أسعار النفط ترتفع بفضل انخفاض مخزونات الخام الأميركي

الشطي: أجواء التفاؤل تحيط بالسوق النفطي في النصف الثاني من العام الحالي

نشر في 16-08-2017
آخر تحديث 16-08-2017 | 19:20
محمد الشطي
محمد الشطي
توقع الخبير النفطي الكويتي محمد الشطي تعافي الطلب العالمي على النفط بمقدار 2 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2017 مقارنة مع النصف الأول منه.
ارتفعت أسعار النفط، أمس، بدعم من انخفاض مخزونات الخام الأميركية لكن فائض الإمدادات ما زال يكبح الأسواق.

وتتجه أنظار السوق صوب البيانات الرسمية، التي ستصدرها إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم لتحديث بيانات المخزونات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت إلى 51.14 دولاراً للبرميل بزيادة 34 سنتاً أو ما يعادل 0.66 في المئة عن سعر الإغلاق السابق.

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 47.82 دولاراً للبرميل بارتفاع 27 سنتاً أو ما يعادل 0.56 في المئة.

وقال معهد البترول الأميركي، أمس الأول، إن مخزونات النفط الأميركية انخفضت 9.2 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 11 أغسطس إلى 469.2 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 3.1 ملايين برميل.

لكن مخزونات البنزين زادت 301 ألف برميل مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل.

من جانبه، انخفض سعر برميل النفط الكويتي 1.05 دولار في تداولات ،أمس الأول، ليبلغ مستوى 47.41 دولاراً مقابل 48.46 دولاراً للبرميل في تداولات الاثنين وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وقال فؤاد زادة المحلل في «فوركس دوت كوم» للسمسرة في العقود الآجلة «الإمدادات الزائدة لا تزال تضغط على أسعار النفط ولم يتغير الكثير رغم جهود أوبك وروسيا في الآونة الأخيرة. حاول هؤلاء المنتجون تقييد إنتاج النفط لكن النفط الصخري الأميركي يواصل الصعود».

وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجون مستقلون مثل روسيا بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً في الفترة بين يناير من العام الحالي ومارس 2018.

لكن ارتفاع إنتاج النفط الأميركي، الذي زاد بنحو 12 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.42 ملايين برميل يومياً يبدد أثر معظم هذا الخفض.

وتوقع الخبير النفطي الكويتي محمد الشطي تعافي الطلب العالمي على النفط بمقدار 2 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2017 مقارنة مع النصف الأول من عام 2017.

وأشار إلى أن هناك عدداً من التحديات تواجه السوق النفطي وتفرض ضغوطاً على أسعار النفط وهي: (1) مخاوف حول تباطؤ في وتيرة تنامي الطلب الصيني خلال النصف الثاني وسط مؤشرات على إمكانية هبوط نسبي في واردات النفط الخام لتدور حول 8 ملايين برميل يومياً وتباطؤ في معدل تنامي الاقتصاد الصينين مما قد يقلص نسبياً اتساع النشاط الاقتصادي، وما يتبع ذلك من تأثير على الطلب على النفط في الصين. (2) ارتفاع قيمة الدولار يشكل ضغطاً إضافياً على الأسعار على العموم. (3) توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية بأن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأميركي بمقدار 117 ألف برميل يومياً خلال شهر سبتمبر عن شهر أغسطس ليصل إلى 6.1 ملايين برميل يومياً، علماً أن إجمالي إنتاج الولايات المتحدة الأميركية بلغ 8.55 ملايين برميل يومياً في شهر سبتمبر 2016 مقابل توقعات بأن يصل إلى 9.41 ملايين برميل يومياً خلال شهر سبتمبر 2017 أي زيادة مقدارها 860 ألف برميل يومياً. (4) توقعات ارتفاع المخزون النفطي الأميركي من الغازولين مع نهاية شهر سبتمبر الذي يتزامن مع بداية ضعف الطلب على الغازولين في السوق الأميركي.

(5) تعتزم الولايات المتحدة الأميركية بيع 14 مليون برميل من النفط الخام من المخزون الاستراتيجي مع نهاية شهر أغسطس 2017.

(6) يظل إنتاج النفط الصخري يضع سقفاً على مستوى ارتفاع أسعار النفط الخام، خصوصاً مع استمرار قدرة الشركات النفطية على التأقلم مع مستويات أقل للأسعار والاستفادة من التكنولوجيا رغم أن الأمر لا يخلو من تحديات.

(7) تعافي آفاق مستويات الإنتاج في كل من ليبيا ونيجيريا بأكثر من التوقعات نتيجة استقرار جيوسياسية يسهم في رفع الإنتاج، وهو افتراض يعني زيادة في المعروض، وقد يؤخر في تحقق توازن أسواق النفط.

وأوضح الشطي أن هذه الأجواء ترجح بقاء أسعار نفط خام الإشارة برنت ضمن 45 – 55 دولاراً للبرميل (المتوسط 50 دولاراً للبرميل) خلال عام 2017 وعام 2018 وهو يكافئ 42 – 52 دولاراً للبرميل للنفط الكويتي (المتوسط 47 دولاراً للبرميل) خلال 2017 و2018.

وأشار إلى أن أكبر تحدٍّ للسوق النفطي هو مستوى إنتاج الأوبك في المستقبل وسط آفاق تعافي الإنتاج من ليبيا ونيجيريا والعراق وإيران وهو موضوع يكتنفه الغموض لارتباطه بعوامل جيوسياسية وفنية، وتأثيراته كبيرة إذا ما وقعت، لكنه مازال دون التوقعات، بالتالي هو أمر إيجابي في بقاء السوق متماسكاً، لكن بلا شك تعافي الإنتاج من هذه الأسباب سيؤخر توقيت توازن أسواق النفط، وقد يعني ارتفاعاً في النفط الخفيف الفائق النوعية بشكل يؤثر سلباً على أسعار نفط خام الإشارة برنت بشكل محدد ومباشر.

البرميل الكويتي انخفض 1.05 دولار ليبلغ 47.41 دولاراً
back to top