تنفيذاً لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وصل جثمان فقيد الفن الكويتي والخليجي والعربي عبدالحسين عبدالرضا إلى المطار الأميري على متن طائرة أميرية من مطار هيثرو في لندن، وذلك في الـ9.25 من صباح أمس، حيث كان في استقبال الجثمان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، والفنانون جاسم النبهان وطارق العلي والبحريني أحمد الجميري والمطرب عبدالله الرويشد وعدد من الفنانين الشباب وأفراد أسرة الفقيد.وكان يرافق الجثمان من لندن نجل الفقيد بشار، والفنانان داود حسين وباسم عبدالأمير، ومدير أعمال الراحل حسن السلمان وغيرهم.
وانتهت إجراءات خروج الجثمان من المطار بسهولة ويسر، نظراً للاستعداد الكبير الذي اعد لتسهيل مهمة اسرته ومرافقيه الذين انتظروا طويلا في لندن للانتهاء من اجراءات نقله على الطائرة الاميرية، والتي استغرقت 5 أيام، بعدما فاضت روح الفقيد إلى بارئها يوم الجمعة الماضي. ثم انتقل جثمان الفقيد مباشرة من المطار إلى المقبرة الجعفرية لإتمام التجهيز لدفنه.
رسالة وطنية
ومن المطار، وعقب استقباله جثمان الفنان الراحل عبدالرضا، صرح الوزير العبدالله أمس بأن "الفقيد أفنى حياته في خدمة الكويت وبث رسالة وطنية سامية"، مبيناً أن "ما قام به المواطنون تجاه المرحوم يمثل رد جميل له على سنوات طوال من الأعمال الفنية التي قدمها طيلة حياته، أمتع فيها الجمهور". وأضاف العبدالله أن "الفنان الراحل ذهب بجسده، لكن أعماله وأفكاره باقية في الوجدان"، داعياً المولى، عز وجل، أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.من جانبه، أعرب بشار نجل الفنان الراحل عن شكره وتقديره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد على مبادرته السامية بنقل جثمان والده على متن طائرة أميرية واهتمامه المتواصل به وبوالده، معبرا كذلك عن الشكر والامتنان على حسن الاستقبال وتسهيل كل الإجراءات المتعلقة بنقل جثمان و"الوفاء قوبل بالوفاء".وعن ردة الفعل التي صاحبت وفاة الفنان الراحل، ذكر أن "هذا الأمر ليس بغريب على أهل الكويت والوطن العربي بعدما أفنى الراحل حياته في إسعادهم على مدى خمسين عاما"، مبينا أن هذه اللفتة الكريمة خففت من ألم الفراق.الابتسامة الأخيرة
بدوره، قال الفنان داود حسين إن الراحل الكبير ترك أعمالا فنية خالدة ستبقى في ذاكرة الجميع، وهذا سبب حالة الحزن التي عمت محبيه سائلا المولى عز وجل ان يلهم ذويه الصبر والسلوان، لافتاً إلى أن الفنان الراحل كان في آخر نظرة معه في المستشفى "مبتسما" وقد كان دائم الابتسامة حتى في آخر لحظات حياته.وأضاف حسين أن الراحل كان بمنزلة الأب الناصح له في مختلف المجالات وله مواقف مشهودة مع كل الفنانين والإعلاميين، مشيرا إلى أن الراحل كان أيضا دائم النصح للجميع وحريصا على العطاء والتفاني في العمل.نموذج وقدوة
وعبر الفنان جاسم النبهان عن حزنه العميق لرحيل عملاق الفن في الكويت الذي كان نموذجا وقدوة سواء على المستوى الفني او الانساني مع التزامه بالحضور والتواصل مع كل ابناء جيله، كما كان موجها وناصحا لكل الاجيال الواعدة التي تعامل معها عبر اعماله الفنية سواء المسرحية او التلفزيونية.وطالب الذين احزنهم هذا المصاب الكبير بان ينتهجوا نهجه ويسيروا على دربه في تقديم الفن الملتزم صاحب الرسالة التي تضم ولا تفرق، تقرب ولا تبعد، داعياً ان يمن الله عليه برحمته ويسكنه فسيح جناته بقدر اسعاده لجمهوره الكبير والواسع الذي يمتد باتساع الوطن العربي الكبير ويمنح اسرته وذويه وأحبابه ورفاقه وتلاميذه الصبر والسلوان.من جهته، أكد الفنان باسم عبدالأمير أن دعاء الناس من كل الدول للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا بأن يتغمده الله تعالى برحمته ويسكنه فسيح جناته دليل المحبة الصادقة من الناس، مبيناً أن الفنان الراحل كان كثيرا ما يوصي بالوفاء والمحبة للوطن وضرورة العمل على نهضته والمحافظة عليه فهو لم يكن فقط فنانا تمثيليا بل إنسان محب لوطنه أيضا.فاجعة
