاق مع الدول الكبرى «خلال ساعات» إذا فرضت الولايات المتحدة أي عقوبات جديدة عليها.

وستتوجه هايلي إلى فيينا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن الأنشطة النووية لإيران مع مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار مراجعة واشطن لمدى التزام طهران بمبادئ الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه عام 2015.

تخوف روسي

في المقابل، أبدت روسيا تخوفها من إمكانية انسحاب طهران من الاتفاق النووي، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إنه يأمل في ألا تنسحب إيران من الاتفاق الذي أبرمته مع قوى عالمية لكبح أنشطتها النووية مقابل رفع معظم العقوبات المفروضة عليها.

وأضاف لافروف إنه يأمل ألا تنتهك الولايات المتحدة تعهداتها بموجب الاتفاق. وقال تعليقاً على العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على إيران في الآونة الأخيرة: «أعتقد أن العقوبات أحادية الجانب. إجراءات غير مسؤولة من الممكن أن تقوض التوازن الذي جرى تحقيقه».

وبينما يواصل رئيس الأركان الإيراني محمد باقري زيارة إلى أنقرة يلتقي خلالها الرئيس رجب طيب إردوغان للتنسيق بشأن ملفي سورية والعراق ومواجهة استفتاء أكراد العراق على استقلال «إقليم كردستان»، أكد مسؤول العلاقات العامة في قوات الحرس الثوري الإيرانية اللواء رمضان شريف أن الحرس يعمل على التوصل إلى اتفاق جيد مع تركيا لضمان أمن الحدود المشتركة، لاسيما الحدود الغربية والشمالية.

ونقلت وكالة (إرنا) عن شريف القول، إن «الجماعات الإرهابية تحاول الإخلال بالأمن على الحدود المشتركة بين إيران وتركيا في غرب وشمال غرب البلاد».

الحرية الدينية

على صعيد منفصل، وجه وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون جملة انتقادات لحلفاء الولايات المتحدة، ومنهم السعودية والبحرين وتركيا وباكستان معتبراً أنهم لم يلتزموا بمبادئ الحرية الدينية في 2016.

وفي أول تقرير لوزارة الخارجية في عهد الرئيس دونالد ترامب عن الحريات الدينية بموجب قانون أقره «الكونغرس» في 1998 اتهم تيلرسون أمس الأول تنظيم «داعش» بارتكاب إبادة جماعية ضد الأقليات الدينية في العراق وسورية.

واعتبرت الخارجية البحرينية أن تصريحات تيلرسون «غير مناسبة وتكشف عن سوء فهم عميق للحقائق»، داعية نظيرتها الأميركية إلى «التواصل المباشر والرسمي حيال هذه المواضيع وتقصي الحقائق بدقة».

وشددت الوزارة على أن تاريخ البحرين متسم بالتعايش والانسجام الديني وأن بحرينيين من مختلف الطوائف، بمن فيهم الشيعة، يشغلون مناصب حكومية ويعملون قضاة ودبلوماسيين وفي مهن أخرى.

إيران والصين

وشملت انتقادات وزير الخارجية الأميركي إيران والصين. وأوضح تيلرسون أن طهران تستهدف الأقليات الدينية ومنهم البهائيون والمسيحيون وإنها أعدمت 20 شخصاً في 2016 بتهم منها «محاربة الله»، مشيراً إلى أن حكومة بكين تعذب وتسجن الآلاف بسبب ممارستهم معتقداتهم الدينية وتستهدف أعضاء حركة فالون غونغ ومسلمي الويغور والبوذيين في التيبت.

وبينما اتهم الوزير أيضاً حكومة السودان باعتقال وترهيب رجال الدين المسيحيين ومنع بناء الكنائس وهدم كنائس قائمة، ردت الصين على انتقادات تيلرسون بأن الولايات المتحدة ليست مثالية ويجب أن تهتم بشؤونها الخاصة بدلاً من أن تطلق اتهامات لا أساس لها، ووصفت الخارجية الإيرانية التقرير بأنه مغرض وطالبت واشنطن بحماية حقوق المسلمين على أراضيها.

تيلرسون يوجه جملة انتقادات لأبرز حلفاء واشنطن بشأن الحريات الدينية
back to top