أما الفنان طارق العلي، فرأى أن الفاجعة هي أن تفقد فنانا كبيرا مثل عبدالحسين عبدالرضا بكل ما يعنيه اسمه وإرثه الفني الكبير، معربا عن الشكر والتقدير للقيادة السياسية على المبادرة السامية بنقل الجثمان إلى أرض الوطن بالطائرة الأميرية.وأضاف العلي أنه يشعر بالفخر بأن مسؤولين في الدولة، وعلى رأسهم الوزير الشيخ محمد عبدالله، كانوا في مقدمة الحضور لاستقبال جثمان الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، مشيراً إلى أنه برحيل فنان بهذه القامة والمكانة فقد الفن الكويتي والخليجي والعربي عمودا من أعمدته، لكن هناك أجيالا من الشباب الفنانين نهلوا من معين الجيل الفني الكبير، وسوف يسيرون على خطاهم للحفاظ على الفن الكويتي الأصيل".من ناحيته، وصف الفنان مشاري البلام "بوعدنان" بأنه شخصية غير عادية، بل شخصية فنية أبوية قام باحتضان الكبير والصغير، "وأعطى من خبرته ولم يبخل بشيء علينا، ولم يبخل علينا فنياً أو إنسانياً، ووقف معنا في كل الأحوال، وهذا اليوم الذي نحن فيه هو ثمرة جناها الراحل الكبير بعد كل ما زرعه في الدنيا".من ناحيته، قال الفنان الإماراتي حبيب غلوم: "نحن أقل شيء نقدمه لهذا الفنان الكبير هو الحضور إلى الكويت والمشاركة في مراسم الدفن، ونقدم التعازي والقيام بالواجب"، مشيراً إلى أن الراحل فنان كبير وقام بتعليم الفنانين المسرح، وهو الذي حبب أهلنا في مجال الفن، وحظي باحترام الناس.ذاكرة الأجيال
قال الفنان القدير محمد المنصور بعد تشييع الراحل: "عبدالحسين ذهب جسداً، لكن روحه ستبقى معنا، كذلك أعماله الفنية، سواء المسرحية أو التلفزيونية أو الإذاعية أو الأوبريتات ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال، وهذه الابتسامة والضحكة ستظل إلى أبد الآبدين، الله يرحمه ويصبر أهله ويصبرنا".الكوميديا الهادفة
كما قال الكاتب والفنان القدير عبدالرحمن الصالح: "يتوقف القول وتموت الكلمات، بوعدنان أخ وصديق وعشرة عمر بيننا، وعندما أريد أن أتحدث عنه أحس أن الكلمات تهرب مني، ولكن أقول إن لفقده أثرا ليس على الكويت فقط بل الخليج والوطن العربي، بحيث افتقدوا ابتسامة كانت ترسم على كل الوجوه، وبرحيل بوعدنان أعتقد أن الكوميديا الهادفة التي تخدم الوطن انتهت، ولم يبق في الساحة إلا التهريج".التواضع والفن
بدوره، قال الفنان القدير عبدالرحمن العقل: "عظم الله أجرنا وأجر أهل الكويت وكل من يحبهم، وعسى أن يصبرنا وكل محبي عبدالحسين عبدالرضا على فراقه، هذا الإنسان رمز للأخلاق والأدب والتواضع والفن، إنه إنسان لن يتكرر، لكن هذا قضاء الله، اللهم لا اعتراض، نطلب له الدعاء بالمغفرة والرحمة، ونسأل أن يغمد روحه الجنة".أما الكاتب والمخرج بدر محارب فقال: "أتقدم بخالص العزاء لأسرة الفقيد، وللأسرة الفنية في الكويت والخليج والعالم العربي، ولكل من عشق فن الفنان الراحل، وعزاؤنا الوحيد رغم أنه رحل بجسده، أنه لايزال حاضراً بأعماله وحواراته وبجمله وقفشاته ومشاهده، وأعماله الفنية التي استمرت على مدى 56 سنة، ولانزال نشاهدها إلى اليوم الحالي، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الفضائيات العربية، ولا نقول وداعا، ولا نقول الفنان الراحل، فالخالدون لا يرحلون، فهم يرحلون بأجسادهم، لكنهم يبقون معنا بأفكارهم وأعمالهم".من جهته، قال الفنان البحريني عبدالله ملك: "دائما كانت تجمعنا المناسبات الطيبة، والله يطيل بأعمار زملائه وزميلاته في الساحة الفنية، وهذه الكويت المعطاءة، هي دائماً معروفة برجالاتها، ونجومها وأعلامها، لقد أتينا مجموعة من الفنانين ومحبي الراحل من عامة الشعب من مملكة البحرين، وجئنا باسم البحرين لنعزي كل أهل الكويت، من خلال القيام بهذا الواجب الإنساني، لأن الراحل كان صاحب واجب مع كل الناس، أعطى حبه وقلبه لهم، وهذه حكمة الله أن يتوقف القلب، والموت هو الأمر الوحيد الذي نقف أمامه صاغرين ومستسلمين لقضاء الله وقدره، الحمد لله على كل شيء، الله يرحمك يا بوعدنان ويغمد روحك الجنة، ويلهم أهلك وكل أهل الفن الصبر والسلوان".هامة كبيرة
وقال الفنان القدير عبدالعزيز الحداد: "الكلمات تتأثر والقول يصعب، لكن في هذا المكان الذي نودعه فيه، أقول له شكراً لأمر كبير، وهو تفعيل الوحدة الوطنية، وهذا التجمع الموجود بأننا نلتف حول هامة ورجل كبير، وأن كل الناس مجتمعة موحدة في الحب والصدق تجاهه، وترك لنا جميعا أثرا مشتركا؛ الروح التي يقدم فيها الكوميديا كانت روحا صادقة وأمينة".من جانبه، قال الفنان حسن البلام: "علاقتنا مع المرحوم علاقة إنسانية قبل أن تكون علاقة فنان كبير مع زملائه، ومن ناحيتي أنا شخصيا تجسد هذا الأمر بالعلاقة القوية والمتينة؛ سواء في العمل أو خارجه، وهو بمنزلة والدي حقيقة، ولا أبالغ في ذلك، وعندما يقول البعض إن الابتسامة والضحكة ذهبت فهي فعلا كذلك، وكنا نتطبع بطبائعه وطريقة كلامه في حياتنا، ولا أعلم ماذا أقول عن هذه اللحظة، ولا أستطيع في الحقيقة أن أصف هذا الأمر، ولا أنسى عتبه علي عندما واجهت العارض الصحي، ولومه لي بأن أكون حذرا تجاه صحتي وغيرها العديد من الأمور التي لن أستطيع أن أصفها".وقال المخرج والممثل صادق بهبهاني: "ماتت الكوميديا ومات الفن بوفاته، ولن أستطيع أن أقول أكثر من ذلك، لأنه شخصية مؤثرة فيني والأب الروحي لي ولجميع الفناني الشباب، والداعم الكبير لنا، فهو محب لنا ومتابع لإنجازاتنا، وهو شخصية لن أستطيع أن أوفيها حقها، وقد حالفني الحظ أن أكون معه في بعض الأعمال، ورأيت منه كل خير بصراحة، الله يرحمه إنه فنان لن يعوض".ضحكة الكويت
وشارك أيضا الفنان عبدالله السيف بكلمة خاصة: "هذا الجمع هو أكبر دليل على شهرته على مستوى الكويت والخليج، وفقدنا ضحكة الكويت وابتسامتها، وهو لن يعوض في الحقيقة".وقال المخرج عبدالعزيز صفر: "لن أستطيع أن أصفه، في الحقيقة، هو خسارة بحد ذاتها، فهو الأب الروحي لنا ونعتبره معنا في البيت، بحيث ترك مع فنه حب الكويت، والجميع حزين لفقدانه ومشاعر العائلة لا تختلف فيه، فهي محبة لفنه ولشخصيته الفريدة".عطاء سخي
وقال المطرب الشاب بشار الشطي: "لم أتخيل هذا الأمر، ولكن ذلك هو أمر الله وإرادته، فأبوعدنان أعطى من قلبه حتى نرى أعماله باقية، وأشعر الناس أنه منهم وفيهم".حاكم الشارقة يعزي العبدالله وأسرة الفقيد
بعث عضو المجلس الأعلى الإماراتي، حاكم الشارقة، الشيخ د. سلطان القاسمي برقيات تعزية إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله وإلى أسرة الفقيد الفنان عبدالحسين عبدالرضا.وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن الشيخ القاسمي أرسل أيضا برقيات تعزية لأسرة المسرح الكويتي والخليجي والعربي، أعرب فيها عن خالص تعازيه ومواساته بفقدان أحد رواد الفن الذي قدم الكثير في حياته المسرحية والفنية، وترك تاريخا فنيا حافلا، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.كانت الساحة الفنية الكويتية والخليجية والعربية قد فقدت الفنان الكبير الذي وافته المنية في 11 الجاري بالعاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 78 عاما.الروضان: عملاق الكوميديا كان مثالاً في التفاني والوحدة الوطنية
قال وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان، إن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا كان مثالاً في التفاني بالعمل والوحدة الوطنية.وأضاف الوزير الروضان في تصريح للصحافيين خلال تشييع جثمان الفنان الراحل، أن الفقيد كان يمثل جميع أبناء المجتمع الكويتي في أعماله، "وهناك أجيال من الكويتيين تربت على تلك الأعمال الوطنية". وأشار إلى المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها الفنان الراحل لدى الشعوب الخليجية والعربية، مبيناً أن الحشد الكبير من المواطنين والمقيمين، الذي توافد إلى المقبرة لتشييعه دليل على محبة الناس له.بدوره قال الوكيل المساعد لقطاع الخدمات الإعلامية والإعلام الجديد بوزارة الإعلام يوسف مصطفى، إن هذه المحبة انعكست على المشاعر الفيّاضة التي انطلقت منذ لحظة إعلان وفاة الفقيد الكبير عبدالحسين عبدالرضا، "واليوم نرى في هذا الطقس الحار والرطب، أهل الكويت الأوفياء لكل من أوفى، ولكل من أعطى لهذا الوطن، للوفي عبدالحسين عبدالرضا الذي سيظل إن شاء الله عالقاً في أذهان الكويتيين جيلاً بعد أجيال، وإن شاء الله سنظل في وزارة الإعلام أوفياء كما وفت الدولة بقيادتها السياسية، بحكوماتها الرشيدة، وأبنائها، لهذا الإنسان العظيم".جمعية المسرحيين في الإمارات تودع «سيد المسرح الخليجي»
شارك في وداع الفقيد عبد الحسين عبدالرضا وفد من جمعية المسرحيين في الإمارات، إلى جانب عدد من الفنانين الإماراتيين، وحضروا مراسم الدفن وتقديم واجب العزاء في الكويت، تقديراً لمكانة الفنان الراحل.وضم الوفد كلاً من الفنان حبيب غلوم، ومرعي الحليان، وسعيد سالم، إضافة إلى مشاركة الفنان حمد الكبيسي وآخرين، بجانب عدد من الإعلاميين.وأصدر الوفد بياناً جاء فيه: "نعزي أنفسنا قبل أن نعزي الكويت وقيادتها وشعبها وفنانيها بوفاة أخ الجميع، وفنان الشعب الخليجي كله".وأكد البيان أن الراحل الكبير كان فناناً غير عادي، فهو سيد المسرح الخليجي، وترك بصمة كبيرة وواضحة في الوسط الفني العربي.وأضاف أن الفنان الراحل أستاذ، ليس فقط في الساحة الفنية بل تعلم منه المحيطون به قيم التواضع والإنسانية، وهذا ما يفسر محبة الجميع له، نسعى إلى أن يترحم علينا الجميع مثلما يترحمون على الفنان عبدالرضا، وهذا يدل على أنه فرض حبه واحترامه، فهو يستحق هذا التقدير وأكثر بعد أن كرس حياته على امتداد أكثر من 50 عاماً لخدمة الفن والثقافة والناس وإسعادهم.تغطية إعلامية للحدث
• بدأت الجموع تتوافد منذ الصباح إلى المقبرة الجعفرية في الصليبيخات، بعد نقل الجثمان من المطار إليها.• كان الفنان القدير سعد الفرج رفيق درب الراحل حاضراً، وقد تزاحم الناس من أجل تعزيته.• قام العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة بتغطية حدث تشييع جثمان الراحل، ومنها تلفزيون الكويت، وإذاعة الكويت، وقنوات الجزيرة والريان القطرية وسكاي نيوز عربية.• شاركت مجموعات كبيرة من أهل الخليج التي حضرت إلى البلاد خصيصاً للمشاركة في التشييع.• نظراً لكثرة عدد محبي الراحل بوعدنان، لم تتسع صالة المقبرة للعدد الكبير، فأدوا صلاة الجنازة في الساحة الخارجية.